أخبار ليبيااهم الاخبار

محمود جبريل في طرابلس.. هل دارت محركات سلامة؟

218TV|خاص

في زحمة الأخبار في بلد مثل ليبيا تضيع عادة “الإشارات والمعطيات” المرتبطة بأخبار مرت مرورا عابراً، إذ بدا لافتا الأسبوع الماضي أن زيارة رئيس تحالف القوى الوطنية الدكتور محمود جبريل إلى طرابلس، عدا عن أهميتها كزيارة لشخصية ليبية وازنة لها موقفها السياسي الثابت تقريبا، لكن “إشارة خفية” أمكن رصدها على هامش الزيارة، قيل معها ليبياً أن محركات مهمة المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة قد بدأت بالدوران فعليا لكن من دون ضجيج.

لم يتفاءل كثيرون بمهمة سلامة “المثقف والسياسي” اللبناني، الآتي من بيئة سياسية لبنانية معقدة، ومن مهام دبلوماسية دولية “مضطربة” –باعتراف سلامة نفسه-، لكن كُثُر غيروا انطباعاتهم من سلامة نفسه أولا الذي بدأ بداية صحيحة لا تستثني أحدا، حتى هؤلاء الذين دخلوا إلى “القائمة السوداء” في أذهان الليبيين، ثم غيّر جزء آخر من الليبيين نطرته تجاه مهمة سلامة بعد أن لمسوا للمرة الأولى خطة عمل مكتملة يعتقد كثيرون أنها قابلة للتطبيق متى صلحت النوايا، وتقدمت ليبيا في سلم أولويات الليبيين.

لم يشأ محمود جبريل أن يذهب إلى طرابلس التي غادرها قبل سنوات لأسباب يطول شرحها، ولخّصها جبريل مرارا ضمنا بـ”إنعدام الأفق السياسي”، لكن حلوله وجها سياسيا موثوقا لدى الليبيين في طرابلس هو يعني أن جبريل “مطمئن جزئيا” إلى العملية السياسية قيد التشكيل في ليبيا، وأنه ربما ينتقل إلى “خطوات أوسع” من الداخل الليبي، إذ استمرت محركات مهمة سلامة بالعمل وفق وتيرة “واقعية وواضحة”.

يلتقى جبريل وسلامة ب”قواسم مشتركة” أبرزها “العقلية المُخطّطة”، وربما تلك القواسم قد ولّدت “كيمياء خاصة”، فالرجلان لم يسكنا في أوطانهما غالبا لظروف متشابهة، لكن الأوطان سكنتهما، وآمنا بفكرة أن العمل من أجل الأوطان ليس بالضرورة أن يكون من داخلهما، وهو ما يدفع أوساط إلى القول أنه قد لا يكون الخبر يتمثل بزيارة جبريل، وإنما في ما رُصِد بشأن إطمئنان جبريل إلى أنه يوجد حاليا ما يمكن البناء والمُراكمة فوقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى