كتَـــــاب الموقع

كرتنا الليبية … عاشقة المكرونة

إبراهيم الحوتي

عندما تتابع وبدقة الملاعب الشعبية في ليبيا لكرة القدم، تلفت انتباهك دائما كمية المواهب الرائعة فيها. مواهب مثقفة كرويا، في مقتبل العمر وفي كل مناطق ليبيا ستجد فيها من اللاعبين الذين تندهش وتستمتع عندما تشاهدهم وهم يداعبون الجلد المدور كأنه جزء من أجسادهم.
كان السؤال الذي يروادني دائما: لماذا كرتنا المحلية ومنتخبنا الوطني دون إنجاز أو بطولة دولية حتى الآن؟ ولماذا عندما تكون نفس الموهبة الرائعة الملفتة في الملاعب الشعبية ينطفئ بريقها عندما تكون مندرجة في دورياتنا المحلية؟
ولكن بعد فترة وبعد طول متابعة أكثر للدوريات العالمية ومراقبة دقيقة للاعبين المحترفين في أوروبا، وجدت أن اللاعب الليبي تنقصه ثقافة الاحتراف وهي أن يكون منضبطا على مستوى التغذية خارج الملعب أكثر من داخله، وفي التمارين أيضا.
فالمكرونة التي يطلق عليها في قاموس اللجهة الليبية اسم “المبكبكة” والتي تعدّ الوجبة شبه اليومية على قائمة ثقافة المطعم الليبي؛ يمكن اعتبارها من أكثر العقبات التي تعيق اللاعب والرياضي الليبي. وقد جاء مثال المكرونة _ هنا _ لقصد المعنى المناقض للاهتمام بالأكل والشرب والتعذية السليمة وعدم السهر إلى آخره من قواعد اهتمام اللاعب بصحته وليقاته التي تدوم معه طويلا، خاصة وكما نعلم فإن عمر اللاعب لا يتجاوز العشر سنوات إلا في حالات نادرة.
المعضلة الأكبر أن جلّ اللاعبين الليبين يعلمون أهمية الطرح السابق، ولكنهم لايطبقونه على أرض الواقع، وربما هذا هو السبب الرئيسي في تأخر كرتنا المحلية عن جيراننا مصر وتونس والجزائر على سبيل المثال، ناهيك عن الظروف المتلاحقة التي كانت آفةً حقيقية تلتهم كل المواهب الليبية وليس فقط في مجال كرة القدم.
الجانب المشرق ممكن في الفترة الأخيرة هو احتراف لاعبين كثر في دوريات عربية وأيضا أوروبية، ربما هذه الظاهرة التي ستكون خير داعم للمنتخب الوطني في استحقاقاته القادمة نظرا لاحتكاك اللاعبين أكثر بمنافسات مختلفة عن ثقافتنا الكروية محليا. وستجعل اللاعب الليبي يشعر أكثر بالمسؤلية تجاه كرة القدم التي لم تعد في الوقت الحالي مجرد رياضة فقط، بل هي قوت يومه ومستقبله إذا استطاع الاهتمام بها.
_____________________________________
إبراهيم الحوتي
خاص 218

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى