تكنولوجيا

مراجعة Shadow of the Tomb Raider

خاص | آدم الكوافي

سلسلة ألعاب Tomb Raider التي هيمنت على سوق الألعاب طيلة فترة التسعينيات وواجهتها شخصية لاراكروفت التي تعود في جزء ثالث جديد Shadow of the Tomb Raider والتي تعد الخاتمة الثلاثية لهذه السلسلة التي أُعيدت من جديد قبل 5 سنوات، من تطوير استوديو Crystal Dynamic، حيث طرأت على اللعبة العديد من التغييرات حتى وجدت طريقها في هذا الجيل.

في هذا الجزء تولى استوديو Eidos Montreal التطوير بشكل مختلف وذكي دون تغيير يُذكر في جذور السلسلة، بحيث لم تصبح لاراكروفت تلك المرعوبة والخائفة والمطاردة بل أصبحت عكس ذلك مع شخصية أكثر عدائية وسوداوية أكثر من أي جزء سابق للعبة، حيث تخوض لارا صراعها الداخلي مع نفسها عن ما هو صحيح أو خاطئ.

القصة تبدأ أحداثها بعد مدة من الجزء الثاني حيث تأخذنا إلى حضارة المايا المنسية مع منظمة Trinity التي تلاحق الآثار الفائقة القوة، ومع تصرفات اللامبالاة وتفكير لارا في نفسها فقط تقوم بسرقة أحد الكنوز الأثرية من أحد المعابد المكسيكية يعود إلى حضارة المايا، ما شكل عواقب وخيمة كانت فتيلاً لإشعال شرارة نهاية العالم.

تتصاعد وتيرة الأحداث إلى حالات الهروب من الكوارث التي سببتها لارا، من زلازل وتسونامي يدمر كل شيء في طريقه، فتتسابق مع الزمن لإيقاف هذه الكوارث التي تسببت في وقوعها ما جعل هذه المشاهد الأكشن السينمائية تعطي اللعبة حماسة وإثارة في نصف الأول من اللعبة ولكن بعدها تنحدر وتشعر أنك تريد أنهاءها فقط كأنك تنهي واجبا مدرسيا.

اللعبة تعتمد على عناصر الاستكشاف والبحث عن الموارد والتركيز على بيئة الغابة الأميركية الجنوبية بشكل أساسي، وأضاف المطورون لمساتهم الخاصة من ناحية الاهتمام بتفاصيل للرسومات كبيئة الغابة ومناظرها الخلابة مع أصناف الحيوانات المختلفة وحصاد مواردها، وصياغة مجموعة متنوعة من العناصر التي تحتاجها لاحقا عند تقدمك في اللعب، وحركة رسومات الشخصية عند الخروج من الأماكن الضيقة التي تجعل منك تعيش تجربة الشخصية نفسها.

وإلى جانب تفاصيل الإنقاض القديمة والمقابر فإن لعبة Tomb Raider لن تكون كذلك دون المقابر لاستكشافها، فهي المليئة بالأفخاخ المميتة والمخاطر لإضافة المزيد من الوقت والتجربة والألغاز ونوع من التحدي تتراوح من بسيطة إلى صعبة وكانت متنوعة من حيث سرعة البديهة لكنها جاءت بنفس القوالب، علما أن أستخدام الحبل بطريقة عمودية من أجل النزول من المرتفعات العالية أصبح من خصائص اللعبة يمكن الاستفادة منها.

ولا ننسى مدينة Patiati التي تعتبر محورا أساسيا في اللعبة فهي ليست مجرد مدينة بل كتلة متكاملة ضخمة، مظاهر الحياة حاضرة فيها في كل مكان مما يجعلك لا تحول بصرك عنها وحرية استكشافها في عالم اللعبة شبه المفتوح بدلاً من المكوث طويلا في الغابة والقبور، فتجد تجارا يمكن شراء أسلحة منهم ومقايضتها وتطوير العدة الخاصة بك وكذلك يوجد قرويون وأناس يمكنك التحدث معهم وفتح حوارات والاستفادة منهم ومن المعلومات التي يقدمونها ويعرضون عليك بعض المهمات الجانبية التي ركز عليها هذا الجزء، ووجدت فقط لتطوير عمر اللعبة دون الاستفادة الكاملة منها.

وبشأن تفاصيل الإضاءة، فهي تخلو من العيوب من ناحية الشخصيات والأزياء وعوالم الماء السفلية التي تنبض بالحياة والغوص واستكشاف خفاياها والصراع للبقاء على قيد الحياة عبر البحث عن مخارج للتنفس، الذي خلق جوا من التوتر وسط الحيوانات البحرية الخطيرة مع استكشاف أعماق المياه من كنوز وموارد، وكذلك لا يخلو الأمر من الانفجارات التي تحدث وتطاير الرصاص في كل مكان، عند تقدمك في اللعبة.

أسلوب اللعب حافظ على نمط الأجزاء الأولى من حيث التسلل والتخفي، ولكن لارا أصبحت الآن مفترسة بلا رحمة ولا شفقة، لا تترك فريستها حتى تغرز أنيابها فيها، كما أن عوامل اللعبة استفادت من عناصر الغابات والأشجار وهطول المطر حيث يتشكل الوحل؟ من هنا تستطيع لارا أن تلطخ وجهها وجسدها لتتمكن من الاختباء والتحرك بسهولة بين الأعداء وبشكل أفضل للقضاء عليهم واحداً تلو الآخر.

بهذا تنفتح أبعاد جديدة وطرق ملتوية للعب تتحد فيها كلاعب وتتوحد مع الغابة، مع إمكانية استخدام الأسهم المسمومة للقوس التي تشل حركة الأعداء وتجعلهم يتصرفون بطريقة غريبة.

في كل عملية قتل أو إنجاز مهمة أو تحدٍ تكافئك اللعبة بنقاط الخبرة ولكن وجدت نفسي أحصل على هذه النقاط من خلال تقدمي للعبة حتى أتمكن من إنفاقها دون فائدة تذكر في شجرة المهارات الخاصة بك والتي تنقسم إلى 3 أقسام من القتال والاستكشاف والبقاء، يمكنك الأسلوب أن تنعكس على أسلوب لعبك هناك مهارات مقفلة ستكتسبها تلقائياً مع مرور القصة، وإنهاء بعض تحديات المقابر ولا يوجد أي حدود لاختيار المهارات.

قام المطورون بالاستفادة من قدرات الجهاز واستغلالها من دعم تقنية HDR رسوميات تعتبر أفضل من الأجزاء الماضية مع بعض مشاكل تقنية البسيطة ولكن يمكن أن تكون أفضل خاصة ظهور ألعاب منافسة ذات مستوى رسومي أفضل بكثير من الأجزاء التي صدرت.

الخلاصة : استطاعت لعبة Shadow of the Tomb Radier أن تحقق تغييرات مشوقة وتحتوي أكثر على الأكشن والمتعة الحركية والإثارة وفتحت معالم جديدة مختلفة عن النسخ السابقة ولكن حجم التغييرات لم يكن عند المستوى المأمول والحد المطلوب من لاعبيها وعموم اللاعبين.

التقييم النهائي : 7/10

[تم توفير هذه اللعبة من الناشر قبل صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى