أخبار ليبيااهم الاخبار

ما بين الصورتين حكاية واحدة: “قنفودة روّحت”

218TV.net خاص

وأنت تتأمل هذه الصور، لن يخطر ببالك أنها صور لمنطقة عاشت واقعا دراميا، مُختلطًا بالدم والصخب الممزوج بالرُّعب، حين كانت تُترجم واقعها في الصواريخ العشوائية وأشرطة داعش التي كانت تتغذى على خوف الأطفال ورُعب النساء حين يشاهدن جُثث أبنائهن على أعمدة ” الجاهلية الجديدة “.

في الرُكن الآخر من الصورة، ثمّة وجوه يعرفها فقط رفاق الطريق، إلى التحرير، وهُنا نستدعي ذلك الجندي الذي جلس على رُكام بيتهم، بعد تحرير منطقته، متذكرا ” خيبة ” ممزوجة بالنصر.

 

ما بين الصورتين حكاية واحدة قنفودة روّحت

وهُنا .. “قنفودة” الوجه الذي يعرفه أهل بنغازي جيدا، يكشف عن “لهفته” في بهجة الأطفال الذين غابوا عنه لفترة طويلة، وكأنه يريد أن يبوح لهم ويشكو قسوة “أعداء الحياة”، والسلام الذي لا يثق في أحد أكثر من الصور التي لا تشيخ، وتكبر في عيون أهلها، كُلّما تذكروا.

وقد يكون الألم صراخا خجولا، يخاف أن يخدش حياء ابتسامة أهل بنغازي، بعد سنوات من التعب والتهجير، ولكن ما هو مؤكّد في شوارع المدينة، وأزقتها.. أن الألم أصبح يخاف الأطفال، ولا يجرؤ على أن يلتفت إلى ضحكاتهم، لسبب واحد لا أكثر، هو أن الصور التي أعلنت عن نفسها، قالت كلمتها: “قنفودة روّحت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى