أخبار ليبيااخبار طرابلساهم الاخبار

لماذا كان الهجوم على مركز المُهاجرين في ليبيا متوقعاً؟

ترجمة خاصة | 218

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً حول أوضاع المُهاجرين في ليبيا وحادثة استهداف مركز الإيواء بمنطقة تاجوراء وكيف أنها كانت غير مُستبعدة، وجاء فيه:

صادم ما عاشه أولئك المُهاجرون الذين دفعوا ثمن ظروفهم الصعبة التي أجبرتهم على أن يكونوا داخل المركز الذي تعرض لضربة جوية أسفرت عن 44 منهم في غارة جوية أصابت مركز احتجاز في تاجوراء بطرابلس، وهي حادثة كان من المُمكن التنبؤ بها.

وعلى الرغم من انتشار لقطات على الإنترنت تدعي أنها تظهر الدماء وأجزاء من أجساد الضحايا ممزوجة بالأنقاض وممتلكات المهاجرين من الغارة الجوية التي حاول كثيرون إلقاء اللوم بشأنها على الجيش الوطني، فقد ظهر أن المُهاجرين قد تم إيوائهم في حظيرة بجوار مخزن للأسلحة يعد هدفا محتملا للضربات.

لطالما كان مسؤولو الاتحاد الأوروبي على دراية بالمخاطر في ليبيا، حيث واجه المهاجرون معاملة فظيعة على أيدي المجموعات المُسلحة، بينما حالت حكومات أوروبا دون إبحار قوارب المهاجرين إلى إيطاليا وأماكن أخرى.

يشير النقاد إلى قرار الاتحاد الأوروبي بسحب الأصول البحرية المشاركة في عملية صوفيا، والتي وفرت دورا حيويا في إنقاذ الأرواح في البحر، قائلين إن هذا أدى إلى اعتقال أو حبس الآلاف من الأشخاص في مرافق مثل تلك الموجودة في تاجوراء.

في الأشهر الأخيرة، وتحديداً منذ أن شنت قوات الجيش الوطني هجوماً على حكومة فائز السراج المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، فإن أجراس الإنذار بشأن سلامة المهاجرين قد ارتفعت بصوت عال إذ يوجد حوالي 3000 شخص في مواقع قريبة من القتال، حيث قُتل المهاجرون بالفعل.

وفيما يخص أوضاع مركز الإيواء تاجوراء، كانتقد حذرت قبل أقل من شهرين من تعرض أي شخص داخل المركز لخطر الوقوع في القتال الدائر حول طرابلس.

كما حذرت منظمة العفو من خطر احتجاز المهاجرين بالقرب من موقع عسكري بعد أن أصابت غارة جوية مركبة عسكرية على بعد حوالي 100 متر من مركز الاحتجاز في 7 مايو.

في الشهر الماضي، جاء دور مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي أوضح المتحدث باسمه روبرت كولفيل، مجموعة من الانتهاكات والمخاطر التي تواجه المهاجرين المحتجزين في ليبيا، وغالبا ما يتم اعتراضهم من قبل خفر السواحل الليبي الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي.

من بين الانتهاكات التي تحدث عنها كولفيل كانت تقارير عن وفاة مُهاجرين مُحتجزين دون علاج من مرض السل في “ظروف مروعة” ، منهم 22 شخصا في الزنتان منذ سبتمبر.

وقال كولفيل إنه يبدو أن بعض المُهاجرين قد تم إرسالهم عن عمد إلى منشآت قريبة من خط المواجهة، بينما لا يزال آخرون مُختفين وسط شكوك بأنهم قد تم تهريبهم بعد احتجازهم أو استغلالهم جنسياً أو نقلهم مرة أخرى إلى المهربين الذين يعرضون عليهم العبور إلى أوروبا.

كما أوضحت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، في تقرير قاس نشر في يناير الماضي بعنوان “لا هرب من الجحيم” ، أن ما يُواجهه المُهاجرون لا ينبغي أن يكون مفاجئاً للمسؤولين.

قبل عامين، أجبر مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي ، ديميتريس أفراموبولوس، على الاعتراف بالحالة المروعة لمراكز الاحتجاز في ليبيا والانتهاكات الواسعة النطاق، حتى مع استمرار الكتلة في دعم جهود مكافحة الهجرة في البحر من جانب السلطات الليبية.

وقال أفراموبولوس ، “لقد أدركنا جميعا الظروف المروعة والمهينة التي يحتجز فيها بعض المهاجرين في ليبيا” ، وهي ظروف لم تتحسن كثيرا في حين تصاعدت المخاطر التي يتعرض لها المحتجزون.

وفي يوليو 2018 ، عندما زار باحثو هيومن رايتس ووتش 4 مراكز احتجاز في طرابلس ومصراتة وزوارة، وثقوا ما وصفوه بـ “الظروف اللاإنسانية التي تضمنت الاكتظاظ الشديد والظروف غير الصحية وسوء نوعية الطعام والماء” ، فضلا عن “روايات مزعجة” عن عنف الحراس، بما في ذلك الضرب والجلد واستخدام الصدمات الكهربائية “.

وتعليقا على الغارة الجوية، دعت إلينور ريكس من لجنة الإنقاذ الدولية إلى إخلاء مراكز الاحتجاز. وقالت: “هذا التطور المدمر دليل على الضعف الكبير للاجئين والمهاجرين الذين ما زالوا محاصرين داخل مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء ليبيا”.

“الخوف والرعب اللذين يشعر بهما المحاصرون في تاجوراء وعبر ليبيا أمر لا يمكن تصوره. يجب إجلاء الأشخاص المحتجزين في مراكز الاحتجاز إلى مكان آمن خارج ليبيا وإعادة عمليات البحث والإنقاذ في عرض البحر على الفور لحماية من فروا من العنف. هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار. يتعين على الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة أن تعترف بدورها في إعادة الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات”.

المصدر
The Guardian

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى