اهم الاخبارمقالات مختارة

في ذكرى الاستقلال.. دعوة لمصالحة شاملة

يوسف الصواني

في ذكرى الاستقلال ومع اقتراب حلول عام ميلادي جديد أتمنى لبلادي #ليبيا وأهلها كل الخير والاستقرار والأمن والسلم.

أدعو العلي القدير أن يوفقنا ويلهم الليبيين العمل للحفاظ على الحد الأدنى!

ذلك أن تحقيق ما نصبوا إليه من طموح عظيم في وطن للجميع، آمن، مستقر، حُر، سيد نفسه ولا يفرق بين أبنائه، قد يبدو حلماً بعيد المنال بحسب ما نشهده جميعاً من تردٍ لكل الأوضاع وما يحدث من انتهاك وتقطيع للأوصال!

وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع أو المنتديات والصفحات التي ينبغي أن توفر فضاءً مشتركاً بين أطياف الرأي في بلادنا لم تسلم من الهجوم والتوجيه والعبث والبغضاء وإثارة النعرات والأحقاد التي تضرب في الصميم هدف وغاية السلام والتصالح، سواءً بقصد وسوء نية، أم بسذاجة ونرجسية وغرور! بل إن بعض الليبيين وبكل أسف اندفعوا في تقديم ونشر خطاب كراهية مقيت عبر وسائل الإعلام والتواصل تجاوزوا فيه كل خلق بما يضعهم في خانة مجرمي الحرب.

يحدث كل ذلك وأتون الحرب تستعر، وقودها أبناء ليبيا ومواردها التي تهدر بنزق لا مثيل له، بينما الأطراف الأجنبية لم ولن تكتفي بالتدخل غير المباشر، بل تندفع نحو التدخل المباشر ويتوهم المتصارعون الليبيون أنها تفعل ذلك حرصا على من تدعمهم!

ما يجري في منطقتنا والعالم أجمع من تنافس وصراع على مستويات مختلفة لا يجعل المتقاتلين من أبناء ليبيا سوى تروس في آلة ضخمة ستطحنهم جميعا متى وأينما انتهى دورهم.

لذلك ونحن اليوم نستحضر أرواح الشهداء الذين سقطوا على تراب ليبيا وافتكوها من المستعمر في مثل هذا اليوم، ونستذكر الذين سقطوا أو صُرعوا منذ تحقق بواكير الاستقلال حتى يومنا هذا وخاصة منذ 2011، لا يجدر بنا أن نتجاهل أن ما تبقى لنا معاً هو قليل وضيق الفسحة بكل مقياس!

لست متشائماً بل أرى بواقعية أنه علينا أن نقلل من حجم الطموح والرغبات وأن نترك جانباً كبرى الأهداف وأن ننصرف بدلاً عن ذلك للعمل على المحافظة على ما تبقى مما يجمعنا!

أرى أن الأجدر أن ننصرف إلى التفكير في إنقاذ ما يمكن إنقاذه فالقادم قد يكون أدهى وأمر.

لن يتحقق هذا ما لم نتوصل لمشروع وطني مجتمعي للإنقاذ تصوغه وتجتمع حوله النخب الوطنية ثم الرأي العام فيحدث قوة معنوية دافعة لمنطق الوطن والخير والعيش المشترك، ويُقدم رؤية تستوعب التحديات وتُسهم في وضع أسس استعادة الكيان الوطني ودولته وتُمهد للتوصل إلى قناعات وقيم مشتركة لإدارتها.

هكذا مشروع لا يمكن أن ينطلق إلا من المصالحة الشاملة والسلام.

حفظ الله ليبيا وأهلها ووفقنا جميعاً لما فيه الخير.

وكل عام وكل ذكرى طيبة وأنتم بخير.

المصدر
صفحته الشخصية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى