العالم

من يبدأ بـ”الهجوم” أولاً: “جموح” ترامب أم “مكر الملالي”؟

218TV|خاص

مؤشرات ومعطيات متسربة من عواصم الثقل العالمي تشير إلى أن درجة السخونة في مياه الخليج العربي قد ارتفت إلى مستوى غير مسبوق، وأن الولايات المتحدة الأميركية تتحضّر فعلا للحرب أو لـ”مواجهة عاقلة” مع إيران، فيما بدأت صحف أميركية تتحدث عن “سيناريو إيراني” لإحراج أعظم قوة في العالم في “مربع نفوذ تقليدي” منذ عقود لواشنطن، فيما لم تتردد وسيلة إعلام رصينة ومرموقة مثل (CNN) للقول إن معطيات استخبارية كشفت عن نوع من الحركة لصواريخ باليستية إيرانية قرب الساحل الإيراني.

لا أحد يعرف سيناريو المواجهة بين أميركا وإيران إذا وقعت فعلا، مثلما لا أحد يعرف “خط النهاية” لهذه الحرب إذا اندلعت، فيما يعرف كثيرون أن واشنطن وطهران ليستا جاهزتين للحرب، إذ أن المعلن عن التجهيزات العسكرية الأميركية إلى مياه الخليج لا يعدو كونه تجهيزات لوجستية، فيما تتطلب مواجهة عسكرية وجودا عسكريا “أكبر وأعمق”، وهو ما يضع كل التحليلات والتكهنات بشأن حرب وشيكة في إطارها الكلامي الذي يهدف إلى دفع كثيرين للبحث عن “طاولة تفاوض” تستضيفها “سراً أو علناً” عاصمة قريبة من مكان الاشتباك المتوقع.

يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذهاب إلى منافسة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة وهو يؤكد للأميركيين أنه انسحب من اتفاق نووي أبرمه العالم مع طهران، ثم عاقبها وخنقها اقتصاديا، قبل أن ينجز اتفاقا نوويا جديدا من دون أن يفقد جنديا أميركيا واحدا، لذا فإن أوساط أميركية تعتقد أن التهويل الأميركي بشأن “الخطر الإيراني” يهدف إلى حشر الإيرانيين بالزاوية، ودفعهم إلى “موقف عقلاني”.

في المقابل يريد نظام الملالي في إيران الذي أبدى “صلابة إعلامية” في مواجهة إدارة ترامب القول إن زمن الرضوخ لسلاح العقوبات والحصار، ومسايرته قد ولّى، وإن طهران تستطيع أن تجلس على طاولة التفاوض من جديد بشأن البرنامج النووي، لكن ليس قبل أن يعود الأميركيون “خطوة إلى الوراء”، هذه الخطوة بنظر طهران هي قبول واشنطن بتفاوض جديد، ينطوي على “مخارج” تحفظ ماء الوجه لصُنّاع القرار في واشنطن وطهران، ويمنحهما “رصيداً شعبياً”، إذ أن كل هذه المعطيات تشير إلى أن الولايات المتحدة وإيران بعيدتان عن حرب عسكرية قالتا صراحة إنهما لا يسعيان إليها، لكن ستكون مدمرة إن فرضها أحد على الآخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى