تكنولوجيا

مراجعة Guilty Gear Strive

خاص | أحمد سامي

هناك الكثير من الألعاب التي صدرت في الفترة الأخيرة بشريحة الألعاب القتالية، وكانت إما ثلاثية الأبعاد تمامًا بأسلوب يعتمد على الواقعية، أو بسيطة بشكلٍ مفرط وتجعل أسلوب اللعب طفوليًّا بنسبة كبيرة. ولكل شريحة مريدون، هذا لا شك فيه. لكن ماذا عن المنتصف؟ ألا توجد ألعاب أسلوبها على شاكلة الأنمي الياباني وفي نفس الوقت تعتمد على الواقعية بشكلٍ عام؟

هنا يأتي دور لعبة Guilty Gear Strive من تطوير استوديوهات Arc System Works الشهيرة. إنها الجزء الأحدث في سلسلة الألعاب التي قدمت للجمهور 7 أعمال بالتمام والكمال حتى الآن، وسيكون الجزء سابق الذكر هو الثامن فيها. وَعد الاستوديو الجمهور بتقديم مزيج مختلف هذه المرة، مع آليات جاذبة للاعبين القدامى والجدد على حدٍ سواء، فهل أوفى بوعده فعلًا؟ أم كلها مجرد ثرثرة إعلامية؟

في الواقع، اللعبة عبارة عن قصة أكثر من كونها لعبة تفاعلية، والقصة هنا بمعناها الحرفي؛ قصة سينمائية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. في العادة ما يتم تقديم القصص على شكل مقاطع سينمائية مغموسة في قلب أسلوب اللعب الحركي نفسه، لكن هنا أسلوب اللعب في خانة، والقصة (كلها دفعة واحدة) في خانة أخرى وحدها. وهذا أول عنصر “غريب” في لعبة Guilty Gear Strive مجملًا.

نُكمل في هذا الجزء من حيث انتهت لعبة Guilty Gear Xrd السابقة مباشرة، حيث أننا على أعتاب معرفة نهاية قصة شخصية سول بادغاي – Sol Badguy “والمنطوق يابانيًّا: سول بادوو-جاي”. وسول هو بطل السلسلة الداخلية لـ Metal Gear نفسها تحت عنوان Gear Hunters، والتي تتحدث عن مجموعة من المحاربين الأقوياء في عالم الجيرز.

تدور أحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويظهر في البداية اجتماع آسوكا آر كريتز – Asuka R. Kreutz مع رئيس البلاد في سيارة مصفَّحة، فلما هو هنا؟ وإلى أي مُنتهى ستأخذنا الأحداث مع بادغاي واللقاء المنتظر؟ هذا ما ستعرفونه عند “مشاهدة” اللعبة.

والمشاهدة هنا ليست كلمة اعتبارية، فالقصة عبارة عن فيلم سينمائي طويل بعض الشيء، يستلزم جلب الفوشار والمقرمشات، فالقصة مثيرة للانتباه فعلًا. الجدير بالذكر أنه يُنصح بالمشاهدة باللغة اليابانية مع ترجمة إنجليزية، والابتعاد عن الدبلجة الإنجليزية تمامًا. والسبب هنا هو توافق الصوت الياباني مع الشخصيات والنطق والتحريك بالحذافير، كما أن الشريحة العُظمى من لاعبي سلسلة Gear هم عشّاق للأنمي الياباني على كل حال.

المثير للدهشة هو تقديم القصة هذه المرة لـ 15 شخصية بالتمام والكمال، في مزيج من شخصيات عرفناها سابقًا في الأجزاء الماضية، وشخصيات جديدة تمامًا بقدرات تستحق الاستكشاف في الجانب الحركي للعبة.

أسلوب اللعب العام للعبة Guilty Gear Strive تقليديّ بعض الشيء، فهو يعتمد على حبس اللاعبَين في حلبة 2D صغيرة ثم القتال، وهذا هو الشكل العام لكل ألعاب القتال المباشر تقريبًا. لكن المميز هذه المرة هو أن الاستوديو اعتمد على تقديم آليات قتال جديدة، مع التركيز على جعل البيئة أكثر حيوية، وأوجد إمكانية تكسير بعض الأشياء هنا وهناك.

اعتمدت اللعبة على تقديم توليفة مميزة من الضربات الفردية والثنائية، لكن يعيبها أن معظمها قريب المستوى، وليس بعيدًا بالقدر الكافي. وهذا على عكس ألعاب أخرى كثيرة في نفس الشريحة الفنية (ألعاب القتال)، والتي تهتم بالضربات القاتلة من بعيد، مع مزجها برسومات جرافيكية سينمائية معينة تجعل التجربة انغماسية أكثر.

لكن من الناحية الأخرى، اهتمام فريق التطوير انصبّ على رسم الشخصيات وأسلحتها وحركتها أثناء القتال، بجانب التركيز على الجانب الصوتي للعبارات أثناء القتال، وكذلك أصوات الضربات التوجُّع، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل بعد قليل خلال المراجعة.

وعند الخروج من طور القصة (السينمائي)، ستجد طورًا تدريبيًّا وفيه تقوم بضبط شخصيتك (أفاتار صغير)، والتعديل عليها بشكلٍ يناسبك، وهو نفس الأفاتار الذي سيرافقك في تعليمات اللعبة أثناء التدرُّب. وبعده مباشرة تنتقل إلى الطور الأونلاين الذي فيه ستلعب فعليًّا اللعبة، وتتعلم الحركات أكثر وأكثر حسب كل شخصية تلعب بها وتفتحها مع مرور الوقت، سواء بشكلٍ مجانيّ أو عن طريق شراء DLC.

ربما الجرافيك هو أفضل ما في هذه اللعبة على الإطلاق!

أسلوب الرسم غريب بالنسبة للاعب المعتاد على الـ 3D دائمًا وأبدًا. ببساطة وصف الرسم بأنه هو نفس رسم أعمال الأنمي بالضبط، مع لمسة من الـ CGI المستخدم في أعمال نيتفليكس الفنية بكثرة، مع وضع الكثير والكثير من الفلاتر اللونية والضوضاء المريحة للعين في التراكيب العامة بكل مشهد في القصة. المشاهد الجرافيكية خلال القصة بالكامل مقدمة في هيئة بصرية محببة إلى أي شخص بدون شك.

أما في القتالات (سواء في القصة السينمائية أو اللعب الأونلاين)، فالوضع أكثر حماسية بمراحل. تم الاهتمام جدًا بالقتالات السينمائية في مسار القصة. المعيار البصري للعلبة كلها رائع للغاية، ويستحق طور القصة كل إعجاب وتقدير فعلًا.

مراجعة Guilty Gear Strive

المقطوعات الموسيقية في اللعبة بالكامل حماسية ورائعة فعلًا، لكن مشكلتها الوحيدة هي الارتفاع فجأة أثناء المشاهد القتالية دون وجود تدرُّج في الانتقال من النوتات الهادئة إلى المرتفعة، وهذا يمكن ملاحظته بشدة في سماعات الرأس ذات الـ Bass الهادئ والمخصصة للاستوديوهات، مثل إحدى سماعات Audio Technica التي استعملها الفريق أثناء اللعب.

أما إذا كنت ستلعب على سماعات خارجية، فلن تلاحظ هذا الأمر على الإطلاق تقريبًا. غير ذلك، فالموسيقى بالمجمل جميلة، والأداء الصوتي (الياباني تحديدًا) مذهل للغاية.

الخلاصة:لعبة Guilty Gear Strive عبارة عن قصة بداخلها لعبة، وليس العكس. كان يجب التركيز أكثر على محور اللعب المباشر، أو إدراج القصة بداخل اللعب الحركي بالشكل التقليدي لكسر الملل. أما بالنسبة للقصة نفسها فهي ممتازة على الصعيدين السردي والسينمائي، الجرافيك رائع من جميع النواحي، الموسيقى جميلة لكن ترتفع فجأة، وأسلوب اللعب بالمجمل يحتاج إلى بعض التنوع في الضربات القريبة والبعيدة.

التقييم النهائي : 6/10

[تم توفير هذه اللعبة من قبل الناشر قبل صدورها في الأسواق]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى