أخبار ليبيااهم الاخبار

من “نجمة” الطرابلسية إلى “فاطمة” الطرابلسية.. ما الذي تغير؟

218TV.net خاص

أحلام المهدي

في وقت من الأوقات، كانت نجمة الطرابلسية تصدح في الأعراس الليبية، فكانت تنثر البهجة في كل مكان تحلّ فيه، فهي تحظى بمكانة مرموقة في الأوساط الشعبية الليبية، وقد فعلت هذا بكلمات أغنياتها المغرقة في المحلية، وألحانها المستقاة من التراث الليبي، وبالتوازي مع هذه الموجة الحديثة نسبيا على الليبيين كانت “الزكرة” في الجبل هي المسيطرة على المشهد الفني، وجميعنا نعرف أن معظم أغنيات “الزكرة” تعتبر بذيئة نوعا ما، رغم طريقة غنائها التي تضفي عليها شيئا من التمويه، فيصعب فهمها، وبناءً على ذلك لا يجب أن نُقصي أي نوع من الفنون بحجة الكلام، لأن تراثنا غارق في الكلام الليبي البسيط حتى أذنيه.

الزكرة

فما السّر وراء الرفض الذي قد يواجه به الليبيون أنواعا من الفنون التي لن تؤذي أحدا على أية حال، بقدر ما تُسعِد، ونجاحها يثبت ذلك، فالليبيون شعب له خصوصيته الثقافية والفنية، ومثلما استساغ ذوقه العام مختلف الأصوات والهيئات أيضا، يجب ألا يتوقف عن هذا، لأننا اليوم أحوج ما نكون لفُسحة الأمل، ليغني من يشاء وليرقص من يشاء، طالما لم يؤذِ أحدا، وأن نزرع نبتة في صحراء جرداء خير من أن ننتقد أنواع النبتات التي زرعها غيرنا.

لقد احتفظ الوجدان الليبي بكل من حاول أن يزرع بسمة على ثغر الوطن، وإن على استحياء، وما أجمل التنوع في كل شيء حتى الفنون، فلم يكن “بوعبعاب” أبدا يشبه “خالد سعيد”، ولا “محمد حسن” يشبه “أيمن الأعتر”، ولا “عادل عبدالمجيد” يشبه “وليد التلاوي”، وليست “الزكرة” التي يعشقها الليبيون أبدا مثل “الراب” الذي يعشقونه أيضا، أو “الريقي”، ومثلما “أحمد فكرون” خالدٌ في الذاكرة الليبية، “سلام قدري” أيضا خالدٌ فيها، وأن أسمعك تغني “مهما كان نوعُ غنائك” خيرٌ من أن أعيش حياتي وأنا أتحاشى رصاصتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى