حياة

كيف تحوّل خيالك لمهنة تكسب منها الملايين؟.. “ستان لي” سيلهمك

“لقد فقدنا عبقرية خلّاقة، كان قوة رائدة في عالم الأبطال الخارقين، أنا فخور بأني كنت جزءًا صغيرًا من إرثه وساعدت على إحياء إحدى شخصياته الخيالية”، بتلك الكلمات نعى الممثل هيو جاكمان، بطل سلسلة أفلام “X-Men”، أسطورة “السوبر هيروز” العالمي “ستان لي”، الذي رحل عن عالمنا الإثنين، عن عمر يناهز 95 عامًا.

“ستان لي” لم يكن مجرد كاتب ومحرر قصص مصورة، بل فاق تأثيره حدود السينما الأمريكية إلى جميع أنحاء العالم، فقط عليك تخيّل مشاهدة أفلام دون “الرجل العنكبوت، وإكس مِن، والرجل الأخضر، وآيرون مان، وثور، وفانتستيك فور، وآنت مان، وبلاك بانثر”.

طريق النجاح مليء بالعثرات

الآن تدرك قيمة “ستان لي”، الرئيس والمدير السابق لـ”مارفل كومكس”، في تاريخ السينما، ولكن كما يقال طريق النجاح دائما ما يمتلئ بالعثرات مادية كانت أو اجتماعية، فهذا الرجل جاء من أسرة فقيرة، وكان أبوه عاطلا أغلب الوقت، وبدأ العمل عندما كان لا يزال في المدرسة الثانوية وتنقل في العديد من الوظائف، كما أنه أيضًا مرّ بعوائق قانونية، بعدما تحدى معايير هيئة لوائح القصص المصورة، وهو ما ساهم لاحقًا وإن كان بشكل غير مباشر في تحديث سياساتها.

يمكنك رؤية “ستان لي” بشخصيته في عدد من الأفلام، جسد بها أدوارا صغيرة، وكانت أغلبها أفلاما خاصة بالشخصيات التي شارك في صناعتها، مثل الجزأين الأول والثالث من “إكس – من”، والجزء الثاني من “سبايدرمان”.

الاطلاع يعمّق الخيال

وإذا أردت أن يكون أسطورة “مارفل كوميكس” ملهمك في جني الثروة، فعليك أن تعلم أن أعماله هذه التي أمتعت أجيالاً ونمّت خيالهم ولا تزال، لم تكن جميعها من خياله المحض، فالرجل كان كثير الاطلاع وعلى دراية جيدة بالتاريخ.

يقول “ستان لي”، في حوار سابق مع صحيفة “الغارديان” عام 2000، إن سلسة أفلام “إكس- من” مستوحاة من الحياة الحقيقية لأبطال الحقوق المدنية في أمريكا، فالبروفيسور ورؤيته للتعايش والتناغم  بين البشر كانت  نفس نظرة “مارتن لوثر كينغ”.

لم ير نفسه شخصًا مهمًا

وبالرغم من كل هذا النجاح لم ير “ستان لي” نفسه شخصًا مهمًا، وهو ما أكده في تصريح آخر له لـ”شيكاغو تريبيون” قائلاً: “لطالما فكرت بأن ما أفعله ليس مهمًا للغاية، فهناك أشخاص حقيقيون يقومون بأشياء خارقة تفيد البشرية مثل الأبحاث الطبية وبناء الجسور، في حين أني أصنع قصصًا خيالية مجنونة”.

وبالفعل قبل سنوات من هذا التصريح، فكَر “ستان لي” جديًا في الاعتزال، وذلك بعد 20 عامًا من مزاولة مهنته في كتابة الشخصيات الخيالية، إلا أن زوجته أقنعته بالعدول عن هذا القرار، ووضع قيمة في أعماله تبرز الخير والتسامح والقبول وترفض التشويه والبلطجة والكراهية والتعصب.

سؤال يصنع أسطورة

وقال “ستان لي”  إنه حافظ على إبداعه طوال 60 عامًا، بطرح سؤال واحد في كل مرة يكتب فيها قصة بطل إحدى الشخصيات الخيالية، هو: “ما الشيء الذي لم ير له الناس مثيلا من قبل؟”.

وجاءت وفاة “ستان مارتن لي”، في ذات السن الذي توفيت فيه زوجته “جون”، في عام 2017 عن عمر 95 عاماً أيضًا، وترك إرثاً ماليًا يُقدر بنحو 50 مليون دولار والعديد من الأعمال السينمائية الخالدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى