العالم

في حي كيني فقير يشهد توترا.. شائعة تنتهي بحرائق وسقوط قتيل

نيروبي (رويترز) – الأمر كله بدأ بشائعة إذ تسللت ميليشيا مونجيكي التابعة لقبيلة كيكويو إلى حي كوانجوير الفقير في العاصمة الكينية نيروبي وما هي إلا دقائق حتى حمل سكان الحي، الذي يشهد توترا بسبب الانقسام الذي أحدثته الانتخابات الكينية، مناجلهم وعصيهم دفاعا عن أراضيهم.

وفي نهاية مواجهة ليلة أمس الجمعة كانت حصيلة الاشتباكات مقتل رجل بعد تعرضه للضرب وحريق عدد كبير من المتاجر والمنازل وهو ما يعكس ما يمكن أن يحدثه العنف الطائفي في وقت قصير إذا اندلع في أحياء فقيرة أخرى مضطربة تابعة للعاصمة.

ومعظم القتلى منذ إجراء الانتخابات الرئاسية في أغسطس آب، وعددهم 50، سقطوا بسبب اشتباكات بين المحتجين والشرطة.حي كيني فقير

ويخشى الكينيون بشدة من أن يسفر الصراع السياسي على مدى شهور، والذي أججه إلغاء القضاء لانتخابات أغسطس آب، عن تعميق الانقسامات القبلية وإشعال موجة من الاقتتال الطائفي على غرار ما حدث بعد انتخابات عام 2007 التي خلفت 1200 قتيل.

واندلع القتال في حي كوانجوير بسبب شائعات عن أن كيكويو، وهم قبيلة الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، جندوا أفراد ميليشيا مونجيكي لحمايتهم من مؤيدي المعارضة.

ورأى شاهد من رويترز أمس الجمعة مجموعة رجال مسلحين بالمناجل في شوارع كوانجوير.

ولم تتضح هويتهم لكن عددا من السكان قالوا إن هؤلاء الرجال تابعين لميليشيا مونجيكي جرى جلبهم بعدما أحرق مؤيدو المعارضة شركة بارزة تابعة للكيكويو ليل الخميس.

واشتهرت ميليشيا مونجيكي بتشويه وضرب أعناق ضحاياهم وألقي عليها باللوم في مقتل المئات في اشتباكات عام 2007.

وقال فيتاليس ألويي وهو من سكان كوانجوير “كانوا أكثر من مئة وكانوا يحملون كلهم مناجل جديدة”.

وقال رجل آخر إنه كان على السكان التحرك للدفاع عن أنفسهم.حي كيني فقير

وقال كنيدي أوتشينج المنتمي لعرقية لوو مثل زعيم المعارضة رايلا أودينجا “كان علينا أن نلقنهم درسا بألا يحضروا (ميليشيا) مونجيكي إلى هنا. إذا جاءوا بهم فسندمر ممتلكاتهم وحياتهم”.

الدخان يتصاعد

قال أوتشينج إن الحراس الموالين لأودينجا، وهم مسلحون أيضا بالهراوات والمناجل، تدفقوا على الشوارع الموحلة وأحرقوا الشركات التابعة لكيكويو للاشتباه في اختباء أفراد ميليشيا مونجيكي داخلها.

وقتل رجل وأحرقت جثته مما خلف بقعة متفحمة في الشارع. وقال بعض مؤيدي أودينجا إنه من ميليشيا مونجيكي لكن لم يستطع أحد توضيح السبب الذي جعلهم يتأكدون من هويته.

وقال ستيفن كاماوا الذي احترق كشكه المخصص لبيع الفاكهة “كل القبائل الأخرى ضد كيكويو بسبب الانتخابات… هؤلاء الناس سيعودون مرة أخرى ويحرقون المزيد”.حي كيني فقير

وقال آخرون في الحي الذي تسكنه طوائف مختلفة إن الحقيقة مختلفة لكن لا يمكن إدراكها. وقالت تاجرة تدعى رودا كونجو إنه مع تصاعد التوتر السياسي وظفت بعض الشركات شبانا محليين بغرض حمايتها.

وأكدت أن الحراس ليسوا من ميليشيا مونجيكي.

وقالت “لكننا أخوان وأخوات. كل ما نريده هو العيش في سلام”.

وقال تاجر آخر يدعى برايان نجينجا “بعض الأشخاص يستغلون الوضع فحسب للحصول على منافع شخصية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى