العالمخاص 218

لبنان .. العنف يتسلل إلى الاحتجاجات في يومها الثالث

استمرت التظاهرات في مدن لبنانية عدة لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على الأزمة الاقتصادية التي زادها تدهور قيمة الليرة.

وقام محتجون في مدينة طرابلس باعتراض شاحنات مساعدات كانت في طريقها إلى سوريا، وقام آخرون بتكسير وتخريب بعض الممتلكات والمحال في وسط بيروت، الأمر الذي أثار موجة استنكار كبيرة.
مواجهات مع الأمن

كما شهدت مدينة طرابلس شمالي لبنان أعمال عنف ومواجهات شوارع، في اليوم الثالث من الاحتجاجات على تدهور سعر الليرة اللبنانية وغلاء المعيشة، وألقى خلالها المتظاهرون قنابل حارقة وحجارة على العناصر الأمنية وأفراد الجيش، وقد ردت بدورها بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم، كما حطم المحتجون عددا من المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة، وأضرموا النيران ببعضها وفي حاويات النفايات.

انتقادات الحريري

وزادت حدة المواجهات بعد توقيف شاحنات مساعدات محملة بالمواد الغذائية تتبع لبرنامج الأغذية العالمي، كانت في طريقها إلى سوريا، وهو أمر انتقده رئيس الوزراء السابق سعد الحريري قائلا إنه ليس من شيم أهل الشمال، مطالبا الجميع الالتزام بالمسؤولية الوطنية لإيصال المساعدات إلى الداخل السوري.

وكان الحريري قد انتقد بشدة مجموعات من المحتجين قامت بتخريب الممتلكات العامة والخاصة وسط بيروت، واصفا إياهم بـ«مجموعات مضللة تنجرف وراء مخطط ملعون يسعى إلى الفتنة ولمزيد من الانهيار».
دعوة للملاحقات القضائية

واستنكر مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، أعمال التخريب في العاصمة بيروت، داعيا إلى ملاحقة من ارتكبها قضائيا، محملا في الوقت ذاته الدولة مسؤولية ما حصل انطلاقا من واجبها في حماية أملاك المواطنين.
اتهامات

من جهته اتهم رئيس وزراء لبنان، حسان دياب بشكل مباشر معارضيه بإثارة الاضطرابات الأخيرة وتعميق أزمة العملة عبر ضخ الأكاذيب والشائعات دون أي رادع وطني، لتقويض جهود الحكومة التي تركز على التحقيق في قضايا الفساد.

وقال دياب “اليوم نحن هنا، وسط هذا الهم المالي والمعيشي، حاول البعض الاستثمار مجددا،. ضخوا الأكاذيب والشائعات وساهموا في تعميق أزمة الليرة اللبنانية، وتسببوا بأزمة كبرى، ودفعوا الناس إلى الشارع”، فيما لم يحدد دياب المعارضين الذين يتهمهم بالتحريض على الاضطرابات.

وتولي دياب منصبه في يناير كانون الثاني بدعم من جماعة حزب الله المسلحة الموالية لإيران.

تعقيد المشهد

وعاد المحتجون إلى الشوارع في مختلف أنحاء البلاد اليوم وتظاهروا في بيروت وطرابلس في الشمال وصيدا في الجنوب وطالب كثير منهم الحكومة بالاستقالة.

ويمكن أن يتسبب تجدد الاضطرابات في تعقيد محادثات لبنان الجارية مع صندوق النقد الدولي حول برنامج إصلاح تأمل أن يتيح لها الحصول على تمويل قيمته مليارات الدولارات وأن تبدأ الانتعاش الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى