العالماهم الاخبار

“مام جلال” شريك للقذافي بـ”الأخضر”.. وسعى لتأمين عائلته

218TV.net خاص

طوى “المرض الطويل” جلال طالباني أول رئيس غير عربي للعراق، ووفاته التي كانت متوقعة منذ سنوات نظرا إلى التدهور الصحي الذي طرأ عليها منذ عام 2007 طوت “مواقف مُلْتبِسة” ل”المام جلال” _عم باللهجة الكردية_ مع نظام العقيد معمر القذافي منذ عقد السبعينات الماضي، فبذكاء شديد، وحين كانت الحركات الكردية تعاني أشد المعاناة من “ضائقة مالية” تفتق ذهن الطالباني عن فكرة يُسيّل معها أموال معمر القذافي التي كان يُوزّعها بسخاء على الحركات الانفصالية و”المُشاغِبة” حول العالم، إذ شكلت الفكرة لاحقا “أول اتصال” بين القذافي، و “عامل ثقة” لاحقا.

لم تكن الفكرة أكثر من أن يبادر المام جلال إلى التصدي شخصيا لمهمة ترجمة “الكتاب الأخضر” من اللغة العربية إلى اللغة الكردية، بل إن الطالباني الذي كان يدرك أن القذافي بدأ بمد “عسسه” إلى الإقليم المضطرب، بدأ بتوزيع الكتاب على الشباب الكردي لتعميمه بين الأكراد، إذ لاحقت الخطوة استحسان العقيد، الذي استدعى الطالباني إلى خيمته، وهناك قدّم الطالباني نسخة خاصة أرفقها بعبارات فيها قدر كبير من الإطراء والتبجيل بحق العقيد الذي كان يطرب ل”النفخ والمديح”.

تتطاير القصص والروايات بشأن المبلغ الذي دسّه القذافي بجيب الطالباني “المُترجِم”، فمن رواية تقول إلى أن المبلغ وصل إلى 50 مليون دولار، قالت أوساط قريبة من طالباني إن الرقم لم يزد عن خمسة ملايين دولار، كانت فاتحة ل”ود مُتقطّع” بين “المام” والعقيد الذي روّض الأكراد كثيرا في مهام سياسية “سرية وقذرة” لصالح التأثير على صدام حسين في حربه مع إيران، فالعقيد لم يكن مرتاحا ل”نجومية صدام حسين” ك”مُقاتِل للفُرْس”، ويُقال أن القذافي كان يشتري صواريخ متطورة من كوريا الشمالية للإيرانيين، وأنه كان يجري تهريبها لإيران عن طريق حدود الأكراد.

مرت العلاقات بين المام جمال ب”شد وجذب” غير مفهوم، فالعقيد لم يكن يهضم فكرة “فورة الأكراد” بعد صدام، بل إن القذافي كان يصرخ في إحدى القمم العربية التي تلت سقوط صدام بالقول: “راهو جامعة هوشيار”، في إشارة إلى وزير الخارجية العراقي حينذاك معترضا على قرارات اتُخذت عربياً رغم معارضة العقيد، قبل أن يعود الأخير بوجود هوشيار في “خيمته” قبل يومين من قمة سرت ليقول إن ليبيا تدعم دولة مستقلة للأكراد، إذ صفّق هوشيار كثيرا ل”كلام العقيد”، فما كان من وزير خارجية سوريا وليد المعلم سوى “توتير” أجواء ومزاج العقيد بالقول: إن هذا لن يُسمح به طالما بقيت سوريا في الخريطة العربية”.

بعد مقتل القذافي في أكتوبر 2011 تردد بقوة في أروقة الدبلوماسية العراقية أن “المام جلال” عرض على أرملة العقيد وبنته، وبعض أقاربه” إقامة آمنة” في إقليم كردستان، وأن موفدين أكراد ذهبوا لمقابلة صفية فركاش لنقل عرض طالباني إليها، لكن الأخيرة اختارت سلطنة عُمان بدلا من كردستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى