العالم

هل دخلت تونس “حالة البوتفليقية”؟.. السبسي لا يزال “متوارياً”

218TV|خاص

وجد تونسيون أنفسهم أمام “نسخة مكررة” من طريقة “تناول وإخفاء” وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية لـ”المرض السري” الذي كان الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة يعاني منه، والذي ظل يُغيّبه عن المشهد العام في بلاده لسنوات طويلة، دون أن يعرف الجزائريون طبيعة مرض رئيسهم الذي كان يظهر في الصور الرسمية لا يقوى على الحركة، وشارد الذهن كما لو أنه لا يدرك ما يحصل حوله، فيما يأمل تونسيون ألا تُدْخِلهم سلطات بلادهم في “الحالة البوتفليقية” وأن تتحرك أجهزة الدولة على الفور لوضع الأمور في نصابها، وأن تفرج سريعا عن حالة الرئيس الباجي قايد السبسي.

واليوم السبت هو اليوم الثالث الذي يغيب فيه السبسي عن “السمع والنظر” في بلاده منذ الإعلان عن وعكة صحية حادة نقلته على جناح السرعة إلى المشفى العسكري في العاصمة، في ظل حراسة مشددة طالت المشفى والقصر الرئاسي، إذ تزامنت وعكة السبسي مع تفجيرات انتحارية طالت أهدافا أمنية في العاصمة، سرعان ما أعلن تنظيم داعش تبنيها، في وقت يأمل فيه تونسيون أن يظهر مسؤول رسمي ليبلغ التونسيين بحالة الرئيس، وتأكيد مدى قدرته طبيا على إدارة البلاد، أو أن يتولى الإعلام الرسمي تقديم صور أو مقاطع فيديو تُظْهِر التحسن في صحة الرئيس السبسي الذي كشف عنه بيان للرئاسة التونسية أمس.

ولا يريد تونسيون وفقا لرصد لحسابات وصفحات تونسية شغورا في موقع الرئاسة الأولى في تونس، في ظل مخاوف حقيقية أن تطول محنة مرض الرئيس، قبل أشهر قليلة من انتخابات رئاسية هي الثانية في تونس منذ ثورة عام 2011، قال السبسي في وقت سابق إنه لن يترشح لها، لكن تونسيين يتخوفون أيضا من استغلال مرض الرئيس من قبل تنظيمات متطرفة، إذ إن الاستمرار في إخفاء حقيقة وعكته الصحية لليوم الثالث على التوالي، من شأنه أن يخلق اضطرابات سياسية واقتصادية في بلد لم يتعافى كثيرا وفق تقديرات دولية منذ إطاحة نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

ويحجم مسؤولون تونسيون عن كشف الوضع الصحي للرئيس، فيما تقتصر توضيحاتهم لوسائل إعلام تونسية ودولية على القول إن صحة السبسي “تتحسن ومستقرة”، من دون إعلان عن طبيعة الوعكة الحادة، أو الأثر الذي تركته على صحة الرئيس، ووظائف جسمه الأساسية، خصوصا أن ترجيحات تقول إن السبسي قد تعرض لسكتة دماغية، وأنه دخل ما يعرف بحالة “الموت الإكلينيكي”، فيما قال آخرون إنه توفي، وهي استنتاجات نُفيت جميعا عبر أكثر من مسؤول تونسي دعا الرأي العام إلى عدم الانسياق لما أسموها “شائعات مغرضة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى