العالم

“نيران نسائية” تشق رئاسة عون.. “نحس بعبدا”؟

218TV|خاص

بات الرئيس اللبناني ميشال عون محاصرا بـ”ثورة شعبية” غير مسبوقة بتاريخ لبنان بدأت فعليا تُهدّد عهده الرئاسي الذي بدأ قبل ثلاث سنوات، وفي حين أخفق عون في تهدئة الشارع الغاضب عبر خطاب تلاه بـ”اللهجة المحكية لبنانياً”، فإن عون بات مهددا بأزمة أخرى كان عنوانها خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية “غيرة نسائية” داخل قصره، انطلقت بين بناته الثلاث، وتسربت وقائعها “أزمة سياسية داخل التيار الوطني الحر الذي أسسه وترأسه عون قبل أن يُنْتخب رئيسا عام 2016 لولاية رئاسية مدتها ست سنوات.

للرئيس عون ثلاث بنات فقط أكبرهن ميراي المتزوجة من رجل الأعمال روي الهاشم الذي يرأس مجلس إدارة قناة (Otv) التابعة للتيار، فيما الوسطى كلودين زوجة الجنرال السابق، والنائب الحالي شامل روكز، أما الأصغر فهي شانتال زوجة وزير الخارجية جبران باسيل الذي أصبح عام 2016 رئيسا للتيار الوطني الذي يهيمن مع الحلفاء الشيعيين على العدد الأكبر من مقاعد البرلمان اللبناني.

وبدأت الأزمة العائلية في قصر عون عندما أعلن روكز أنه منذ نحو عامين يعتبر نفسه خارج التيار الوطني الحر، وهو ما شكّل “انشقاقا نادراً” داخل التيار الوطني، وعبّر عن أزمة عائلية، فيما بدا أن روكز الذي كان مرشحا قبل عامين ليكون قائدا للجيش يوجه سهام النقد لجبران باسيل الذي يطمح في أن يكون رئيسا للبنان بعد عهد عون، وهو منصب يبدو أن روكز يضع عينيه عليه أيضا، فيما يعتبر روكز بسبب “خلفيته وخبرته العسكرية” أكثر قربا للشارع وللبنانيين من جبران الذي اتهمته أوساط لبنانية مرارا بأنه “متعال ومثير للاستفزاز”.

وفيما لم يعلق عون أو حزبه على “التمرد العائلي” أطلت الابنة الوسطى زوجة روكز عبر موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” بصورة تجمعها بوالدها مع عبارات مؤثرة أرسلتها لوالده فُهِم لبنانياً منها أنها تنحاز لوالدها، وأن ترفض أي مساس بصورته وشخصيته، من دون أن يُعْرَف ما إذا كانت المستشارة الرئاسية كلودين ترفض فعليا “انشقاق زوجها” عن التيار السياسي لوالدها، علما أن كلودين سبق لها أن تزوجت قبل الجنرال شامل روكز.

ويطارد النحس عون في قصر بعبدا، وهو القصر الجمهوري الذي يكنيه اللبنانيون باسمه نسبة إلى منطقة بعبدا الواقع فيها، ففي أكتوبر عام 1990 تحصن عون بالقصر ذاته حينما كان قائدا للجيش، ورئيسا لحكومة عسكرية تولى معظم حقائبها الوزارية، ورفض تسليم السلطة لحكومة مدنية، فما كان من الجيش السوري سوى مهاجمة القصر سعيا لإخراج عون منه، الذي فرّ وقتها منه صوب السفارة الفرنسية التي أمّنت له اللجوء السياسي لمدة 15 عاماً قضاها في فرنسا، قبل أن يعود ويتحالف مع السوريين والأحزاب السياسية الموالية لدمشق.

وخلال السنوات الثلاث التي انتقل فيها عون إلى قصر بعبدا رئيسا بعد عام 2016 فقد شهد لبنان سلسلة من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية، كان أقواها على الإطلاق عاصفة الاحتجاجات الشعبية التي تطاله شخصيا منذ السابع عشر من شهر أكتوبر، إذ يطالب مئات آلاف اللبنانيين برحيل كل رموز الطبقة السياسية الحالية، وفي مقدمتهم الرئيس عون، وسط تساؤلات لبنانية ما إذا كان قصر بعبدا قد أصبح “علامة نحس” لعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى