أخبار ليبيااهم الاخبار

لماذا يتجه الليبيون نحو المدارس الخاصة؟

تركت الحرب الطاحنة الدائرة في ليبيا أثرا سلبيا على كافة نواحي الحياة في البلاد، وتأثرت جميع القطاعات الخدمية في ليبيا بها، ويعد قطاع التعليم بشكل عام من القطاعات التي تأثرت وتعرضت لأضرار كبيرة.

حيث خرجت مجموعة كبيرة من المدارس عن الخدمة، كما حدث نقص كبير في الكادر التدريسي.

وتوجه الليبيون في الفترة الأخيرة نحو المدارس الخاصة والمدارس الأجنبية رغم تكاليفها العالية، مبتعدين عن المدارس الحكومية.

وتعددت الأسباب التي جعلت الليبيون يفضلون المدارس الأجنبية والخاصة على المدارس الحكومية فالتعليم في المدارس الخاصة والأجنبية أكثر جودة واستقرارا وأمانا من المدارس العامة، يضاف إلى ذلك الصعوبات التي تعاني منها المدارس العامة.

ما هي الصعوبات التي تعاني منها المدارس العامة؟

تعرضت المدارس العامة في ليبيا إلى عدد كبير من الأضرار التي جعلت العديد منها خارج الخدمة، في حين تعمل بعض المدارس في ظروف استثنائية وبغياب العديد من المقومات الضرورية لنجاح سير العملية التدريسية.

وتعاني المدارس العامة في ليبيا من مجموعة من الصعوبات ومن أهم هذه الصعوبات:

1. تعرض العديد من المدارس إلى القذائف التي ألحقت فيها أضرارا كبيرة جعلتها خارج الخدمة.

2. غياب الأبواب والنوافذ والمقاعد عن عدد كبير من المدارس العامة نتيجة القذائف التي سقطت حولها، وعجز وزارة التربية والتعليم عن صيانتها.

3. النقص الكبير الحاصل بالكادر التدريسي، حيث يعاني العديد من المدارس العامة من غياب المعلمين.

4. عجز المدارس العامة عن تأمين الكتاب المدرسي، ولوازم العملية الدراسية من قرطاسية ووسائل تعليمية وغيرها.

5. غياب التدفئة عن المدارس العامة مما يضطر الطلاب والمعلمين لتأمين مازوت التدفئة على نفقتهم الخاصة.

6. اكتظاظ الفصول بالطلاب، حيث يزيد عدد الطلاب في كل فصل عن العدد المسموح به، حتى أن عدد الطلاب يصل في بعد الفصول إلى 60 طالب.

7. تراجع جودة التعليم في المدارس العامة بسبب الظروف الحالية التي تمر بها ليبيا.

8. تسرب العديد من الطلاب من المدارس العامة نظرا لعدم وجود الرقابة الكافية على هذه المدارس.

لماذا يتجه الليبيون نحو المدارس الخاصة والأجنبية؟

تعددت الأسباب التي جعلت الليبيين يتجهون نحو المدارس الخاصة والأجنبية، ومن أهم هذه الأسباب جودة التعليم المقدم في تلك المدارس، حيث ينعم الطالب في المدارس الخاصة والأجنبية بالراحة والاستقرار.

كما تحتوي المدارس الخاصة على وسائل نقل تقل الأطفال من منازلهم إلى المدرسة، وتعيدهم إلى المنزل بعد انتهاء الدوام الرسمي.

وتضم المدارس الخاصة كادر تدريس متميز، ووسائل تعليمية تساعد الطلاب على فهم المقررات الدراسية.

بالإضافة إلى ذلك فإن كل طالب في هذه المدارس يحظى برعاية خاصة من قبل أسرة المدرسة.

ولا تعجز المدارس الخاصة عن توفير الكتب المدرسية ووسائل التدفئة للطلاب، كما أن تعليم اللغات الأجنبية في هذه المدارس يكون بطريقة مميزة، وباتباع أحدث الأساليب في التعليم.

كما تتميز المدارس الأجنبية بتعليمها اللغة الأجنبية للطلاب منذ الصفوف الأولى، كما تدرس مقرراتها باللغة الأجنبية.

ولا تعاني المدارس الخاصة والأجنبية من ازدحام في الفصول، حيث يحتوي كل فصل على عدد قليل من الطلاب الأمر الذي يتيح للطالب فهم الدرس بشكل كامل.

وتقدم المدارس الخاصة والأجنبية دورات تقوية مجانية للطلاب الذين يعانون من ضعف في إحدى المواد، وذلك لكي تساعدهم على فهم المادة وإتقانها.

وتفسح المدارس الأجنبية والخاصة المجال أمام الطلاب لكي يقوموا بنشاطات خلال فصل الصيف.

ما هي المآخذ على المدارس الأجنبية والخاصة في ليبيا؟

على الرغم من كافة الميزات الموجودة في المدارس الخاصة والأجنبية في ليبيا إلا أن هناك بعض المآخذ عليها، ومن أهم هذه المآخذ التكاليف المرتفعة، حيث تتقاضى المدارس الخاصة والأجنبية رسوما تتجاوز 2000 دينار ليبي سنويا.

بالإضافة إلى إمكانية حدوث تلاعب في النتائج ودرجات أعمال الطالب، وهذا الأمر أثبتته وزارة التعليم الليبية في عدة مدارس خاصة خلال الأعوام الماضية، وقامت بسحب الرخص منها وأوقفتها عن العمل.

وأخيرا تعددت الأسباب التي جعلت الليبيين يلجؤون إلى المدارس الخاصة والأجنبية لتعليم أبنائهم عوضا عن المدارس العامة التي تفتقر لعدد كبير من الخدمات الضرورية واللازمة لسير العلمية التعليمية بنجاح.

ويأمل الليبيون أن يستعيد قطاع التعليم العام نشاطه، وأن تتحمل الوزارة مسؤوليتها وتقوم بإعادة صيانة المدارس العامة، وتأمين ظروف مثالية تضمن نجاح العلمية التدريسية، لكي يتخلصوا من الأعباء المادية المفروضة عليهم جراء تسجيل أطفالهم في المدارس الأجنبية والخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى