العالم

مساعٍ صامتة في لبنان لـ”اغتيال ثورة الشارع”

218TV|خاص

تدريجياً، يتضح أن الطبقة السياسية في لبنان والتي فاجأها الشارع الشعبي بصدمة لم تخطر على بالها تستعد لـ”امتصاص آثار الصدمة”، والانطلاق إلى “موجة مضادة” تعيد فيها تموضعها السياسي للتحايل على “غضب الشارع”، وتهدئته ب”مسكنات سياسية ودينية”، لإعادته إلى المنازل، والعودة إلى “دورة حياة طبيعية”، وهو ما يعني أن التدهور المعيشي سيظل حاضرا، بدون أي إصلاحات سياسية أو اقتصادية يطالب بها مئات الآلاف منذ السابع عشر من شهر أكتوبر الماضي.

وبحسب قراءة فاحصة للمشهد السياسي في لبنان، فإن “ماكينات الأحزاب” التي بدت مستفيدة سياسيا وماليا من “الوضع القائم” في لبنان منذ عقود تستعد للتحايل على غضب الشارع عبر إنزال الآلاف من أنصارها إلى الشوارع لـ”تشكيل ضغط مختلف” يطالب بـ”بقاء وثبات الأحزاب”، وهو ما يعني أن “النسخة الأصلية من غضب اللبنانيين” ستتعرض للتزوير، فقد لوحظ نزول أعداد ضخمة مؤيدة للرئيس اللبناني ميشال عون إلى جوار مقر إقامته الرسمي رافعين صوره، وهاتفين باسمه، فيما يستعد أنصار حزب الله اللبناني –الموالي لإيران- بتنظيم مسيرة حاشدة وضخمة تأييدا للحزب وزعيمه حسن نصر الله، وهو ما قد تفعله أحزاب أخرى.

ورغم أن “غضب الشارع” توحّد فيه ملايين اللبنانيين بدون “أحزاب وشخصيات سياسية”، إلا أن كل حزب يحاول سحب جمهوره من الشارع، وتخويفهم بـ”سيناريوهات كارثية” يمكن أن تحصل لهم فيما لو غادر “حزبهم أو زعيمهم” الساحة السياسية بسبب الاحتجاجات والمظاهرات، وهو ما قد يفسر تراجع أعداد المحتجين في الساحات اللبنانية خلال الأيام الثلاث الماضية، ما يمهد الأجواء فعليا أمام “اغتيال ثورة الشارع”.

وينتظر اللبنانيون تكليف شخصية سياسية جديدة لتأليف حكومة جديدة طالب عشرات آلاف المحتجين أن تكون “مدنية ومصغرة وتكنوقراط” وهو أمر تحاول الأحزاب والشخصيات السياسية الكبرى التحايل عليها، ومنع تشكيلها بوصفها “تهديد وتعطيل” لمكاسبها السياسية والمالية، علما أن الرئيس عون بصدد إجراء استشارات دستورية مع الكتل البرلمانية لمعرفة مَن سيكون الرئيس المقبل للحكومة، في ظل ترجيحات وتكهنات بأن يكون سعد الحريري على رأسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى