اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

مواجهتي مع أحمد إبراهيم (5)

عمر أبو القاسم الككلي

في وقفتنا في الخارج، قلت لأحمد إبراهيم إنهم (أقصد اللجان الثورية بالجامعة) أمام مسؤولية خطيرة. إذ للمرة الأولى في التاريخ، حسب علمي، يتحكّم طلبة في جامعة فيفصلون من يفصلون من الطلبة والأساتذة ويرضون عمّن يرضون. إذا نجحت هذه التجربة فستكون مثالا يمكن الاقتداء به في أماكن أخرى من العالم، أما إذا فشلت فستنتهي دون أن يحذو حذوها أحد.

ردّ بأنهم واعون بمسؤوليتهم التاريخية هذه ويسرهم أن يكون ثمة أشخاص لا ينتمون إليهم، لديهم هذا الإدراك بخصوص تجربتهم ومسؤوليتهم!

*

قبل ذلك، ونحن خارجان، قال لي إنه ستصدر خلال احتفالات “السابع من أبريل” صحيفة وستنزل إلى الأسواق مثلها مثل أي صحيفة عادية. سيصدر منها أربعة أعداد، وأنه بودّه أن أساهم في الكتابة فيها.

قلت له:

– ما عنديش مانع! بس نكتب يعني نكتب! يعني أنى إلِّي نكتب!

سألني عن مقصدي فقلت له:

– يعني طالما انت اعترفت من حيث المبدأ أني مش رجعي، فمش نجيبلك مقال تقولي هذا غير مرغوب فيه، أو تطلب تعديله. ينشر قبل، وإذا عندك عليه ملاحظات تكلمني فيها بعد النشر! وأيضا ملاحظاتك غير ملزمة! إلي نشوفه منها مقنع نقتنع بيه. وإلِّي ما نشوفاش مقنع ما نقتنعش بيه!

قال:

– المهم احنى الرمز ما نبوهش!

قلت له:

– لا. هذا موضوع آخر. ممكن نقعدوا تو نحكوا للصبح في تاريخية الرمز وضرورته في الأدب والفن.. إلى آخره، من غير أن يكون كلام الواحد منا ملزما للآخر.

قال:

– باهي!. غير اكتب!.

*

التقينا بعدها أكثر من مرة. كان حين يتحدّث في مسائل سياسية أظلّ صامتا. أمّا حين يتحدّث في الأدب “أتصدّى” له. في أحد نقاشاتنا قال إن الشعر الحديث أدخلته إلى الثقافة العربية الحركة الماسونية!

قلت له:

– هنى أنى نسكت!

سألني:

– لماذا؟!

قلت له:

– هذا أمر لا أستطيع أن أعرفه. قد تكون انت عندك معلومات خاصة!

*

كتبت مقالا عنوانه “حول مفهوم الأدب الجماهيري” يطرح أن الأدب الجماهيري لا يعني التسطيح والتضحية بالجانب الجمالي الذي هو معيار الأدب، وإنما هو الأدب الذي لا يعادي قضايا الجماهير. وبالتالي فإن أي أدب جميل هو أدب جماهيري. وقدّمته للنشر في الصحيفة التي يصدرونها.

لم يُنشر المقال.

فأرسلته إلى صحيفة “الأسبوع الثقافي” التي نشرته في الصفحة الخلفية.

*

قال لي أحمد إبراهيم عندما التقينا بعد ذلك، إنهم لم ينشروا المقال ليس بسبب موقف منه، لكن لأني تأخّرت في تسليمه لهم، وكان آخر عدد صدر من الصحيفة مخصّصا لنشر ورقات ندوة اقتصادية جرت في الجامعة حينها، ولم يبقَ حيّز لمقالي (وهذا صحيح). وقال إنه كان يودّ لو أُتيحت فرصة مناقشته معي قبل نشره في “الأسبوع الثقافي”، لأنه الآن أصبح ملكيّة عامّة. فقلت له إن هذا لا يمنع أن أسمع منك رأيك فيه.

قال أنت تردُّ فيه عليَّ! (كنت قد قلت في المقال إن ثمّة من يرى أن الشعر الحديث من آثار الصليبية ودعاوى الماسونية).

فقلت له إن هذا ليس رأيه وحده. هو رأي موجود وأنا رددت على هذا الرأي.

إقرأ أيضاً:

مواجهتي مع أحمد إبراهيم (1)

مواجهتي مع أحمد إبراهيم (2)

مواجهتي مع أحمد إبراهيم (3)

مواجهتي مع أحمد إبراهيم (4)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى