أخبار ليبيا

مراكز احتجاز الأطفال المهاجرين في ليبيا.. “جحيم على الأرض”

ترجمة خاصة 218

سلط تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على سوء المعاملة والإهانات التي يتعرض لها أطفال المهاجرين الموجودين في ما لا يقل عن 26 مركز احتجاز داخل ليبيا تساعد بريطانيا في تمويلها.

وذكر التقرير أن الشهادات التي وصلت إليهم والتي اعتمدوا عليها في تقريرهم جاءت من أطفال محتجزين داخل هذه المراكز، حيث أكدوا أنهم يتعرضون للضرب والإهانة والتجويع من قبل عناصر الشرطة والحراسة الموجودة فيها، ووصف أحد الأطفال الظروف التي رآها داخلها قائلا إنها بمثابة “جحيم على الأرض”.

ووفقًا لعدد من الوثائق التي ادّعت -الجارديان- اطّلاعها عليها، فإن عدد المركز يبلغ نحو 26 مركزا في أماكن متفرقة من ليبيا، وتقوم هذه المراكز على تمويلات تُرسل إليها من المملكة المتحدة، وعلى الرغم من علم البعض بوجود مثل هذه المراكز داخل البلاد، إلا إن عددها الحقيقي لم يكن معلنا -بحسب التقرير-.

وبالرغم من أنه لا توجد وثائق تحدد العدد الحقيقي للأطفال الموجودين داخل هذه المراكز إلا أن أعدادهم تقدر بالمئات وربما حتى وصلت إلى أكثر من ألف طفل مهاجر، فوفقًا لإحصائيات مفوضية شؤون اللاجئين، يوجد ما لايقل عن 5400 مهاجر غير شرعي بشكل عام محتجزين داخل ليبيا.

الهجرة غير القانونية
الهجرة غير القانونية

من جانبها، أكدت وزارة التنمية الدولية البريطانية أن الحكومة تساهم بالفعل في تمويل المراكز قائلة إنها تواصل المساعدة في تمويل عمل صندوق ائتمان الاتحاد الأوروبي لتحسين ظروف المهاجرين في مراكز الاحتجاز، مشيرة إلى أهمية القيام بهذا الدور لتحسين ظروف المهاجرين داخل ليبيا وتجنيبهم مخاطر عبور البحر المتوسط هروبًا من ظروفهم الحالية.

إلا إن المنتقدين للحكومة البريطانية والدول الأوروبية بشكل عام يرون مثل هذه المراكز مجرد طرق لإلهاء وتشتيت المهاجرين لتجنب هجرتهم غير الشرعية إلى أوروبا.

وأكد التقرير الذي أوردته الصحيفة البريطانية أن الأطفال الذين تحدثوا إليهم خاطروا بكل شيء من أجل أن تصل الحقيقة إلى الناس على الرغم من العقاب القاسي الذي يمكن أن يقع عليهم إذا علم أحد بحديثهم مع وسائل الإعلام.

وفي ذات السياق، كانت منظمة العفو الدولية قد أكدت في تقرير سابق لها على أن ظروف العيش داخل مراكز احتجاز الأطفال داخل ليبيا غير آدمية، كما أدانت ما وصفته بـ “التجاهل القاسي” لدول الاتحاد الأوروبي لما يحدث داخل هذه المراكز.

ونقل التقرير شهادات عدد من الأطفال الذين أكدوا أنهم يشعرون بالخوف طوال الوقت من كل شيء ويعانون من سوء المعاملة والتجويع، فلا يسمح لهم بالخروج ولا استخدام الهواتف النقالة، ويمنعون من أقل الأشياء التي تعد من أساسيات الحياة، فوفقًا للتقرير فإن هذه المراكز صُنعت فقط بملايين الدولارات لكي تُبقي هؤلاء الأطفال غير قادرين على الهجرة، ليس أكثر من ذلك.

العديد من حالات الانتحار تم رصدها داخل مراكز الاحتجاز نتيجة لسوء المعاملة – بحسب تقرير الموقع البريطاني- تم إنقاذ بعضهم في اللحظات الأخيرة، والبعض الآخر تمكن من الهرب بالموت.

المصدر
theguardian

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى