أخبار ليبيااخترنا لك

مبادرات التطوّع.. مناهج مجانية للمسؤولين عن حب ليبيا

تقرير 218

لم تنقطع خلال الأشهر الماضية أخبار أبطال التطوع في ليبيا، حاملين على عاتقهم مهمة تلوين جزء لا يستهان به من الصورة الباهتة التي يصدّرها أصحاب القرار في البلاد إلى العالم.

الانتشار السريع لصور المتطوعين وحملاتهم بمختلف أفكارها، شكلت حافزا للكثيرين ممن يمتلكون القدرة على المبادرة لتقديم المزيد لليبيا التي تخلى عنها كل من توفرت له جميع الأدوات لتغيير واقعها إلى الأفضل، لكنها لم تكن من أولوياته.

المبادرون بمختلف أعمارهم كتبوا قصصا في العمل التطوعي تصلح لأن تُدرّس كمنهج رسمي للمسؤولين الذين يتصدرون المشهد اسما لا فعلا، وهو ما يفسر ارتقاء العمل التطوعي في ليبيا إلى أعلى مراتب الوطنية في خضم الأوضاع التي تمر بها البلاد، وتردي الخدمات وتقاعس الجهات الحكومية عن القيام بواجباتها.

هذه الأعمال تنوعت وأخذت أشكالا مختلفة، كل بحسب ظروف المتطوع وقدرته، لكنها حملت في غالبيتها الروح الشبابية، إذ برز دور الشباب بشكل كبير في واجهة هذه الحملات، ليؤكدوا أنهم اللبنة الأساسية في بناء الدولة.

ولم تقف الرسالة التي حملها هؤلاء الشباب بأعمالهم التطوعية عند هذا الحد فحسب، بل كانت مثالا للهمة العالية والإيثار في زمن اتجه فيه الكثير من أبناء جيلهم إلى الانخراط في التشكيلات المسلحة أو اكتفوا بالانتظار السلبي لانتهاء الفوضى والصراعات التي تمزق البلاد منذ أعوام.

وبمراقبة بسيطة لردود الفعل التي تلقتها المبادرات التطوعية بمختلف أشكالها طيلة الفترة الماضية، ستجد أن جميع المسؤولين والجهات الرسمية في الدولة لم يحركوا ساكنا ولم يخصصوا دينارا واحدا لتقديم يد العون ومساندة هذه المبادرات، التي انطلق جلها بسبب إهمالهم وانشغالهم في ترتيب مصالحهم الذاتية.

ونستذكر من خلال التقرير التالي عدداً من الشخصيات والمجموعات المدنية التي حرّكها حب ليبيا باتجاه تنظيم مبادرات تطوّعية ذاتية:

لؤي فوناس.. عاشق بنغازي المُخلص

لؤي فوناس

وكرّس فوناس جهده ووقته وحياته من أجل عودة الحياة في منطقة البلاد مستخدما جراره البسيط ومدفوعا بحبه للعصية كما يفضل تسميتها، ليحول الجرار من آلة لوضع السواتر الترابية والتدمير إلى آلة لإماطة الأذى وتنظيف شوارع البلاد من ركام الحرب والدمار.

وعمل على تخليص منطقته من بقايا الحرب والدمار ولم يتوقف إلا بعدما نجح في تغيير ملامح الخوف التي تعلو الأحياء المدمرة إلى منظر يحيي الأمل لدى الناظرين.

مبادرة فوناس التي لم تكلف “قطرة” في بحر الميزانيات المصروفة المُعلن عنها من قبل الجهات الرسمية، تفاعل معها الليبيون بكلمات كانت تشع أملا وطاقة إيجابية ولّدتها سواعد لؤي الذي ضحى بوقته وجهده لنفع مدينته وبلاده، ونشر رسالة قوية لن تقوى عقول أصحاب الكراسي على ترجمتها، مفادها “يا بلادي حبك موالي”.

أحمد السايح.. #اللي_يحب_ليبيا_نحبوه

شاب من طرابلس تطوع لتنظيف نافورة طريق الشط ومحيطها في 6 ساعات عمل متواصل
شاب من طرابلس تطوع لتنظيف نافورة طريق الشط ومحيطها في 6 ساعات عمل متواصل

أحمد إدريس السائح المهندس المعماري الشاب أحد المترددين على ميدان الشهداء في طرابلس ساءه كثيرا منظر القمامة المترامية في جنبات النافورة الرئيسية بالميدان وبمستلزمات بيتية خاصة أنهى في 6 ساعات عمل متواصلة تنظيف المكان الذي عجزت الدولة عن إيجاد حل له منذ سنوات.

واحتفى الليبيّون بإنجاز المهندس المعماري على طريقتهم، حيث انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “اللي_يحب_ليبيا_نحبوه.

وتسابق أصحاب المحلات التجارية والمشاريع الخاصة لتقديم الهدايا لأحمد تكريماً له على مُبادرته التي كانت بسيطة في فكرتها، عظيمة في الرسالة التي حملتها.


فزعة شباب طرابلس

لم يتأخر شباب العاصمة للتلاحم وتقديم المساعدات للعائلات النازحة والمتضررة من الاشتباكات المشتعلة في ضواحي المدينة منذ الرابع من أبريل الماضي.

ونظم شباب طرابلس حملات تطوعية متتالية لجمع التبرعات لصالح النازحين بمجهودات ذاتية، واتسعت دائرة المنضمين لهذه الحملات مع مرور الوقت، دون أدنى دعم من الجهات المخولة بأداء هذا الواجب.

فزعة الشباب واستجابتهم لنداءات العائلات الفارّة من نيران محاور القتال في طرابلس، خففت من وطأة النزوح على الأبرياء، وكشفت عن وجه آخر للحرب، عنوانه الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى