أخبار ليبياخاص 218

مؤشرات ودلالات الأداء السياسي للسراج

يرى الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح أن “الرصيد السياسي الذي كان يتمتع به فائز السراج كرئيس لحكومة الوفاق تضاءل بشكل كبير خصوصا بعد الرابع من أبريل” وهو الموعد الذي أطلقت فيه عملية الجيش الوطني لتحرير العاصمة من سيطرة المجموعات المسلحة.

وجاء تعليق الجارح خلال لقاء معه في برنامج “البلاد” الذي يبث على 218 نيوز، وأكد الجارح أن هناك إدراكا تشكل لدى السراج ومستشاريه بأن ورقة القوة المتمثلة في الاعتراف الدولي أصبحت ورقة ضعيفة، وغير مجدية.

خطابات للداخل في المحافل الدولية

الجارح رصد ملاحظات بخصوص خطابات السراج الأخيرة أمام الجمعية العمومية وأثناء اللقاءات الصحافية أو الندوات التي عقدها في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أشار إلى أن رئيس المجلس الرئاسي “فائز السراج” استغل خطابه وندواته لكي يخاطب الداخل الليبي وقواعده في مدينتي مصراتة وطرابلس، وهو بات يعي جيدا أن مصدر قوته يجب أن يأتي من الداخل، بعد أن أصبحت ورقة الاعتراف الدولي شبه منعدمة.

خيارات السرّاج

وأوضح الجارح” أن السراج أصبح مضطرا إلى العودة للقاعدة الشعبية، وأن هذه العودة ستتجه بالسراج نحو اتخاذ مواقف متطرفة، تتناغم مع التنوع الموجود في القاعدة الشعبية التي تحوي آراء وتوجهات متطرفة.

ويرى الجارح أن السراج انتقل إلى مستوى عملي في محاولات إرضاء حلفائه عالارض، وخصوصا من كان يشكك في مصداقيته ويخوِّنه أو يشكك في شجاعته، مشيرا إلى أن هذا دفع السرّاج إلى مهاجمة دول بعينها، ورفضه لما يقوم به المجتمع الدولي من مشاورات ومخرجات، وهذه المواقف سينظر لها بوصفها مواقف متطرفة من السراج.

وأضاف الجارح أن “السراج لا يملك أي خيار آخر” .. فإن لم تصبح مواقفه أكثر تشددا لإرضاء حلفاءه فمسألة الانقلاب عليه وإزاحته من المشهد تصبح مسألة وقت .. وسنرى المزيد من الرسائل والخطابات إلى الداخل الليبي خصوصا هذه الفترة التي ينتظر فيها الجميع اجتماع برلين.

تصدعات في تحالف الوفاق

ويرى الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح أن هناك وضوحا أكبر في الاختلاف بين باشاغا والسراج، وباشاغا والمشري ومجلس الدولة، كما أن الأقطاب السياسية لتحالف الوفاق ليست على وفاق فيما بينها، فقد برزت مؤخرا خلافات حول وجهة النظر الأمثل بخصوص التعامل مع الأزمة الراهنة.

وتزداد أزمة الانقسامات حدة عندما تقترب المفاوضات، فالكل يريد أن يكون ممثلا على طاولة المفاوضات، وفي ظل التنوع الكبير في حكومة الوفاق تصبح مسألة الاتفاق على من يمثلها في المفاوضات أمر مرهق جدا بالنسبة لهذا التحالف وسيؤدي إلى خلافات في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى