اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

مَن يدفع ليبيا إلى حرب أهلية !

عبدالوهاب قرينقو

على مدار السنوات الليبية الثمانية التي أعقبت انتفاضة فبراير في 2011 وبمجرد سقوط النظام والدولة معاً يواصل القطبان الأقوى في المجتمع الدولي دورهما من خلف المشهد يتقدمان تارةً ويتراجعان خطوات ليظهرا ثانية من حيث لا يتوقعهما أحد.

مع تقدم القوات المسلحة الليبية جنوب البلاد بدحرها لعصابات المعارضة التشادية الغازية تظهر التحركات الأميركية في صورة اقتراب جديد من تيار المتأسلمين سياسياً متخذي الدين ستاراً تختبئ خلفه أطماعهم في حكم البلاد إلى الأبد.

خالد المشري الرأس المريب للمجلس الأعلى للدولة ورغم إعلان استقالته من “الإخوان” إلا أن مناوراته اللاحقة تثبت عكس ذلك والأبرز زيارته المشبوهة إلى أميركا التي يدخلها بثوب جديد يتظاهر فيه بالنزاهة والديموقراطية ولعل نتائج الزيارة ورضا الغرب ظهرت أمس في تونس.

أخبار تواترت من العاصمة التونسية عن محاولات التقاء بين مسؤول غربي وأحد قادة المجموعات المسلحة في طرابلس الذي هو على وفاق مع حكام البلاد في أعلى الدولة ورئاسي الوفاق.. الحكام الذين يزكيهم المجتمع الدولي والبعثة الأممية وترفضهم الغالبية العظمى من شعب ليبيا الذي يأبى كل مرة أن يكون حاضنة للذين يكذبون عليه باسم الدين وما الدين لديهم إلا مطية والديموقراطية منديل ورقي يستخدم لمرة واحدة فقط.

التخوف الأكبر في ليبيا اليوم أن القوى “الأوروأميركية” -في استخدام غير معلن- تتظاهر بتأييدها وإن كان خجولاً لعمليات جيشنا الوطني في الجنوب لتطهيره من العصابات التشادية والإرهابيين وربما مستقبلاً لوضع حد حتى للتشكيلات المسلحة الموازية وغير القانونية في العاصمة طرابلس وما حولها إلى أن يستتب الأمن ويفرش البساط وأطباق الذهب لقوى التطرف المتأسلم لتحكم عموم البلاد ما سيدفع السواد الأعظم من أبناء ليبيا للدخول مضطرين في حرب أهلية لن تبقي هذه المرة ولن تذر.

دون دراسة للعواقب الوخيمة –(أو عن قصد يراد أن تظهر في بلادنا تلك العواقب الوخيمة)- وعلى خطى الدبلوماسية البريطانية، يواصل الأميركان ما يرون فيه “الإسلاموية السياسية الناعمة” وتمثلها في ليبيا حركة الإخوان المسلمين وقوى جهوية حاضنة، لأجل مصالحها وشهوة الحكم المتأصلة لدى المتنفذين في تلك الجهات، مضاف إلى هذه الخلطة ما تم تلميعه وتخفيف نار غلوائه من بقايا الجماعة الليبية المقاتلة إحدى المخرجات القديمة لتنظيم القاعدة الذي أقامت أميركا ومن والاها الدنيا ولم تقعدها لمحاربته في أفغانستان والعراق ومنه انبثق داعش اليوم في انتظار تبريده غداً وهلم جرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى