أخبار ليبيا

لحظة سهو تركية تستفز الدب الروسي وتثير غضبه

بعد ان قال في الأيام الأولى للأزمة إنه على الرئيس الروسي بوتين عدم اللعب بالنار، عاد أردوغان سريعا إلى استخدام لغة مختلفة في وصف حادثة إسقاط الطائرة الروسية ومقتل قائدها بالقول إنه حزين لما حدث وعبر عن أمله في أن يستقبله الرئيس بوتين على هامش قمة المناخ المنعقدة في باريس غدا الاثنين وأن تعود الأمور كما كانت بين البلدين. وتسابق مسؤولوه في صياغة الاعتذارات غير المباشرة المعبرة عن الندم على إسقاط الطائرة والتمني بإنهاء الأزمة وإزلة أسباب الغضب الروسي.

ما الذي غير الحال وهدأ أردوغان؟

في لحظة سهو تاريخي انطلق الرئيس التركي في حملة حماسية أعقبت الحادثة وبإيقاع سريع لحصد ما اعتبره نتائج العمل – الشجاع – في حماية الحدود والسيادة التركية وأطلق تصريحاته المشار إليها وشجعه في بداية الأمر بعض التصريحات الغربية من حلف الناتو واوباما شخصيا بالخصوص، لكن مع الوقت بدأت الوتيرة الحماسية تهدأ عندما بدأ الدب الروسي في الاستيقاظ وتنفيذ ردود فعله على الأرض والتي منها إيقاف التعامل التجاري مع تركيا ومنع السياحة إليها مما يعني خسارتها لحوالي 10% في مردودها في هذا القطاع ولم يتوقف الروس الذين وصفوا الحادثة بالطعنة في الظهر عن التلميح بأنهم يفكرون جديا في الرد على ما حدث بنفس الكيفية إن لم تسارع تركيا وتعمل شيئا ( كبيرا) لامتصاص الغضب، وهذا تقريبا فحوى ما قاله الناطق باسم الرئاسة  الروسية دميتري بيسكوف"  عندما نقل عن رئيسه بأنه "على استعداد تام " للتعامل مع ما قد يبدو أنه تهديد غير مسبوق من جانب تركيا عقب إسقاطها الطائرة الحربية ، واصفا إقدام الأتراك على إسقاط الطائرة بأنه " الجنون بعينه" مذكرا أن الرئيس بوتين يستعد "كما تفعل الجيوش في زمن الحرب "وهذه التصريحات بالطبع كفيلة بتهدئة جموح اردوغان وتنبيهه بالخطر القادم كما يقول المراقبون.
نسى اردوغان أنه يخاطب رئيسا قويا لدولة عظمى وتماهى مع حالة يعيشها منذ سنوات يمثل فيها دور البطولة في المنطقة العربية والمحيطة بالعربية حيث يسجل في نقاط متتالية باعتباره الخليفة العثماني الحديث الذي ينقسم الناس حوله بين شقين : عرب تابعين له باعتباره حامل لواء الإسلام السياسي وعرب خائفين منه ويتقون شره لأن تابعيه مستعدون للوقوف معه حتى ولو ضد بني جلدتهم.

وبين هذا السهو والانفلات وسوء التقدير والتصعيد الروسي يناور اردوغان بكل ما يملك من قدرات المقاول السياسي للخروج من أزمة حقيقية قد تكلفه الكثير …. 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى