أخبار ليبيا

ما وراء الخبر: أبوالغيط “يُبشّر” الليبيين بـ”اللويا جيرغا”

218TV|خاص

توقف ليبيون كثر عند دلالات استخدام الأمين العام لجامعة الدول العربية لمصطلح “اللويا جيرغا” في مقابلة أجراها لصالح صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، ونُشِرت اليوم السبت، إذ لم يتوسع أبو الغيط كثيرا في شرح ما قصد، لكنه قال إن مؤتمراً من هذا النوع في ليبيا تُوجَد مؤشرات على عقده لقيادات وأحزاب وقبائل برعاية دولية وقد يستمر لأيام أو أسابيع لحل كل مشكلات ليبيا، لكن أبو الغيط بدا متشككاً حيال الفكرة والأهداف.

“اللويا جيرغا” وفقا لكتابها صحفياً، و “اللويا جيركاً” وفقا للغتها الأساسية هي مصطلح عمره الاجتماعي أكثر من 400 عام تقريبا، وهي جملة في اللغة البشتونية مكونة من كلمتين، والبشتونية هي لغة سكان أفغانستان، وأجزاء كبيرة من باكستان، فيما تعني “اللويا جيرغا” وفقا للكلمة الأولى “المجلس الموسع، أما الثانية فهي “المصالحة”، وترجمة المصطلح السياسي إلى العربية يعطي المعنى التالي: مجلس المصالحة الموسع.

يعتقد كثيرون خارج أفغانستان وباكستان أن المصطلح حديث سياسيا، لكن البحث التاريخي يقول إن أول “لويا جيرغا” انعقد عام 1747 في أفغانستان، واستهدف توحيد البلاد تحت الحكم الملكي، قبل أن تنعقد نسخ أخرى على مدة قرون وعقود تالية استهدفت وضع حلول لمشاكل لبلد تهيمن عليه القبائل بشكل لا يُوصف وغير عادي، لكن “أول تناول سياسي” لـ”اللويا جيرغا” على نطاق دولي كان عام 2001 وهو العام الذي شهد تدخلا عسكريا أميركيا لطرد حكم “طالبان” المتشددة، حيث انعقدت أربع مؤتمرات لـ”اللويا جيرغا” في إيطاليا وباكستان وألمانيا وقبرص، لكنها ظلت دون المستوى المأمول أو المطلوب.

عام 2002 اكتسب “اللويا جيرغا” أهمية وزخماً دولياً حين عُقِد في أفغانستان، واستطاع أن يعلن نهاية الحكم الملكي إذ عُقِد المؤتمر برئاسة الملك ظاهر شاه الذي أعلن في الاجتماع أن عودة الملكية غير ممكنة، إذ تكررت لقاءات “اللويا جيرغا” على نحو متكرر قبل أن يتفق الأفغان في عام 2004 على دستور للبلاد، وإجراء انتخابات برلمانية لوحظ هيمنة قبلية عليها، إذ أصبح العديد من أعضاء البرلمان هم قادة وزعماء قبائل، فيما لوحظ أن الحالة السياسية في أفغانستان لم تتطور حتى الآن رغم مرور 18 عاما على إنهاء سيطرة ونفوذ المليشيات الدينية المتشددة.

يحلو لانطباعات مواكبة للحدث الليبي “الربط” بين “الخبرة الإيطالية” في استضافة “اللويا جيرغا الأفغانية”، وبين مؤتمر باليرمو  الشهر المقبل، وبين تصريح أبو الغيط الذي لم يأت من فراغ، علما أن قبائل ليبية تنادت أكثر من مرة وفي أكثر من مدينة ليبية لعقد ملتقيات تضم القبائل الليبية، لكن كان يُلاحّظ أن هذه الملتقيات لم تكن قادرة على أكثر من توصيات دونها “عراقيل كثيرة وكبيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى