العالم

قمة أوروبية لبحث الحرب على أوكرانيا وتداعياتها

على وقع الصدمة التي أحدثتها الحرب في أوكرانيا، اجتمع في قصر فرساي، بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، في قمة تتواصل أعمالها اليوم أيضًا، ومن غير المرجح أن تفضي إلى قرارات، إنما يمكن أن تحدد توجهات سياسية لتطبيقها في الأشهر المقبلة، أبرزها إرساء أسس أوروبا “سيادية”، بعد أن كشفت الحرب الأخيرة نقاط ضعف أساسية في التكتل؛ في مقدمتها نقص القدرات العسكرية الأوروبية، والاعتماد الهائل للتكتل على الغاز الروسي.

وفي الوقت الذي كان يفترض فيه أن تمثل هذه القمة أهم محطة في رئاسة فرنسا الدورية للاتحاد الأوروبي؛ فإنها تحولت إلى قمة أزمة، عقب الحرب التي أعلنها الرئيس الروسي على أوكرانيا، وقلبت رأسًا على عقب عقودًا من الاستقرار في أوروبا، فيما أكد الرئيس الفرنسي خلال استقباله قادة الدول أن “أوروبا تغيرت مع الجائحة، وستتغير بشكل أسرع وأقوى مع الحرب”.

بدد الزعماء الأوروبيون، خلال اليوم الأول من اجتماعهم، آمال أوكرانيا في انضمام سريع لعضوية التكتل، وهو مسعى يطمح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتحقيقه، مدعومًا من جيرانه في الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي، إذ أكد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته وهو من أشد المعارضين لتوسيع الاتحاد، أنه “لا يوجد مسار سريع لهذه العملية”، كما حذر رئيس وزراء لوكسمبورغ من إعطاء كييف الانطباع بأن “كل شيء يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها”.، أما المستشار الألماني أولاف شولتس؛ فقد دعا الاتحاد الأوروبي إلى تعميق شراكته مع أوكرانيا بدلاً من الحديث عن انضمامها لعضويته.

ملف شائك آخر؛ سيكون على القادة الأوروبيين مناقشته بعمق، ويتعلق بمشروع قدمته المفوضية لخفض الاعتماد على الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام، وكذلك خفض واردات الفحم والنفط من روسيا، عبر تنويع مصادر التوريد وتطوير طاقات بديلة، وكذلك التزام إجراءات عاجلة جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على المواطنين الأوروبيين، في وقت استبعدت فيه برلين اللجوء إلى حظر واردات النفط الروسية، إذ تشكّل نحو ثلث احتياجاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى