أخبار ليبيا

كلُّ الطُّرقِ تؤدِّي إلى روما .. ولا طريق إلى الجنوب

تقرير خاص 218

في الوقتِ الذي يهرع فيهِ الساسَةُ الليبيون إلى روما تِباعاً؛ استعدَاداً للمشاركة في مؤتمر باليرمو، لم يَجرؤ أحدٌ منهم على تحويلِ مسارِ رِحلتَه إلى الجنوبِ الليبي الذي أنهَكتهُ الاختراقاتُ.

لا أمنٌ ولا أمَان .. لا ماءٌ ولا غذاء .. لا كهرباءُ أو وقود، وسيولة نقديّة طال غيابها على شبابيك الصرافين فضلاً عن جيوب مستحقيها المتعطشين .. كلُّ هذا جزءٌ من مُعاناةِ يوميّة أرهقت معيشة الأسرة الليبية عموماً وتضاعف حجم المعاناة عند أهلُ الجنوبِ الذين تناسَتهُم كلُّ الحُكوماتِ الليبيَّةِ المُتعاقبة.

موجاتُ نزوحٍ تزداد يوماً بعد يوم،من الجنوبِ بدأت تشد الرحال إلى الساحل؛ فلم يعد الوضع يحتمل، بعد أن استباحت العصابات التشادية والسودانية المنطقة، ونزعت من أرجائها الأمن والسكينة،وصار لاموت متربصاً بكل ذي روح،فيما باتت اموالهم وارزاقهم هدفً للمهاجرين من الخارج والمتسللين .

لم تستثني الأعمالُ الإجراميّةُ أحداً، ولعل آخرَها حادِثةُ إطلاقِ نارٍ على طبيبٍ عِراقي في سبها يُدعى علي الصادق دونَ معرفةِ هويّةِ الفاعلين أو دَوافِعهم، في الوقت الذي ذَكرَ فيه الناطقُ باسمِ مركزِ سبها الطبي أنَّ حرباً مُنظّمةً تجري بهدفِ إفراغِ المنطقةِ من الكوادِرِ الطبيّةِ التي تعملُ في المُستشفيات والمراكز الصحية.

وليس بحادثة منطقَةُ الفقها التي ضَرَبَها الإرهابُ ببعيد، ولم يكن الاعتداء الأول الذي تتتعرض له المنطقة، ويعتقد أهاليها أنه لن يكون الأخير ، طالما المعطيات لا تزال على حالها ، فلا قوة أمنية كافية تؤمن البلاد وتحمي العباد ، ولا قدرة على الأهالي مجابهدة المرتزقة والارهاب دون عدة وعتاد، فسدت أمامهم الطرق، وانعدمت السبل الا من سبيل واحد، الا وهو الهجرة الى الشمال .

معانَاةٌ لا تنتَهِي تَعيشُها منطقةٌ تسبحُ فوقَ بحارٍ من النفط.. ولا حلولَ في الأفُق تبدو على أجندات من يدعون أنهم أصحاب القرار .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى