أخبار ليبيااهم الاخبار

هل حقًا دخلت ليبيا العام 2019؟

ماتزال ليبيا رهينة للأعوام الماضية

تقرير خاص 218

ليس صحيحًا أن العام 2019 قد زار ليبيا أو اعتمدها في أجندته الجديدة، هُو لم يدخل إليها علميًا وثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا والأهمّ فكريًا. ماتزال ليبيا رهينة للأعوام الماضية وفي هذا الصدد سنذكر بعضًا من الملفات التي تثبت أن ليبيا لم تدخل بعد العام الجديد 2019.

إن تحدثّنا عن الوضع السياسي العام، فهي ما تزال في العام 2015 الذي شهد التوقيع على اتفاق الصخيرات بين الأطراف الليبية، بعد صراع مسلح ومرير دفع ثمنه الليبيين لوحدهم، وهو الأمر الذي جعل العام 2015 في مكانه لم يرحل أو يُسلّم الراية للعام 2016 أو ما بعده من أعوام. الاتفاق السياسي لم يرى النور على الأرض، ما يثبت أن ليبيا لم تخرج بعد من هذا العام، وإن حدث ودخلت عامها الجديد، فمن المؤكد أنها ستدخل العام 2016 لا العام 2019.

فكريا وأمنيًا وأجتماعيًا، هذا الأمر يُعتبر الأكثر غرابة، فرغم نهاية داعش والجماعات الإرهابية في ليبيا، إلا أن الأفكار المتطرفة ما تزال حاضرة في ليبيا، لم تنتهي، فمع كل أزمة اجتماعية او فكرية، تطلّ الأفكار المتشددة برأسها وتُعلن عن نفسها على الملاْ، ما يعني أن الخطر الحقيقي على ليبيا ليست التنظيمات الإرهابية في حدّ ذاتها، إنما أفكارها التي يتبنّاها البعض. وما أكثرها من مواقف عاشتها ليبيا، في العام الماضي. كشفت أنها ماتزال تعيش بعضًا من زمن داعش والتنظيمات الإرهابية في العام 2015، وكل هذا وداعش ما تزال حاضرة في عملياتها الإرهابية التي لم تغب أبدا وأوضحت هشاشة الأمن الذي لم ينجح في إنهاء العبث المتطرف.

فكريًا، غياب الفنانين والمثقفين والذي رحلوا في العام الماضي، أوضح أن ليبيا ما تزال  تعمل على كشف نفسها، عبر الجهات الرسمية التي لم تخرج في أي ذكرى لرحيل أو غياب أحد رموزها، أو حتى كتابة بيان نعي لهذه الأسماء التي ساهمت في مقاومة القُبح والظلام وراهنت على السلام. وهو الأمر الذي يعكس الجانب السياسي والاقتصادي ومدى تراجعه في السنوات الماضية، التي تُشبه العام 2014.

الاحتفال بدخول العام الجديد 2019، له قواعد صارمة وأسباب حقيقية، وليس بالأمر البسيط، قد تحتفل لأن العالم كله يحتفل وهذه تعبتر مشاركة العالم في الاحتفال فقط، لا في إنجازاته، بمعنى أنك مدعوًا للاحتفال فقط، لا الدخول في نادي العام 2019. لأن الدخول فيه يحتاج اثباتًا عمليًا وثقافيًا وفكريًا.

لكن مع هذا كله، قد يُحسب لبعض الليبيين في المجالات التي ذُكرت، أنهم حاولوا وساهموا بشكل فردي أن يضيفوا لليبيا ولو شيئًا بسيطا يسمح لها أن تفتخر بما قدّم لها أبناءها، والأمر ليس بالمستحيل إن حضرت الأفكار الواقعية والحقيقية لتغيير أو للخروج والدخول مع العالم في عامهم الجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى