كتَـــــاب الموقع

ليلة القبض على “الذهب”.. كنت هناك

218TV | آزاد عبدالباسط- خاص

منذ المواجهة الأفريقية على استاد برج العرب في مدينة الإسكندرية بين الترجي والأهلي، وما قيل عن “مهزلة التحكيم”، وقد تكفلت منصات مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عنها بتوسع، فقد مررت بـ”مشاعر وأحاسيس” لا يمكن وصفها في أسطر قليلة.
تشجيعي للترجي التونسي كان من نوع آخر لأني لست مشجعة، وستنتهي فرحتها أو حزنها بعد التسعين الدقيقة، بل كنت أترقب ما هو لون الميدالية التي ستدخل بيتي بعد ٩ نوفمبر، فزوجي اللاعب “سامح الدربالي” هو أحد نجوم الترجي العريق، فلما طالت ساعات الانتظار قررت حزم أمتعتي من العاصمة الأردنية عمّان واتّجهت إلى تونس، ولكني فضّلت أن يكون الوطن الحبيب محطة عبور فاصلة بين قلقي وترقبي، وبين “مباراة المشاعر والأعصاب”، علّني أجد بين وجوه عائلتي شيئا يزيل عني التوتر الذي بات يطاردني في كل مكان.
الأيام مرّت وكأنها دهر، وصلت إلى تونس وازداد الترقب خاصة أن التحشيد في صفوف عشاق الترجي كان كبيرا جدا، فليلة المباراة لم أستطع النوم وتمنّيت أن تدور عقارب الساعة بشكل أسرع، أما في يوم النهائي وأنا في طريقي لملعب رادس كانت الطرقات مزدحمة بشكل لا يوصف، إذ إن الجميع كان يريد متابعة المباراة خلال هذه الرحلة، فقد تخيّلت جميع السيناريوهات: فهل سأكون زوجة البطل؟ أم أن الدربالي ورفاقه سيخيبون ظني، وهو الذي قدّم لي جميع الوعود حتى أنه قال لي حرفياً إنهم في حال تسجيلهم هدفا في الشوط الأول فسيتوّجون باللقب.
انطلقت المباراة وأنا كنت أتابع الجماهير العاشقة وهي تحلم أن يبقى الكأس في تونس مرت الدقائق سريعا والترجي كان تائها وكأنّ الحلم بات يبتعد عن أبناء باب سويقة، ولكن “سعد بقير” بديل “فرانك كوم” المعاقب كان له رأي آخر، بعد أن منح فريقه هدفا في الدقيقة الـ46 ليحيي آمال الترجي في التتويج.
في الشوط الثاني كانت جل أمنياتي أن يحافظ الترجي على النتيجة مع محاولة إضافة هدف آخر للتتويج باللقب، ولكنهم فاجؤوني بهدفين تكفّل بهما “بقير” من جديد وأنيس البدري، لكن الدقائق الـ90 التي مضت شعرتُ بشعور “الالتراس” الذين يشجعون بجنون مهما كانت النتيجة وعند صافرة الحكم كان المشهد كالتالي.. فرحة هستيرية ضربت مدرجات رادس أما أنا فوجدت نفسي لا شعوريا أركض باتجاه الملعب لأهنئ الأبطال بهذا الفوز المستحق.
مشاهد تتويج لا تُنْسى، أمامك رئيس الفيفا، والكاف، ورئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، والقارة السمراء أفريقيا بأكملها يعلنون للعالم أجمع أن الترجي التونسي هو بطل أفريقيا.
انتهت الرحلة، وعدت إلى بيتي، وأنا أحمل ميدالية ذهبية، وحقيبة كبيرة من الذكريات سأرويها يوما ما لأحفادي إن مدّ الله بعمري.. هي حكايات أكبر من أن يطويها النسيان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى