أخبار ليبيااهم الاخبار

مواقف الجيران والأشقاء من باليرمو

تقرير218

حظي المؤتمر الذي احتضنته العاصمة الصقلية باليرمو خلال اليومين الماضيين من أجل ليبيا، بحضور رؤساء وقادة من دول عربية وأجنبية لها تأثيرها على الساحة الدولية، إلى جانب المشاركة الواسعة من قبل الدبلوماسيين والوزراء المبعوثين كممثلين عن رؤساء بلدانهم.

الجميع حاول أن يكون مؤثراً وفعالاً، وكل أدلى بدلوه حيال الأزمة الليبية، فتناثرت العبارات الدبلوماسية الرنانة لتملأ قاعة الاجتماعات التي ضمت الكل تحت سقفها، إلا أن المواقف هي من ستعبر عن حقيقة الكلمات وجديتها، ولكن تبقى المواقف الدولية، في المرتبة الثانية من الأهمية إذا ما قورنت بالمواقف الإقليمية لدول الجوار، من جيران وأشقاء، فليبيا بالنسبة لكل منها عضو في جسد كامل إذا تأذت اشتكت بقية أطرافه.

حضور مصر ودول المغرب العربيّ كان بارزا في مؤتمر باليرمو، أملا في الوصول إلى حلّ ينهي أزمة جارتهم ليبيا.
الرئيس عبد الفتاح السيسي أكّد على ثبات الموقف المصري القائم على ضرورة التوصّل لتسوية سياسيّة شاملة في ليبيا بدعم من الأمم المتّحدة، مشدّدا على أنّ قوام التسويّة يجب أن يكون تنفيذ الاتفاق السياسي بالشكل الذي يحافظ على وحدة ليبيا وسلامتها.

من جهته قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إنّ انسداد المسار السياسي في ليبيا كانت له تداعيات كبرى على الدّاخل الليبي ودول الجوار، خاصّة تونس، داعيا إلى تنسيق الجهود بين كافّة الداخلين ضمن إطار الاتّفاق السياسي والخطّة الأمميّة، حتّى تكون المواقف متجانسة.

حضور الجزائر الذي تمثّل بالوزير الأوّل أحمد أويحيى؛ كان فعّالا ونقل وجهة نظر بلاده في الأزمة الليبية، والتي ترى أنّ تأثير بعض القوى السلبيّة والدّعم الضعيف لجهود الأمم المتّحدة في ليبيا والتدخّلات الأجنبيّة العديدة تسبّبت في استمرار الأزمة، مطالبة الأمم المتحدة أن ترغم أطراف النّزاع في ليبيا على المضي قدما في مسار التسوية وإنهاء الانقسام.

أمّا المملكة المغربيّة، والتي مثّلها وزير الشؤون الخارجيّة والتعاون الدّولي ناصر بوريطة، فأشارت إلى أنّ مؤتمر باليرمو جاء في الوقت المناسب للتذكير بأنّ حالة الجمود ليست خيارا، مؤكّدا تشبّث بلاده بحلّ سياسيّ متوافق بشأنه ومستدام في ليبيا، من شأنه تمكين ليبيا من تحقيق الاستقرار في إطار وحدتها وسيادتها غير القابلة للتقسيم.

مواقف دول المغرب العربي التي شاركت في مؤتمر باليرمو كانت شبه متوافقة، فهمْ أكثر المتضرّرين من بقاء الانقسام السّياسي في ليبيا على حاله.. فهل يجدون آذانا مصغية عند بلد تفرّق سياسيّوه، واتّحد شعبه!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى