العالم

ما هي فرص السودان للخروج من قائمة الإرهاب؟

تحاول الحكومة الانتقالية في السودان بقيادة عبد الله حمدوك، بعد ثلاثة أشهر من أداء اليمين الدستورية، التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية في الدولة الأفريقية بعد عقود في ظل نظام عمر البشير، الذي أطيح به في أبريل من هذا العام بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية.

ويُعتبر إزالة السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب واحدا من الأهداف الرئيسية لحكومة حمدوك الذي التقى خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، التقى بكبار المسؤولين الأمريكيين، وأكد على أن إخراج بلاده من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب أمر ضروري لنجاح الحكومة الجديدة في تنفيذ الإصلاحات اللازمة.

وقال حمدوك الأسبوع الماضي خلال تصريحات في المجلس الأطلسي بواشنطن: “هذه القضية لها تأثير كبير على العديد من الخطوات، ناهيك عن الديون والاستثمار ولكن أيضًا فتح البلاد بشكل عام”.

وأضاف “هذا شيء، ما لم تتم معالجته، فلن تحدث كل هذه العمليات الأخرى”، وربط إبعاد السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية بالأولويات العليا التي تولتها حكومته للفترة الانتقالية.

رعاية الإرهاب

تمت إضافة السودان إلى القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب في عام 1993، بعد أن اتهمت واشنطن حكومة البشير بدعم الإرهاب، وتم استهداف السودان بعقوبات أمريكية بسبب دعم الخرطوم المزعوم للجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وحماس وحزب الله.

لكن المسؤولين السودانيين يؤكدون أن النظام السابق هو الذي دعم الإرهاب وأنه لا ينبغي معاقبة الشعب السوداني على الجرائم التي ارتكبها نظام البشير.

تطبيع العلاقات

منذ الإطاحة بالبشير، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن دعمهم للحكومة السودانية الجديدة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الولايات المتحدة والسودان عن حسّن العلاقات الدبلوماسية بينهما من خلال تبادل السفراء لأول مرة منذ 23 عامًا.

ويقول الخبراء إن هذه الخطوة قد تكون لفتة حسن نية حيث يحاول الجانبان فتح صفحة جديدة في علاقاتهما.

ضروري لاقتصاد السودان

يعتقد الخبراء أن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان وإزالة البلاد من قائمة الإرهاب سيساعدان بشكل كبير في تخفيف المصاعب الاقتصادية التي واجهها السودان لسنوات عديدة.

وقال يوسف الجلال، محلل سياسي في الخرطوم: “لقد ورثت الحكومة الجديدة بلدًا به ديون ضخمة تبلغ حوالي 60 مليار دولار”.

وأبلغ وكالة “صوت أميركا” أن “إزالة البلد من تلك القائمة سوف يسمح لحكومة حمدوك بالتواصل مع المقرضين النقديين الدوليين لمعالجة مشكلة الديون”.

إن تسمية السودان كدولة راعية للإرهاب تمنع البلاد من تخفيف عبء الديون والتمويل من المقرضين الماليين الدوليين مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وقد دعت بعض الجماعات مثل “سنتري”، وهي منظمة تراقب النزاعات في أفريقيا، الحكومة الأمريكية إلى تسريع عملية إخراج السودان من قائمة الإرهاب.

وقالت سنتري في بيان الخميس ان حذف السودان من القائمة “سيساعد في فتح الدعم المالي الضروري وتعزيز آفاق السودان الاقتصادية.”

شروط الولايات المتحدة

يقول المسؤولون الأمريكيون إن إحدى الخطوات المهمة لإبعاد السودان من القائمة هي التوصل إلى تسوية مع عائلات الذين قتلوا في تفجيرات السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا عام 1998.

وفي مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي، قال حمدوك إنه بالإضافة إلى تسوية مع أسر الضحايا، فإن حكومته تسعى أيضًا إلى التعامل مع المصابين في تفجير المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” عام 2000.

وأعرب المسؤولون الأمريكيون أيضًا عن قلقهم بشأن وجود بعض الأفراد العسكريين في السلطة المنشأة حديثًا في السودان والذين تربطهم صلات بالنظام السابق.

تتطلب إزالة السودان من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية موافقة الكونغرس بعد مراجعة تستمر ستة أشهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى