العالم

“ملك الشكلاطة” رحل.. عبدالناصر والأسد “ذبحاه” ولم يمت

218 خاص

أغمض إغماضته الأخيرة في الأول من شهر مايو الحالي رجل الأعمال السوري بسام غراوي في العاصمة المجرية بودابست، فيما لقّبته مجلة “إيكونومست” في تقرير حمله عددها الأخير ب”ملك الشكلاطة”، فغراوي الذي أذاق منتجاته الفاخرة من “الشكلاطة” لملكة التاج البريطاني إليزابيث، والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، آثر ألا يتورط في السياسة حين عصفت ببلاده الأزمة السياسية في مارس 2015، إذ لم ينحاز إلى أي طرف فيها كما فعل رجال أعمال سوريين، فبعد أن تهدمت مصانعه ومصالحه التجارية على تخوم العاصمة دمشق، قرر أن يرحل إلى أوروبا ويبدأ من هناك “رحلة نجاح جديدة”، لكن من الصفر.
غراوي الذي ودّع الدنيا ب”صمت لافت” ذاق مرارات السياسة التي اضطرته لأن يبدأ من الصفر أكثر من مرة خلال العقود الأربعة الماضية، حتى حينما كان لا يزال فتى صغيرا إلى جانب والده، إذ أن “سياسات التأميم” التي جلبها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر إلى سوريا أيام وحدة البلدين، قد دمّرت تجارة العائلة في مجال “الشكلاطة”، إذ أصبحت مصانع غراوي ملكا للدولة، قبل أن ينهض من جديد بعد زوال الوحدة، لكنه عاد ليواجه “الذبح الاقتصادي” من جديد، لكن على يد سياسات الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد هذه المرة الذي سنّ قرارات اقتصادية أثّرت كثيراً على تجارة غراوي، الذي لم ييأس، حتى عاد لينتعش من تخفيف الأسد لقبضته في أواسط عقد التسعينات على عالم “الأعمال والمال”.
“بزنس غراوي” في “الشكلاطة” لم يكن سراً عميقاً، إذ ارتكزت مهام عُمّاله ومصانعه في دمشق، ثم في فرنسا، وأيضا في المجر، على شراء الفاكهة الطازجة، وحشوها بالمكسرات النيئة، ثم نقعها ب”ماء الورد”، قبل أن “يُغمّسها” مرة أخرى في “الشكلاطة السائلة”، علما أن الشكلاطة هي المكوّن الوحيد الذي لم يكن من الأرض السورية في تجارة غراوي التي أصبحت حاضرة بصفة مستمرة على موائد الملوك وكبار الشخصيات حول العالم.
لم يشأ غراوي أن “يُسيّس” الشكلاطة التي أراد لها أن تكون حرة حول العالم، إذ رفض عروض عدة للانضمام إلى “الأطراف المتصارعة” في سوريا في “رحلة استقطابات”، بل ظل يقول إن “شكلاطة غراوي” لا تتعاطى السياسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى