اهم الاخبارتكنولوجيا

مراجعة Project CARS 3

خاص | أحمد سامي

سلسلة ألعاب Project Cars هي واحدة من أشهر سلاسل ألعاب السيارات الموجودة على الساحة حصرًا. السلسلة بالكامل من تطوير استوديوهات Slightly Mad التي عملت على بعض ألعاب Need For Speed، ونشر شركة BANDAI NAMCO. تم طرح الجزء الأول من السلسلة في 2015، والثاني في 2017، والآن يُطرح علينا الثالث في 2020. والجدير بالذكر أنها بالمُجمل عبارة عن لعبة محاكاة واقعية لقيادة السيارات، لكن تحاول المنافسة في مضمار ألعاب السباق التي تهتم في الأساس بفنيّات الحركة أكثر من واقعية التجربة.

السؤال المطروح هنا، هل ارتقت اللعبة لمستوى التوقعات؟ أم ظهرت كمجرد نسخة من ألعاب أخرى شهيرة؟

اللعبة في النهاية هي لعبة سباق سيارات، لن تحتوي على قصة أبدًا. لكن من الناحية الأخرى، كان يمكن لها أن تحتوي على قصة.

الفكرة كلها في إدخال شخصيات داخل السياق الظاهري للعبة. فمثلًا Project CARS 3 اعتمدت على تقديم أجواء سباق جيدة، مع قدرة مهولة على عمل تعديلات لا حصر لها على السيارات المملوكة من قِبلك، بل وأيضًا إتاحة إمكانية الحصول على أكثر من سيارة، ووضعهم جميعًا في مرآب واحد. لكن بينما أنت تتنقل من حلبة إلى حلبة، ومن سباق إلى سباق، لن تقابل أي شخصية على الإطلاق. حتى الشخصية التي تلعب بها (وتستطيع تغييرها كذلك)؛ لا وجه لها. كل ما له علاقة بالبشر، مُعتَّم عليه تمامًا. ربما الهدف الرئيسي من ذلك هو تركيز ذهن اللاعب بالكامل على السيارات والبيئة المحيطة، لكن من الناحية الأخرى الأمر ضرب التفاعلية الإنسانية؛ في مقتل. فالجزء الأول والثاني اتّبعا نفس النهج. الأول نجح نظرًا لتقديم لعبة جديدة فقط في حلبة المنافسة، لكن الثاني كان متوسطًا لأنه لم يقدم أي جديد سوى بعض التعديلات البصرية، المصحوبة بارتقاء في جودة الجرافيكس.

وبالرغم من التوقعات الكبيرة للجزء الثالث، لم يقدم الاستوديو أي شيء سوى تعديلات بصرية وعالم واسع وجرافيك أقوى. والشيء الذي يدعو للحيرة فعلًا، هو أن الاستوديو عمل بالفعل على ألعاب Need For Speed، والتي تحتوي (بشكل غير مباشر) على شخصيات. فأثناء القصة أنت ترى شخصيات أمامك، وتتعامل معها بشكلٍ خاطفٍ للغاية. وحتى إن لم تتعامل مع شخصيات، فأجواء اللعبة نفسها تمنحك شعورًا بأن المنافسين من حولك في حلبة السباق؛ هم فعلًا بشر مثلك، وليسوا مجرد درجات متباينة من الذكاء الاصطناعيّ.

وعلى ذكر الذكاء الاصطناعي، فلماذا لا نتحدث عن أسلوب اللعب؟

مثلها مثل أي لعبة سيارات أخرى، أسلوب اللعب قد يبدو متشابهًا للغاية، وتكراريًا. لكن بالنسبة لـ Project CARS 3، فالوضع مختلف تمامًا.

إذا نحيّنا سباق السيارات نفسه جانبًا، سنجد أن اللعبة مليئة بالكثير من الأشياء المتعلقة بتجربة اللعب نفسها. في البداية أنت تدخل عالم اللعبة، لتأخذك بدورها في جولة تعريفية بسيطة، لكن الذكاء هنا أن الجولة ما هي إلا سباق حقيقي تخوضه مباشرة بدون مقدمات. فبدلًا من تعريفك بأدوات التحكم بشكلٍ منفصل قبل أي شيء؛ اللعبة تُدخلك بالفعل في سباق، وبينما المحرك يهدر، يشرع صوت آتٍ من بعيد في شرح التحكمات، ثم يتركك في مهب الريح!

وبعد تلك الجولة الفجائية، تبدأ اللعبة فعلًا في التكشير عن أنيابها. بعدها مباشرة تذهب مع الصوت الآتي من بعيد، في محاولة لاختيار وإعداد أول سيارة لك. وهنا تعلم أن اللعبة مبنية على نظام المسار المهني – Career. والذي ينطوي على تدرجك من مستوى إلى مستوى، ومع الارتقاء في المستويات؛ تحصل على المزيد من السيارات؛ والمزيد من الشهرة. ومع الاشتهار أكثر وأكثر، تستطيع فتح العديد من المسارات الجديدة. حيث تحتوي اللعبة على مجموعة مستويات (اكتشف عددها بنفسك؛ فهنا المتعة)، وكل مستوى مكون من 4 مسارات. وبعد انتهاء الـ 4 الخاصين بكل مستوى، يوجد حَدث كبير في انتظارك.

وإذا تركنا المستويات وعالم اللعبة المفتوح (والمليء بالتنوع بطريقة مذهلة)، سنجد أن قوّة اللعبة تظهر في مستوى التعديلات التي تمكنك منها. هنا أنت تستطيع تغيير كل شيء في سيارتك. وذلك بداية من أرقام وحروف لوحة السيارة، مرورًا باللون والطلاء، ووصولًا إلى أنواع الإطارات والشعارات المحفورة على غطاء المحرك.

وإذا مللت من سيارتك الحالية، تستطيع الدخول في أكثر من نمط آخر، ثم اختار السيارة التي تفضلها للقيام بعدة دورات بقواعد خاصة. وهذا بدوره ينقلنا للأنماط، وهي كثيرة، ولن نحرقها كلها هنا.

بالطبع Project CARS 3 تحتوي على نمط لعب أونلاين مع الآخرين، لكن ربما يصيبك الملل حتى تجد منافسًا عشوائيًّا، حتى أن بعضهم قد يترك اللعبة في منتصفها وتجد نفسك وحيدًا فجأة؛ تتسابق مع أشباح.

لكن النمط الذي فعلًا يميز هذه اللعبة، هو نمط الأحداث – Events. وهو ببساطة يمكنك من خَلق سباق بشروطك الخاصة، أو الدخول في سباق مصنوع مسبقًا من قِبل آخرين. وهذا النمط تحديدًا؛ يخلق عشرات العشرات من السباقات والتحديات التي لا يمكن أن تتوقعها على الإطلاق.

وليس هذا فحسب، أيضًا اللعبة مناسبة للكبير والصغير على حدٍ سواء، وللمبتدئ والمحترف كذلك. أدرج الاستوديو آلية تمكنك من تحديد مستوى عدائية المنافسين في طور اللعب المنفرد، وهذه لفتة مميزة جدًا في الواقع. بتحكمك في رد فعل الذكاء الاصطناعي، تستطيع الحصول على لعبة هادئة، متوسطة، أو عدائية للغاية. كما أن التعليق الصوتي مناسب جدًا للحالة الشعورية أثناء اللعب، وقادر على تعزيزها بشدة، ودفع الأدرنالين في عروقك كلما اقتربت من نهاية السباق.

سلسلة Project Cars بشكلٍ عام تهتم بالواقعية إلى أقصى حد. لذلك حاولت اللعبة تقديم محتوى جرافيكي قوي، وتقديم تجربة بصرية ممتازة بالنسبة لجميع أنماط الرؤية المختلفة. حيث طرحت اللعبة أكثر من زاوية رؤية أثناء القيادة، أبرزها هما المنظور الأول والثالث بالطبع. وبداخل كل منظور توجد مجموعة من الزوايا التي تُجبر عينيك على ملاحظة كل التفاصيل الموجودة في السيارة، أو البيئة المحيطة.

في النهاية حاولت اللعبة الوصول إلى مستوى الواقعية الخاص بالمنافسين، لكن الحكم عليها في الأول والآخر يعود للاعب نفسه؛ لذلك ستجد الكثير من الآراء المتذبذبة حول هذه النقطة.

المحتوى الصوتي بشكل عام كان مناسبًا للأجواء، وبالطبع التعليق الصوتي ساعد على تأجيج الحالة الشعورية. لكن أثناء اللعب لفترات طويلة، ستبدأ في تدارك أن هناك شيئًا ناقصًا، هناك ملعقة ملح مفقودة؛ وجعلت الطبخة جيدة، لكن ليست ممتازة. ومع الوقت، ستُدرك أن الملعقة هي أصوات البيئة.

فمثلًا عندما تسير على حافة الطريق، ستجد المشجعين على أحد الجانبين، ومن المفترض أنهم يصرخون ويهللون في حماس. لكن في الواقع، أصواتهم غير موجودة بالمرة، أو موجودة؛ لكن يطغى عليها صوت المحرك دائمًا.

وبعيدًا عن أصوات الجمهور، أصوات البيئة نفسها غير موجودة. البيئة المحيطة بالسيارات متنوعة للغاية، قد تجد أشجارًا تارة، وبنايات آتية من المستقبل تارة أخرى. كل تلك المتغيرات لها أصوات، لماذا لم تظهر؟ ربما رأى المطورون أن تثبيط أصوات البيئة سيساعد على التركيز في اللعبة أكثر، لكن على الأقل لكانوا وضعوا خاصية في الإعدادات لتشغيلها أو غلقها..

الخلاصة : لعبة Project CARS 3 هي تقدم مهول بالنسبة للسلسلة ذاتها، وبالفعل صدرت لترفع سقف المنافسة مع الألعاب الموجودة حاليًّا. لكن من الناحية الأخرى، لم تقدم الكثير لتصنيف ألعاب السباق، بقدر ما قدمت لنفسها كسلسلة. أسلوب اللعب ممتع، وستقضي معها وقتًا لا تندم عليه دون شك. لكن في النهاية، اللعبة تنقصها الكثير من الأشياء، وخرجت بشكلٍ غير متكامل للأسف.

التقييم النهائي : 6/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر وقت صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى