حياة

مؤسس شركة “أبل” من حمص السورية

قصة طفل سوري تحول إلى واحد من أهم رجال الولايات المتحدة الأمريكية وأهم العقول على مستوى العالم

في الخامس من أكتوبر عام 2011 توفي المؤسس الشريك ومدير شركة “أبل” ستيف جوبز عن عمر يناهز 56 عاما كان فيها واحدا من أهم رجال العصر الحديث والقائمين على تطويره

ولد ستيف لأب سوري من مدينة حمص اسمه “عبدالفتاح الجندلي” وأم أمريكية غير متزوجين حين كانا طالبين في الجامعة، وبعد رفض عائلة الأم تزويجها لشخص غير “كاثوليكي” قرر الأبوين عرض ابنهما للتبني، وما لبث حتى قام زوجان من كاليفورنيا وهما “بول وكلارا جوبز” بتبنيه

بدأت حياة “جوبز” المهنية الحافلة عندما استطاع هو وشريكه “ووزنياك” تكوين شركة أبل في “كراج” عائلة جوبز عام 1976، حتى إنه اضطر لبيع سيارته لتمويل هذا المشروع المشكوك في نجاحه في ذلك الوقت

لكن لم تمضي سنوات حتى أحدث جوبز ووزنياك طفرة وثورة في عالم الكمبيوتر الشخصي، مما شجع المستثمرين نحوهم، وكان أبرزهم “ماركولا” الذي أصبح رئيس مجلس إدارة “أبل” في عام 1977 ويقوم باكتساح السوق الأمريكي في نظام التكنولوجيا المتقدمة

وفي حين تمكن “جوبز” من تسويق منتجه الجديد، واختراع نظام “ماكنتوش” الشهير، تعرض “ووزنياك” لحادث طائرة فظيع، جعله يترك الشركة ويتفرغ لحياته الاجتماعية، ومشاريعه الصغيرة

لكن جوبز طُرد من شركته بعد خلافات عنيفة مع الممولين والشركاء، ليؤسس شركة أخرى لم تلقَ نجاحا كبيرا، لكن الذي حدث في “آبل” كان انهيارا كبيرا وخسارات متتالية، مما دفع “جيلبرت أميليو” الرئيس الجديد لاستدعاء “ستيف جوبز” لإنقاذ التفاحة المقضومة من الرمي في سلة النفايات بعد سنوات طويلة من الغياب والتعثر

ولم تبدأ الألفية الثانية حتى كان “جوبز” رئيسا تنفيذيا دائما للشركة، ومالكا لثلاثين مليون سهم فيها، ومع تصاعد الأرباح السوقية حوّل جوبز أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق أجهزة مثل “آيباد” و “آيفون” بالإضافة إلى متاجر ضخمة مثل “آي تيونز” ومتجر “آبل ستوري”

عانى ستيف في آخر أيام حياته مرضا خطيرا وهو سرطان البنكرياس، لكن موظفي الشركة صوتوا بنسبة 95% عن رضاهم بمستواه، وما قدمه خلال سنوات رئاسته من ابتكارات غير التكنولوجيا في العالم، وبأسلوب عرضٍ لطالما تميز به وجعله من أكثر الرجال المؤثرين حول العالم

لكن ستيف جوبز قدم استقالته للشركة قبل وفاته بشهر واحد، بعدما ساءت حالته للغاية، وقدم رسالة مؤثرة لزملائه عن الشركة ومستقبلها، منوّها أن أفضل أيام “آبل” لم تأتي بعد

رغم كل المحاولات الحثيثة التي قام بها “عبد الفتاح الجندلي” الوالد البيولوجي كما يصفه “ستيف” بلقاء ابنه، إلا أنها قوبلت بالفشل. بينما استطاع ستيف العثور على أخته الشقيقة وصارت من أقرب أصدقائه وضمن عائلته

توفي جوبز في 2011 وهو في قمة المجد، وقد أثر في عدد كبير من مطوّري التكنولوجيا في العالم، مثل مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، وإيريك شميث رئيس غوغل، وديك كوستولو رئيس شركة تويتر، بالإضافة إلى خصمه المباشر وصديقه بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، الذي اعتبر موت ستيف خسارة عظيمة للعالم كله نظرا لكل ما قدمه من ابتكارات مهمة، وخصوصا لنظامي التشغيل المنافسين “ويندوز وماكنتوش”

ولم ينسى باراك أوباما الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت تقديم تعزية علنية باسم الولايات المتحدة لواحد من أعظم المبدعين الأمريكيين، وأكثرهم تأثيرا على الإطلاق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى