أخبار ليبيااهم الاخبار

ندوة دولية (5): واينر يشرح أسباب إخفاق “مهمته الليبية”

218TV.net خاص

يستمر موقع قناة (218) في نشر حلقات مترجمة خصيصا للمشاهد والقارئ الليبي من ندوة عقدها مركز رفيق الحريري الدولي بشأن تطورات ومآلات الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية في ليبيا على لسان خبراء في الشأن الليبي، خصوصا وأن الأزمة الليبية أصبحت تهم دول الجوار، ودول القارة الأوروبية:
وفيما يلي حلقة جديدة من النص المُترجم للندوة:
واينر: ما تحاول الولايات المتحدة فعله مع علي زيدان والفرنسيون مع قوّات الشرطة والإيطاليون مع قوّات الخدمة العامّة والأتراك..هو تسهيل عملية تجنيد الشباب والمليشات العربية..ومنحهم هدفا أمنيا يُبعدهم عن الانضمام إلى العصابات، فما وصفته هو أنشطة عصابات “كلاسيكية”، من تقديم الذهب والأسلحة والفتيات والمجد والدين..كلّ ما يريده الشباب..يشترونهم بالكلام ويُنظّمونهم في الوقت الذي لا يقدّم لهم المجتمع الكثير من البدائل.. في عامي ألفين وثلاثة عشر وألفين وأربعة عشر قدّمنا بدائل، لكنها فشلت لأنّ النظام السياسي لم يكن قادرًا على إنفاق المال نظرًا للانقسامات الداخلية..معظم مشاريع المساعدة فشلت على المستوى المحلي .. بسبب الخلافات بين الليبيين على من سيأخذ الأموال وأي المشاريع يجب أن تُنفّذ.. لذا فالمتطرفون وقادة المليشيات هم القادرون على تنظيم الناس وضمّهم إلى عصابات.. ونشوء الظاهرة التي وصفتها…لذا يجب تحطيم هذا النموذج بتقديم بدائل وهذا يحتاج إلى وضع أنشطة تنموية وفق إجماع سياسي يوضّح ما يجب القيام به.. لقد خيّب نموذج العصابات الليبيين، لذلك لا يُسيطر داعش على أي منطقة.. حتّى في درنة طرد المتطرفون المحليّون المتطرّفين الأجانب… لذا فالليبيون لا يحبّون أن يُملي عليهم أحد ما عليهم فعله، لكن عليهم الانتظام في بناء فاعل قابل للعيش..والحكومة غير قادرة على فعل ذلك، وهذا يعيدنا إلى أهمية فعل ذلك على المستوى المحلّي
(مِرزان): آخر سؤال لجاسون ثمّ نحيل الأسئلة للجمهور، كمدير للجمعية الليبية الأميركية للأعمال، لديك اتصالات عديدة مع شركات أميركية لها علاقات مع ليبيا.. هل ترى أي دور محتمل لهم للتدخّل في سياسة إدارة الولايات المتحدة نحو ليبيا؟
جاسون: باعتقادي أن السفير واينر أشار إلى أهمية تحرّك المجتمع الدولي ، بدل من أن تدعم كل دولة طرف يتمّ توحيد الحلفاء في عملية واحدة، لكن بما أنّ الناس ، قد لايتفقون حول مدى عظم الدور الذي نحتاجه في العملية الليبية، وقد ذكرت الفراغ سابقًا، لذا أرغب في رؤية عصا غليظة لا بعض الجزر .. وهذا مهم عند التفكير بالأعمال التجارية.. لذا، لكي تصبح ليبيا دولةً ناجحة، تحتاج إلى استيراد المواد الأساسية من أغذية ومواد بناء وبضائع استهلاكية وتوفير الخدمات في كافّة القطاعات.. وكذلك معدّات توليد الطاقة حيث تشهد البلاد مشكلة مع توفير الطاقة الكهربائية..لذلك، سواء كان ذلك تصميم للبنية التحتية أو إدارة المشاريع وتوفير خدمات الحقول النفطية وتطوير التعليم ومختلف أنواع بناء القدرات.. وهذا ما تعلمه السلطات الليبية..فلا خلاف عليه.
أمّا السؤال عن الشركات الأميركية على وجه التحديد، فالعديد منها لديه خبرة واسعة في ليبيا، ويرغبون –بلا شكّ- القيام بدور رئيس في جهود إعادة الإعمار وتسخير خبرتهم في مساعدة ليبيا في الوقوف على قدميها ثانية.. سواءًا عملت الإدارة مع اتحاد الأعمال الأمريكي الليبي والشركات الأعضاء واستفادت من المصادر لتحقيق أهداف السياسة الخارجية .. هذا ما يمكن لأي كان تخمينه.. آمل أن يحدث هذا، لكن لا أرى أي مثال على مثل هذا التعاون.. لكن، لا بد من سبب يفسّر إدراك وزير الخارجية تيلرسون المهارات الضخمة في القطاع الخاص التي يمكن الوصول إليها ونظرًا لخبرته في القطاع الخاص فسيستفيد منه.. سواءً عيّن ترامب مبعوثًا رئاسيًا خاصًّا أو مبعوثًا خاصا في ليبيا مثل زميلي الموقّر هنا.. فسيمنحه سلطة كافية لاستخدام سياسة العصا، ليس فقط لتنسيق جهود الحلفاء في الخارج بل ولتنسيق المشاكل بين الأجهزة الحكومية داخل الولايات المتحدة.. من يعرف إن كان سيتمكّن من تكثيف جهود القطاع الخاص الأمريكي.. نؤكّد ثانيةً..لا أحد يعلم إن كان ترامب سيعيّن هذا الشخص ليكون مصدرًا للقوة التي نحتاجها لإنجاز الأمور.. باعتقادي هناك فرصة جيدة لحدوث ذلك،…
يضيف جاسون من الواضح، أنّ ليبيا إذا أرادت أن تكون دولة فاعلة، وتشارك بدور محوري في الحرب العالمية ضد داعش والجهاديين..فلا بدّ من أن توفّر وظائف لمواطنيها، تتبع نهج عمل من الأسفل إلى الأعلى..كما قال المتحاورون.. لا أرى ذلك ممكنًا على مستوى الأقاليم.. أرى أن العمل على فكرة الأقاليم هي مجرد مصدر خوف وهمي ، فبالنظر إلى تاريخ ليبيا لم تشهد ليبيا حكومات إقليمية.. لذا يجب أن تتمّ الأمور على المستوى المحلي، ويحتاج بناء القدرات المحلية إلى كافّة أنواع التنمية من القطاع الخاص والأجهزة الحكومية في أمريكا وغيرها.. عدا عن ذلك، فما يثير قلق الإدارة الجديدة هو الأمن والمهاجرين والتشدّد وتهريب الأسلحة.

يتساءل جاسون ما الأمل هنا؟ يكمن الأمل في أن ترى إدارة ترامب في ليبيا إرثًا، وتحاول تحقيق النجاح فيما فشل فيه أوباما وهيلاري في الملف الليبي.. لذا آمل أن تبذل جهودًا لتحقيق أهداف سياسية وطنية في أمريكا..سيبادرون إلى اتخاذ إجراءات لحلّ القضية الليبية، والتوفيق بين الحلفاء ليس فقط فيما يتعلق بالممارسات المثلى في الوساطة الدولية،لكن بفرض ضغوطات حقيقية على بعض الدول الإقليمية ..إن لم تفعلوا ما طلبناه سيؤثّر ذلك على الاتفاقيات الاقتصادية الاستراتيجية..ليبيا الآن على قمة الأولويات…عندما يحدث ذلك، سيكون لدينا زخمٌ من نوع ما..باعتقادي أنّ السؤال لا يجب أن يكون ما سيحدث للأعمال التجارية الأمريكية في دعم أهداف إدارة ترامب في ليبيا، بل .. كيف يمكن لإدارة ترامب أن ترى في هموم الأعمال الغربية في ليبيا أداة رئيسة لدفع الدولة للوقوف على أقدامها ثانية. . وعندما ننظر إلى كل الأسئلة التي تواجه الدولة، لا أرى سوى حلول القطاع الخاصّ، لذا لم نتحدث اليوم عن القروض وسداد الأموال وانخفاض قيمة الدينار والهوّة بين أسعار السوق السوداء والأسعار الرسمية…كل هذه الأمور لا يمكن معالجتها إلا عن طريق مساعدة دولية من القطاع الخاص، لذا أرى أن دور الدول الغربية في مساعدة السلطات الليبية يكمن في تشجيع دور القطاع الخاص الدولي على أمل إيجاد حلول ومساعدة ليبيا في هذا الوقت الذي نشهد فيه عدم فعالية واضطراب سياسي. .ولن يكون هذا سهلًا، لكن القيادة على المستوى الدولي ستتيح للأعمال التجارية في القطاع الخاصّ وضع حلول للنهوض بليبيا بدءًا من المستوى المحلي ومن الأسفل إلى القاعدة إلى الأعلى بالتوازي مع العملية السياسية التي تحدّثنا عنها.
(مِرزان): عزّة لديك شيء تقولينه؟
(عزّة): رجاءً، لا أعتقد أنّه من الصواب الحديث عن داعش دون الحديث عن التطرّف بشكل عام، هناك جماعات أخرى متطرفة في ليبيا،لذا لا يجب أن نركّز فقط على داعش ونترك الآخرين مثل القاعدة وغيرها من الجماعات المثيرة للقلق..تحدّثنا اليوم عن سرايا الدفاع عن بنغازي التي دخلت إلى الهلال النفطي، وبعضهم ينتمي إلى القاعدة كما صرّحت مصر على الملأ.. ، لذا فالأمر ليس سهلًا، لنركّز على جماعة واحدة ونترك الجماعات الأخرى التي تخترق المفاوضات السياسية والعملية السياسية… لا بدّ أن يكون هذا واضحًا برأيي، وعدم الاكتفاء بالتركيز على القاعدة.. الأمر الآخر، أنّ محاربة التطرّف ليست حِكرًا على ليبيا، بل عمل العالم أجمع، لذا لا تطلب من ليبيا الكثير، سمعنا اليوم من جاسون والسيد واينر أنّ هناك الكثير من التدخّلات الدولية والدول الأجنبية في ليبيا، وهذا كثير… لذا لا تطلبوا من ليبيا حلّ هذه القضية،، فهي لم تعدّ قضية ليبية، وقد خرجت من أيدينا الآن، لذا لا بد من فرض ضغوطات على الدول والتنسيق فيما بينها حتى تتوقف، عليها أن تتوقّف… أمّا حقيقة أنّنا بحاجة إلى مساعدة لمحاربة التطرّف فهي ليست مساعدة بل تعاون من العالم، لأننا في قلب العالم ، نحن في حوض البحر الأبيض المتوسط وكل هذه الدول ستتأثّر بما يحدث.
(عزّة): بالنسبة للسيد واينر، قلت أنّ فكرة بناء شرطة أو جيش لم تكن فاعلة، حسنًا، فالنهج كذلك كان خاطئًا..فلا يمكنك إرسال الناس دون تحقّق أمني حقيقي، سواءً إلى تركيا أو بريطاني..التحقّق الأمني في ليبيا لم يكن مناسبًا منذ البداية، فالسؤال المطروح هو هل نحن بحاجة إلى جيش؟ بصراحة..ألا نحتاج أكثر إلى قوة شرطة؟ فلم نركّز على الجيش؟
واينر مقاطعا: حاول الفرنسيون تدريب قوّات الشرطة، درّبوا 3500 شرطي
عزّة: نعم، لم أقاطعك..دعني أُكمل..ما حدث في بريطانيا مع بعض الناس الذين أرسلوهم، هناك. هذا فشل..وهناك أمر خاطئ آخر، لا يمكنك تقسيم الناس وترسل أحدهم إلى تركيا والآخر..فتُنشئ ولاءات مختلفة.. لا يُبنى الجيش بهذه الطريقة. برأيي كان يجب أن تجري الأمور بإخراج هؤلاء الشباب من الجيش وليس احتواؤهم فيه وإجبارهم على تكوين جيش رسمي.
(جاسون): هذا ناتج عن مهادنة المليشيات السابقة، كريم وأنا نشرنا دراسة حول ما حدث في الفترة ما بين ألفين وثلاثة عشر وألفين وأربعة عشر، باعتقادي لقد كان خطأً فادحًا بأن تلقي اللوم في هذه المشكلة على المجتمع الدولي،هناك استراتيجية متعمدة من جبريل و وعقيلة وعلي زيدان لاحتواء المليشيات ووضعهم في الجهاز الأمني الخاطئ، وتقديم بعض الرشاوي على أنّها رواتب..واستمرت هذه المشكلة بانقسام بين طبرق وطرابلس…
يؤكد جاسون إنّها المرة الأولى في التاريخ التي تدعم فيها جهة واحدة جميع الأطراف المتناحرة وهذا ما عزّز ليس فقط نمو داعش بل جميع الجهاديين في ليبيا..كما أنّ إدراك فكرة أنّ آلية التمويل..والميل نحو المهادنة له علاقة باتباع نهج مغاير ..سياسة العصا مع الحكومة الليبية الناشئة على المستوى المحلي والدولي بدلًا من سياسة الجزرة التي أثبتت فشلها.
واينر يتحدث من جديد: من الواضح أنّه ما كان علينا إنشاء قوّات خدمات عامّة، فقد فشل التدريب البريطاني وكذلك الإيطالي والتدريب التركي..كما أنّ التدريب الأمريكي لم يبدأ حتى الآن بسبب عملية التحقّق الأمني المكثّفة لمحاولة تفادي أي أمر سيء … وما تمكّنا من فعله هو جعل علي زيدان والثني يوقّعان بعض الأوراق الضرورية لتبدأ العملية..لكن لم يكن هذا ما حصل.. قرر الفرنسيون تدريب قوات الشرطة منذ وقت مبكر، وهذا جيد، لكنهم فشلوا ، فقوّات الشرطة كان يجب أن تكون فدرالية ولم يتمكنوا من دفع الناس للالتحاق بالتدريب..لذا لا بد من احتواء المليشيات…من الواضح أنّ الإبقاء على المليشيات أمرٌ خاطئ.. وإذا أردنا ملاحقة الإرهابيين ، فبالتأكيد ليس عن طريق الجيش ولا قوّات الخدمة العامة ولا المليشيات ولا الشرطة..وهذا يطرح سؤالًا: ما النهج الذي يجب اتباعه؟ معلمو المدارس، لا أعتقد أنّ هذا سيكون نهجًا جيدًا بالضرورة، فمن السهل انتقاد كلّ ما قمنا به لأن جميع ما قمنا به فشل.. كل شيء حاولت القيام به لأجل المساعدة أثناء عملي كمبعوث خاص فشل..كل شيء.. أنا متأكّد أن هذا راجع لنقص في كفاءتي، لكن بمراجعة ذلك، فقد رجعت إلى الاستخبارات الأمريكية والدفاع… وزميل كفؤ استرالي وزميل تركي ومصري.. أكثر من حقّق نجاحًا برأيي هم من وفر الأسلحة وهناك من قدموا الدبّابات وهذا موثّق بالصور وهناك من قدم طائرات وغيّروا أرقامها وتمّ تصويرها وإرسال ذلك في تقرير إلى لجنة الرقابة.. كلّ الأمور المتعلقة ببرنامج المساعدة نجحت.. لذلك ركّزت على الأمور السياسية التي لم تحقّق سوى القليل من النجاحات غير الكافية. .. ما زلت أعتقد أنّ القضية في الأمن، لذا لا بد من وجود قوّات أمنية محلية متكاملة، تحترم حقوق الإنسان ولا تتيع أي توجّهات سياسية، يجب أن نضمّ أشخاصًا من الجيش الليبي السابق، كما لا بدّ أن تكون متنوعة جغرافيًا، وتخضع لقيادة مدنية..هذا ما توصلّت إليه، نعم لقد سيطر داعش على مناطق واستغلّها، لكن هذا الأمر انتهى الآن، هناك خلايا من القاعدة والمرابطين وأنصار الشريعة، لكن لا يسيطر أي منهم على أي منطقة ويستغلّ مواردها، لهذا كان التركيز على داعش، لكن مشكلة التطرّف حقيقية!. أفضل ما يمكن القيام به هو توفير فرص للشباب تبعدهم عن نشاط العصابات من أسلحة ، أقولها مرة ثانية..العصابات ..ذهب وفتيات ومجد …هذا مزيج قوي في أي دولة، لذا من الضروري إيجاد بديل، هكذا أرى الأمور حاليًا. (يتبع)
ـــــــــــــــــــ
قناة (218). ترجمة خاصة: رهيفة محمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى