أخبار ليبيااهم الاخبار

“مالتا نيوز” تفتح ملف تهريب “النفط الليبي”.. بالتفاصيل

ترجمة خاصة

“لطالما حذر الليبيون من تهريب المافيا المالطية للنفط عبر المتوسط”، تحت هذا العنوان الصريح كتبت الصحيفة المالطية “مالتا نيوز” مقالا قلّبت فيه أوراق تهريب النفط الليبي وقالت بكل صراحة: لطالما تم تجاهل تهريب الوقود، والأعمال التجارية المربحة التي تربط المجرمين الليبيين والمالطيين والإيطاليين من قبل أجهزة إنفاذ القانون، وهذه العصابات المشتبه في تورطها في عملية تهريب الديزل بما قيمته “30” مليون يورو أثارت التكهنات بشأن مدى الجريمة المنظمة في مالطا وصلاتها بالفرع الإيطالي.

وكانت الصحافة الإيطالية أول من أعلنت القبض على رجل المافيا الشهير “دارين ديبونو” في لامبيدوزا واتهمه المدعون العامون في “كاتانيا” بتنظيم النقل البحري للوقود المهرب من ليبيا، وتم القبض على مالطي آخر هو “جوردون ديبونو” فى كاتانيا يوم الجمعة، وقبل شهر اعتُقل ملك التهريب الليبي “فهمي بن خليفة” في طرابلس، ووفقا للشرطة الإيطالية، فإن التجمع العصابي يستخدم عمليات شركة إيطالية هي “ماكسكوم بانكر” لبيع النفط الرخيص بأسعار زهيدة خارج إيطاليا.

“لقد جاءوا لمقابلتنا على الحدود، وبهذه الطريقة نحن أكثر أمانا، مفهوم؟”، سُمع “ديبونو” يقول في واحدة من مكالماته المسجلة هذه العبارة، وكان يذكر كيف قامت ميليشيات بمرافقته و”أورازيو روميو” إلى الحدود التونسية للقاء “بن خليفة” الذي قال له: “نحن الأكثر تنظيما في ليبيا”.

إن قصص تهريب الوقود من ليبيا ليست جديدة، ولكن الصحفية المستقلة “آن مارلو” التي كانت المتعاونة مع صحيفة “آسيان تايمز”، وفي وقت لاحق أيضا صحفيين غيرها يعملون مع  “وول ستريت جورنال”، وثّقوا عملية نقل النفط المهرب من سفينة إلى أخرى.

ثم أكد تقرير خبراء الأمم المتحدة تحركات السفن مثل “نجمة باسبوسا”، و”بونو 5” التي تديرها شركة “أدج” التجارية التي تضم كلا من “ديبونو” و”بن خليفة” كمساهمَين، وقد تمكنت الأقمار الصناعية من تتبع السفن  وهي موجودة جنبا إلى جنب والوقود يُنقل من سفينة إلى أخرى، وكانت سفينة “نجم الباسبوسا” واحدة من السفن  التي ركز عليها محققو الأمم المتحدة ومسؤولو الأمن الغربيون، وفي يناير “2015”، حُمّلت السفينة وسعتها البالغة 1،621 طنا قبالة ساحل ليبيا وتوجهت بها إلى مالطا، وقال المسئولون إنه بعد خمس مرات على مدى الشهرين التاليين ضخت الناقلة بعض شحناتها الى حاملة وقود أخرى انتهت بتسليمها إلى مستودع خزان الوقود فى مالطا.

وقال مسؤولون أمنيون لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنهم يشتبهون في أن نجم باسبوسا كانت تهرب وقود السيارات إلى أوروبا من ليبيا، ويقع مركز التجارة غير الشرعية في ميناء “زوارة” حيث يتمركز الملك “فهمي بن خليفة”، وكان مع “دارين ديبونو” صاحب مطعم، أوشكل شركة منذ ذلك الحين تم حلها.

مالطا لا تزال مصدومة من حادث السيارة المفخخة الذي قتل الصحفية “دافني كاروانا غاليزيا”، ولم يتضح بعد ما إذا كانت السيارة المفخخة المستخدمة في إعدامها هي مماثلة لتلك المستخدمة في قتل رجال آخرين تتعلق أسماؤهم بصناعة صيد الأسماك، وهي صناعة طويلة يعتقد أنها على علاقة بتجارة تهريب الوقود، ففي عام “2016” قتل الصياد “مارتن كاشيا” بسيارة مفخخة في “مارساسكالا”، وكان كاشيا البالغ من العمر “56” عاما قد تم تسجيله كصياد، وكان يواجه اتهامات تهريب المخدرات وتهريب البشر والسجائر المهربة، وكان جزءا من التحقيق فى تهريب الوقود من ليبيا.

وفي عام “2014” قُتِل أيضا “دارين ديغابرييل” البالغ من العمر “35” عاما في انفجار في سيارته بواسطة جهاز يشتبه في أنه قنبلة محلية الصنع، وكان مالك سفينة صيد.

وفي يناير 2017، دعت ليبيا إلى مزيد من التعاون من السلطات المالطية لوقف تهريب الوقود الليبي من قبل المافيا المالطية، وهو ما قاله النائب العام “الصديق الصور” بصفة متكررة، وقام مكتب النائب العام الليبي بتحقيق واسع النطاق لوقف تفشي تهريب منتجات الوقود، وخاصة البنزين والديزل من الموانئ الليبية، كما أنه أصدر أوامر توقيف ضد عدد من المسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط الليبية المشتبه بهم في التعاون في تهريب الوقود.

وصرح الصور بأن أصابع الاتهام تتجه إلى مالطا، قائلا إنه من المعروف أن رجال الأعمال المالطيين السريين شاركوا بشكل كبير في التهريب، إذ ترسل المافيا المالطية والإيطالية سفن نفط يوميا لتلقي الوقود المهرب من ليبيا، وتم اعتقال بعض هؤلاء المهربين وهم من إيطاليا ومالطا وأوكرانيا، وقال وزير الخارجية “جورج فيلا” في يناير إنه لا يعرف شيئا عن المسألة وأحالها إلى الشرطة لاتخاذ الإجراءت المناسبة.

…………………

مالطا نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى