اهم الاخبارحياة

من القرية إلى المدينة “الجزء الثاني”

رمضان كرنفوده

فى ذلك الصباح  المنعش بنسمات البحر فى مدينة طرابلس  وصل  صالح و رفاقه الى  محطة الحافلات

حسب الموعد الذي اتفقوا  عليه بعد وصولهم  مدينة طرابلس وانطلقوا فى أول يوم لهم  رحلة  البحث عن العمل فى شوراع طرابلس التي أبهرت أعينهم مدينة طرابلس المباني والبيوت الجميلة والعمارات وشاهد مزهيرات الزهور قرب النوافد  وحركة السيارات والمقاهي  وإنارة الشوارع والأضواء  وكيف أم امرأة تدفع عربة بها طفل رضيع ومارة منهم مبتسم . وشاهدوا أطفال المدراس من جيلهم يرتدون ملابس مدرسة انيقة و حقائب كتب و من يحمله والده فى سيارة و آخرون  تنقلهم حافلات  وتذكروا حالهم فى القرية

و منهم من هو  حزين منهم يرتدي ملابس جميلة و تفوح منه رائحة العطر و آخرون ملابس بسيطة تفوح منهم رائحة العرق من تعب العمل و السير على الأقدام  بين تلك الشوراع، تذكر  أشجار النخيل والمزراع وأصبح صالح يتأمل فى تلك الوجوه والتي لا تختلف عن الوجوه فى قريته من تجاعيد الزمن و قصوة الحياة كان سببها ان يترك الدراسة و يصبح مثلهم فى معترك الحياة مثلهم رغم صغر سنة  تذكر تلك البيوت الطينية والأزقة  وطيبة الناس فى القرية  وبساطة العيش فيها

أول مكان يتجهون إليه  للبحث عن العمل والحديث مع الناس هو ميدان 9 اغسطس  من أشهر الميادين فى مدينة  طرابلس وكان الميدان فى ذلك الوقت  يزدهر بحركة الناس من كل مناطق ليبيا حيث يتواجد عدد من الفنادق منها فندق النصر و المطاعم  وبعض مكاتب الخدمات  والسفر وسيارات نقل الأجرة وكانت المسافة طويلة من المحطة إلى الميدان مروراً بشوارع تزخر بها  المحلات التجارية .

حركة الناس أبهرت أعين  صالح ورفاقه وترسخت  فى دهنه افاق جديدة للحياة بعد أن كان طالب وفلاح يتصبب العرق منه وتعب العمل فى المزرعة على ملامح وجه ورسم التعب عليه كأنه رجل فى الخمسينات لا يستطيع تحمل تلك الحياة يسير فى اليوم قرب 15 كليو من البيت الى المدرسة الى المرزعة كم كان يعاني من شدة وقسوة الحياة وهو فى مقتبل العمر خلال رحلة البحث فى العمل فى شوارع طرابلس أصبحت الأحلام كثيرة وأصبح  الطموح ينمو بداخلة هو ورفاقه ولاح في الافق ربيع سوف تزهر الزهور فى درب حياتهم الجديدة

بعد أسبوع من البحث عن العمل دلهم  شخص على مكتب خدمات نفطية فى شارع عمر المختار يبحث غن عماله ليوفدهم  للعمل   في الصحراء بحقول النفط  حينها  ازدهرت عمل شركات  النفط والتنقيب والتصدير وزادت اكتشافات النفط فى الصحراء الليبية وتلك الاكتشافات اصبحت  قبلة للعمل لليبيين من مختلف مناطق ليبيا والطلب متزايد على العمالة خصوصاً لسكان القرى والارياف  .

كانت الفرحة لا وصف لها قى قلب  صالح خاصة و رفاقه عامة  بعد قرابة اسبوع من البحث عن العمل و الانتقال من مصنع الى مخبز الى ورشة ربما وجدوا عمل لهم بعد قطع مسافة من الطريق من  القرية الى المدينة من أزقة الطين الى شوارع مدينة  بها من اعمدة الانارة و الشجر و الورد و شاهدوا فى شوراع المدينة عمال مهمتهم  تنظيف الرصيف الدي يمشي عليه صالح و رفاقه  ومحلات ابوابها من الزجاج

دلهم رجل من منطقة فزان يعمل فى احدى المخابز تعرفوا عليه اثناء رحلة البحث عن العمل من القرية الى المدينة  على مكتب خدمات نفطية وقال لهم  ان المكتب يبحث  عن عماله  ربما يحالفكم الحض و تتحصلوا  عمل سرعان ما قام الرجل بالاستئدان من زملاه فى المخبز لبعض الوقت  ودهب  الرجل مع صالح و رافاقه الى  احد الشوراع الفرعية فى شارع عمر المختار و ارشدهم  لمكتب الخدمات النفطية، رجع مسرعا الى المخبز لاستكمال عمله  سرع صالح ورفاقه بخطوات سريعة نحو المكتب وكانت دقات قلبهم تدق بسرعة و كيف سوف تكون بداية الحديث مع  موظفي المكتب

دخل صالح ورفاقه المكتب  وقال لهم احد الموظفين بمكتب الخدمات النفطية هل تبحثون عن عمل فكانت الاجابة نعم ووفر هذا الموظف السؤال لدى صالح ورفاقه  فرد الموظف سريعاً  نحن بحاجة  لكم فى العمل فى إحد الحقول النفطية فهل أنتم  على استعداد للعمل فى الصحراء وسوف يتم  توفير مكان للسكن وجبات الطعام الإفطار والغداء والعشاء وسيلة النقل أنها فرصة لكم وإن وافقتكم  عليكم غدا جلب امتعتكم من أجل  السفر الى الحقل النفطي فى الصحراء  على ان يكون  تواجدكم  فى الصباح الساعة 10 صباحاً  اقصى حد أمام المكتب .

,كم كانت الفرحة تغمر قلب صالح و تخيل وجه أبيه أمامه عندما قال يا صالح عليك بترك الدراسة إلى المدينة من أجل أن تعمل  لمساعدتي ,, و هاهو صالح يحقق ما طلب من أبيه لمساعدته فى توفير سبل الحياة لاسرته من سبل الحياة وإن كانت بسيطة  وانفتحت أمام صالح أفق جديدة فى حياته العملية من اعتماد  على نفسة واصبحت هناك مسؤوليات على عاتقه عندما طلب منه والده ترك المدرسة و العمل حتى رفاقه اتضحت الفرحة على وجههم بعد رحلة عناء و تعب اخيراَ تحصلوا على مبتغاهم و الذي جعلهم يقطعون رحلة من أزقة القرية الى شوراع المدينة  اتفقوا مع الموظف أنهم غداً صباحاً منواجديين أمام المكتب ومستعدين للسفر الى الحقول النفطية.

أحد رفاق صالح يدعى مسعود قال لرفاقه كيف سوف نكون غداً فى تمام الساعة 10 صباحاً والمسافة طويلة ربما يضيع منا الوقت فى التجمع في محطة الحافلات والسير على الأقدام  الى المكتب فكروا كيف السبيل فى الوصول باكراً الى المكتب  قال لهم صالح عندي فكره تلهف الجميع الى معرفتها قبل أن ينطق بها صالح  ما رأيكم أن نأتي الى المكتب مساء  اليوم ونبيت الليلة  هنا  أمام المكتب ونتناوب جميعاً  على حراسة أنفسنا وأمتعتنا  حتى الصباح ،لا يكاد صالح أن ينهي كلامه  هزوا رؤسهم بالموافقة ..

انطلقوا بخطى مسرعة اتجاه البيوت التي  يقيمون فيها وصل صالح الى بيت عمه ولاحظ عمه أن صالح فى عيونه أمر ما   سرعان ما أخبر صالح عمه أنهم قد   تحصلوا على عمل هو رفاقه  وسرد لة القصة فرح عمه لهذا الخبر وعليه المغادرة الآن إلى مكتب الشركة للسفر غدا صباحاً و تحرك صالح في جمع امتعته ووضعها.

لقراءة الجزء الأول أنقر هنا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى