أخبار ليبيااهم الاخبار

مساع لـ”ماكرون” للعودة مجددا إلى المشهد في ليبيا

تقرير

لا شك بأن الملف الليبي سيسيطر على أجندات مؤتمر ميونخ الذي تفصلنا عنه أيام قليلة وعند مناقشته وحسب المعطيات يبدو أن تركيا وروسيا تملكان الثقل الدبلوماسي الأكبر للضغط واستغلال الملف الليبي، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كثف من جهوده مؤخرا محاولا العودة للمشهد بعد أن تقبل فشل مؤتمره في باريس عام 2017 بشأن ليبيا.

وبعد يومين من دعوة باريس لحكومة الوفاق إلى الاجتماع والتشاور حول تطورات الأوضاع وطريق الحل أرسلت باريس دعوة للقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر نقلها مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسي كريستوف فارنو في زيارته لبنغازي ولقائه مع حفتر مؤخرا ، وكان فارنو قد التقى مع وزير داخلية الوفاق المفوض فتحي باشاغا في مقر السفارة الفرنسية لمناقشة المواضيع الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير القانونية وأيضا سبل الحل السياسي للأزمة في البلاد .

وعلى الرغم من امتلاك فرنسا للأدوات السياسية الكافية للضغط على الصعيد الدولي إلا أن نفوذ تركيا وروسيا المتزايد عسكريا ودبلوماسيا جعل فرنسا مكتفية بطموح ماكرون دون التحرك لأبعد من ذلك مع انشغال بريطانيا بطلاقها من الاتحاد الأوروبي وتجيهزها لإطلاق سياسة خارجية خاصة وانسحاب واشنطن التكتيكي من الشرق الأوسط ، وأيضا عدم ثقة فرنسا بقوة ألمانيا لإدارة الملف الليبي فقد وصفها ماكرون سابقا بالبطة العرجاء في سياسة الشرق الأوسط.

ويصر المسؤولون الفرنسيون على أن باريس تلتزم الحياد مع أطراف الأزمة في ليبيا معتبرين قمة برلين ناجحة بعد جمعها كافة الأطراف الدولية إلا أنها لم تتمكن من ضمان امتثالهم للالتزامات التي تعهدوا بها ، ورغم ذلك لا يبدو أن ماكرون قد انتهى من حركته الأخيرة في لعبة الشطرنج الجيوسياسية التي تشهدها ليبيا في حرب بالوكالة لا تزال تهدد حياة المواطنين الليبي في وطنهم منذ عقد من الزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى