أخبار ليبيااهم الاخبار

ليبيا تُعلنها: “لسنا وحوشاً” وليسوا “للبيع”.. ماذا عنكم؟!

تصدّرت صحفاً عالمية وعربية، إضافة إلى وسائل إعلامية، أخبار المهاجرين في ليبيا وما يُعانوه مع الجماعات المسلحة “الميلشيات”، ولكن هذه الصحف ووسائل الإعلام تغافلت كعادتها في اجتزاء الصور واختيار ما يحلوا لها مع الحدث، كما هي العادة في أغلب الأخبار والأحداث في ليبيا “المسلحة منها والسياسية” ومرّت مرور الكرام على الليبيين، لأنهم مشغولون بما هو أهم بالنسبة لهم وهو قوت يومهم، الذي أصبح رهينة المراهقة السياسية، والتجاذب الذي لا ينتهي.

المهاجرين

ولأن قضية المهاجرين غير القانونيين أصبحت هذه الأيام على ألسنة بعض الصحفيين والمحطات التلفزيونية، التي تغيّر خطابها فجأة على أن ليبيا هي سبب البلاء والقسوة في هذا العالم، وأن فيها وحوشا تبيع وتشتري في البشر، يجب أن نطرح عدّة تساؤلات في هذا الشأن، وأهمها.. إن كانت ليبيا بهذا السوء؟ وأنتم فقط الملائكة من أين يأتي الإرهاب والشر؟ّ!.. سنتجاوز هذا السؤال الآن حتى لا نقع فريسة طرحها لا البحث عن أجوبة شافية لها، وسنضيف سؤالا واحدا فقط ونذهب بعدها إلى ما نريد الحديث عنه.. لماذا لا تقفل دول الجوار “الأفريقية” حدودها مع ليبيا، وتمنع مواطنيها من الدخول إلى أرض “الوحوش”؟!.. لاحظوا أننا لم نكتب عن هذه الدول الجارة لليبيا وكيف استفادت من غياب الأمن وسهّلت التهريب ومنحت لقُطّاع الطرق الحرية في بعض الأوقات.

المهاجرين

سنترك هذا جانبا ولنا فيه حديث إن فُتحت الأفواه مجددا، وذكروا ليبيا بسوء، لأننا لن نترك مجالا لأحد وقتها.

لنُعرّج الآن إلى ما نرغب في الحديث عنه، وسنبدأ بهذه المعلومة التي نُهديها عن طيب قلب إلى من اتهم ليبيا أنها موطئ السوء، ونقول له: هل تعلم أن عدد المهاجرين غير القانونيين في ليبيا وصل إلى النصف مليون، وأن غالبيتهم من الدول الأفريقية. هل تعرف ماذا يعني هذا الرقم في بلد يُكافح حتى ينهض من جديد ويبني مؤسساته؟.. لن ندعك تفكّر في البحث عن إجابة له، سنتطوّع نيابة عنك، هذا الرقم الكبير من المهاجرين دخلوا ليبيا غير مُكرهين، وهُم يعرفون، أو لنقُل بشكل أوضح أن حكوماتهم تعرف أن ليبيا لا تملك حكومة موحّدة، ولا مؤسسات أمنية قادرة على ضبط ومعاقبة ” الوحوش” على رأي البعض. وهذا لوحده يكشف أن الخلل الحقيقي في أزمة المهاجرين، والمتهم الأول ليست ليبيا، وإنما الدول التي سهّلت عملية دخولهم وتحديدا النيجر وتشاد.

المهاجرين

وبالنسبة إلى موضوع النيجري الذي خرج على إحدى القنوات التونسية، وأدّعى بأنه يُعامل معاملة غير أخلاقية في ليبيا، فإن نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي في كل ليبيا، تكفّلوا بكشف حقيقته، عندما نشروا مقاطع فيديو له، وهو يجلس في أحد الأعراس الليبية كأيّ ضيف و “معزوم”.

وهذه تُعتبر حقيقة أخرى، تٌضاف إلى عدد المهاجرين في ليبيا، وغض البصر من قبل دولهم، إضافة إلى حقيقة أخرى كشفتها وثيقة منسوبة إلى سفارة جمهورية النيجر في العاصمة طرابلس، وصفت فيها الادعاءات التي تناولتها شبكات التواصل بأن النيجريين مطاردين ومسجونين في ليبيا كذب، وأما عن “الخضة الإعلامية” بخصوص بيع البشر، فإن السفارة النيجرية كشفت أنها لم تعرف بيع أي نيجري في ليبيا أو في أي مكان فيها.

المهاجرين

ومع هذه التفاصيل الصغيرة، التي ربما لم يُلاحظها بعض المهتمين والذين نادوا بـ”تحرير الأفارقة” في ليبيا، تبقى التساؤلات الأخرى غامضة، حين يُستدعى هذا السؤال على سبيل المثال.. إن كنتم تحملون كل هذه الإنسانية والرحمة.. وتبحثون عن كشف الحقائق، من أين يأتي الإرهاب ويتسلل إلى ليبيا؟!.. ولنا عودة إن عجزتم عن الإجابة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى