أخبار ليبيااهم الاخبار

لوكربي تعود إلى الواجهة.. بـ”معلومة صادمة”

نفى المؤلف الأمريكي “دوغلاس بويد” في كتاب جديد كان قد أصدره تحت عنوان “لوكربي .. الحقيقة”، أي علاقة تربط ليبيا بقضية تفجير طائرة الركاب الأمريكية التابعة لشركة “بان أمريكان” عام 1988 فوق قرية لوكربي الاسكتلندية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية حول الكتاب، فإن الكاتب وجّه أصابع الاتهام بشكل صريح إلى وزير الداخلية الإيراني الأسبق “علي أكبر موهتشاميبو” ، موضحاً أن اتهام مدير الأمن بمكتب الخطوط الليبيي حينها “عبد الباسط المقرحي” بالتدبير والتنفيذ لهذا التفجير استند إلى أكاذيب ملفقة من قبل صاحب متجر مالطي، نسجها من وحي خياله على ما يبدو، زاعماً أنه شاهد المقرحي يشتري ملابساً مشابهة تماماً لتلك التي كانت في الحقيبة مع القنبلة .

وأشار “بويد” إلى أن التحقيقات الأمريكية البريطانية، كانت قد توصلت بعد ثلاث سنوات من الحادثة إلى أدلة تؤكد مسؤولية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة “أحمد جبريل”، عن عملية التفجير، وأن إيران هي من موّلت الجبهة لتنفيذ العملية بكل ما يلزم .

كما أشار بويد إلى أن إيران أقدمت على هذا العمل بدافع الانتقام من أمريكا، رداً على إسقاط البحرية الأمريكية لطائرة ركاب إيرانية عام 1988، ظناً منها أنها طائرة عسكرية مقاتلة، موضحاً أن الخميني حينها أصدار أمراً بالقصاص، ما يعني إسقاط طائرة أمريكية بحسب إفادة ضابط سابق في المخابرات الإيرانية .

وذكر “بويد” أيضاً أن زعيم الجبهة “أحمد جبريل” استأجر خبير متفجرات أردني يدعى “مروان خريسات” لصناعة قنبلة تفي بالغرض، بتقنية تمكنها من المرور من أجهزة تفتيش حقائب المسافرين، وبقوة تفجيرية لا يمكن أن تترك وراءها أحياء أو آثار.

وفجر الكاتب في ختام كتابه قنبلة معلوماتية مهمة حيث ذكر أن المتهم الأول في وضع القنبلة على متن الطائرة لا يزال على قيد الحياة ، وينعم بإقامة هنية في الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن برنامج “حماية الشهود” تحت اسم مستعار “باسل بوشناق” مشيراً إلى أن اسمه الحقيقي “أبا إلياس” .

من جانبها أكدت صحيفة “ديلي ميل” في هذا الصدد، أن الجبهة الشعبية كانت قد جربت بالفعل قنبلتها عبر تفجير طائرة “سويس إير” النمساوية عام 1970، لتحصد أرواح 47 راكباً بالإضافة إلى طاقم الطائرة، كما قامت بتفجير طائرة أخرى تابعة للخطوط النمساوية، كانت متجهة لمطار فرانكفورت في اليوم نفسه.

يشار إلى أن تحقيقات أمريكية بريطانية مشتركة جرت بعد حادثة تفجير لوكربي، تم توجيه الاتهامات لدول عدة يجمع بينها رابط العداء للولايات المتحدة الأمريكية، كما صيغت هذه الاتهامات وفق مصالح الأخيرة وسياستها، في ذاك الوقت، كنوع من التوظيف والاستغلال للحدث بما يتماشى مع تحقيق أهدافها، فوجهت الاتهامات في بادئ الأمر إلى الجبهة السعبية لتحرير فلسطين، ثم سوريا تليها إيران ليستقر الاتهام أخيراً على ليبيا.

نفت ليبيا بقوة علاقتها بالحادثة إلا أن إجراءات قسرية وعقوبات دولية مجحفة بحقها، اتخذتها الدول العظمى، وانتهت بفرض حصار اقتصادي وجوي على البلاد، لمدة سنوات، أرضخت السلطات الليبية لتوافق على إجراء التحقيق مع مواطنين اثنين، كانت التحقيقات قد وجهت لهما التهم بضلوعهما في عملية تنفيذ التفجير.

ورغم الرضوخ للتحقيقات أصرت ليبيا على موقفها الرافض لهذا الاتهام ونفته نفياً قاطعاً، كما طالبت بالتحقيق مع مواطنيها في بلد محايد، الأمر الذي قبلته أمريكا على مضض وانتهت بإجراء التحقيق في هولندا، وخلصت المحكمة بتبرئة أحدهم وتوجيه الاتهام إلى الآخر، وهو ضابط الأمن الليبي عبد الباسط المقرحي، الذي حكم عليه بالسجن المؤبد في عام 2003 إلا أنه حظي بعملية إفراج لظروف إنسانية عام 2009 نظراً لإصابته بسرطان البروستاتا، وتوفي في طرابلس عام 2012 دون ان تتم تبرئته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى