تكنولوجيا

مراجعة Shin Megami Tensei III Nocturne HD Remaster

خاص | أحمد سامي

هناك الكثير من الألعاب الممتازة في الصناعة، خصوصًا تلك الحديثة منها، لكن ماذا عن الكلاسيكيات؟ هل فقدت بريقها مع مرور الزمن؟

حسنًا، هنا يأتي دور Shin Megami Tensei III Nocturne HD Remaster بالطبع!

اللعبة الجديدة الصادرة بتاريخ 25 مايو 2021 للحاسوب الشخصي؛ هي ريماستر “إعادة ضبط للجرافيك وكل شيء، وليست إعادة إنتاج من الصفر” هي أنسب مثال على الألعاب الكلاسيكية التي تعود للحياة مرة أخرى بفضل حبّ الجمهور وضغطه على الاستوديو المطور.

اللعبة؛ هي الجزء الثالث من السلسلة التي تحمل اسم Shin Megami Tensei وصدرت في 2003 ليشغفها الجمهور عشقًا؛ وكانت حصرية PS2 فقط وقتها، بغرض إنعاش سوق سوني، في ذلك الوقت.

اللعبة؛ من تطوير استوديوهات Atlus، وصدر الريماستر الخاص بها لأول مرة للـ PS4 والنينتيندو سويتش بعام 2020، والآن؛ حان وقت صدورها للحاسوب على يد شركة Sega المشهورة بالكلاسيكيات المحببة للملايين، منذ تدشينها في 1951.

والآن، ما قصة هذا ا لجزء؟ وهل كان الانتقال من بلايستيشن إلى ويندوز موفقًا؟

للحديث عن هذه اللعبة بشكلٍ جيد، يجب ألّا نظلمها بالتعامل معها كجزء من كل؛ الأفضل هو سردها كلعبة منفردة – Standalone Game بقصة منفصلة ويمكن لعبها إن لم تتعرف على الأجزاء السابقة على الإطلاق.

تبدأ الأحداث بشكلٍ مربك بعض الشيء، حيث تستيقظ فجأة على نور ساطع وأمامك سيدة تتحدث برزانة وتقص عليك أعجب الحكايات، أنت الآن أمام نهاية العالم، بعد دقائق سوف ينتهي كل شيء، وأنت الأمل الوحيد للبشرية أن تعود للحياة من جديد. بغتة يختفي كل شيء، وتعود بالزمن إلى اللحظة التي تكون فيها مجرد طالبٍ بالثانوية وتذهب للاطمئنان على أحدهم في المشفى، ومن هنا تبدأ المشاكل.

المشفى غير طبيعي، لا أحد به على الإطلاق، وفي إحدى الغرف تسمع صوتًا غريبًا، إنه رجلٌ مجنونٌ سرعان ما يشرع في حثّ شيطانٍ جالس خلفه على قتلك!

ما حكاية تلك الشياطين؟ وما علاقتها بنهاية العالم؟ وكيف لتلك السيدة من الأساس أن تُعطيك فرصة لتكون مفتاح نجاة البشرية من عالمٍ تريد الشياطين أن تسيطر عليه للأبد؟ هذه الأسئلة يجب أن تبحث عن إجاباتها خلال القصة.

حافظ الريماستر على الشكل والطابع العلم لأسلوب اللعب الكلاسيكي المحبوب، الأسلوب يعتمد على التجول في المدينة التي أصبحت غارقة في الرمال والفجوات السوداء العملاقة، وبذلك بدلًا من وجود حدود مفتوحة أمامك ومليئة بالعمران، فجأة؛ أصبح كل شيء عبارة عن مجموعة من الطرق الإسمنتية المهدّمة التي بالكاد استطاعت الصمود في وجه نهاية العالم.

كل البيوت والحانات والمحال التجارية أصبحت ملكًا للشياطين، بالطبع ليسوا جميعًا عدائيين، فأنت تستطيع التعامل معهم بمبدأ التجارة “حيث تذهب وتأتي لهم بشيء وتحصل على آخر في المقابل”، أو تتغلب عليهم بقوتك ليسقطوا أشياءً تساعدك مع التقدم في مسار القصة، أو فقط ودودون ويساعدوك دون مقابل، كما أن نظام القوى نفسه في صالح اللاعب، وذلك بهدف ضمان تجربة لعب خالية من الخسارة المستمرة، لأن اللعبة مبهمة بما فيه الكفاية، سرعان ما تحصل على رفاق في فريقك، ومع قواك المتنامية عند تحدي الخصوم؛ يصير التقدم في الأحداث أسهل وأسهل.

مع كل مكان جديد تدخله، تتعرف على شخصيات جديدة، حتى أنك ستجد بعض البشر الذين نجوا من الانفجار، والذين كانوا معك بشكلٍ أو بآخر في بداية الأحداث وأنت لا تعلم، وكذلك العالم ليس به شياطين وبشر فقط، بل هناك كائنات أخرى حركتها عشوائية ولها نفس أشكال البشر، وكأنها دُمى من البورسلين ودبَّت فيها الحياة بعد السكون، ويمكنك التعامل معهم بالتجارة، أخذ المعلومات الثمينة، وكذلك الحصول على أشياء تساعدك في مسعاك.

كما أن تلك الكائنات المصنوعة من البورسلين بالتحديد بدون التفاهم معها جيدًا في مسار القصة؛ لن تستطيع إكمال الأحداث أبدًا، وهذا بالتبعية؛ يجعل فترة اللعب أطول ويزيد من دسامة اللعبة، القصة؛ طويلة فعلًا، وتجذبك، وتعتبر ممتعة جدًا لأي شيء لم يلعب أي جزء في السابق حتى.

المشكلة الوحيدة هي أن معدل تحديث الإطارات على نسخة الحاسوب مغلق على 30 إطار في الثانية فقط، لكونها نسخة مأخوذة عن البلايستيشن، والمعروف بقاعدة الـ 30 إطار تلك؛ إنها لعنة لمُلَّاك الحواسيب الشخصية فعلًا.

أجل؛ اللعبة انتقلت جيدًا للحاسوب، لكن ليس بالكامل للأسف.

هذا هو المميز في الريماستر؛ الرسوميات الممتازة بالنسبة للأجواء نفسها.

ربما يعتقد البعض أن اللعبة لم تتطور على الصعيد الجرافيكي أبدًا بالنسبة إلى ريماستر صدر بعد سنوات طويلة من الانتظار، لكن ما حدث كان مناسبًا للأجواء الكلاسيكية نفسها، الغرض من الريماستر هو تقديم الأجواء والشخصيات نفسها بالرسم ذاته، لكن مع تقديم تطور ملحوظ في الحركة والحواف الخارجية للرسوميات، مما يجعل الهيئة الجرافيكية العامة مريحة أكثر للعين،أي أنك تلعب لعبة قديمة بنفس شعورك وأنت طفل، لكن بطابع عصريّ بعض الشيء.

على مدار الأحداث هناك مزيج ملحوظ بين طبقات صوتية مختلفة، هناك مقطوعات موسيقية، أصوات خطوات، فتح أبواب، قتل شياطين، جمل حوارية، وغيرها من الطبقات التي تمتزج بشكلٍ جيد يعطي تجربة لا بأس بها فعلًا.

الجيّد في الأمر؛ هو أن المقطوعة الموسيقية الرئيسية للتجول في المدينة “قبل هبوط/دخول أي مكان” رائعة، وينبغي عليك الخروج بعض الشيء من مسارات القصة والتجول في العالم فقط لتستمتع بتلك الموسيقى الجميلة بحق!

الخلاصة: لعبة Shin Megami Tensei III Nocturne HD Remaster؛ تستحق الشراء لكل من لعب الجزء نفسه قديمًا، ولعبة ينبغي انتظار خصم جيد للحصول عليها لكل من لم يتعرف في حياته على ألعاب كلاسيكية ذات أجواء مختلفة تمامًا عن الجرافيك وأسلوب اللعب للصناعة، حاليًّا، الجرافيك المحسّن ملحوظٌ، الموسيقى جميلةٌ، أسلوب اللعب سريعٌ وغير ممل، وبالمجمل؛ فإن المتعة مضمونةٌ فعلًا..

التقييم النهائي : 7/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى