اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

في ثمانينية أمين مازن

في ثمانينية الأستاذ ” الأمين مازن الهوني ” ..
شعيب السنوسي العطشان‎

مِنْ حَلَقَات الصَّحُو :-

إلى يَرَاعِيْ الذِّي كِدتُ أحطّمهُ ذَاتَ لَيْلَــةٍ…

مَعْـــــذِرَةً

قَدْ طَاْلَ صَمْتُكَ يَاذَا الشَدْوِ وَ الشَّجَنِ وَطَاْلَ حَبْسُكَ فَاْرقُصْ فَوْقَ ذَا الفَنَنِ

وَجُدْ بِفَيْضِكَ إنَّ العُمْرَ مُنْصَرِمٌ فَقَالَ : حُبَاً ، بِلاَ ميْنٍ وَلَا وَهَنِ

هَذِيْ مَقابِيْسُ وَصْلٍ كَاد يُطْفِئُها شَئٌٌ مِنَ الرَّيبِ وَ الأَرْزَاءِ وَ الإِحَنِ

أخي الأستاذ أمين مازن

أعْتَذِرُ لَك مَعَ يَراعِيْ ؛ فَقَدْ كَانتِ المُنَازَعةُ حَادَّةً ، و النَّفْسُ طُلْعَةٌ ، وأُفقُ التَواصُلِ عَلى وُضُوحِهِ كَانتْ تَعْترضُه بَعْضُ العَقَابِيلِ . !!

نعم أخي الحبيب ؛ فإني لا أجدُ جَواباً لِهَذا الذَّى قَدْ كَانَ ، غَفَلْنَا ـ معاً ـ عَنِ الزَّمنِ ، وَ فَجْأَة ً هَزَّني أَنَّك تْبلُغُ الثَّمَانِين ، وَ بُلوغُك لهذه السنِ هَزَّ خَيْطاً قَوياً يِرْبِطُنِي بِكَ ؛ فَالمَسَارِبُ التي فَتّحْتَ عَينيكَ على دَقِائقِ مكوناتها أجِدُ لها صدىً عَمِيقاً في نفسي ” بِجَوانيّةٍ ” تُشَكّلُ دَوائَر ذات ارْتبِاطٍ تَنحتُ في أعماقِ الأعْمَاقِ .

أَخِي الأَعز ، لا أدري كيف أعتذرُ عَنْ غَفلَتِي ؟ ، فما إنْ وَخَزنِي الزَّمنُ بمنَّبهٍ حَادٍ حتى عَادَ إلىَّ شيءٌ مِنَ الصَّحوِ , فدفعني إلى تذكر قول القائل :

أليسَ عَظِيماً أَنْ تُلِّمَ مُلِمَّةٌ .. وَليس عَلينا في الحُقوقِ مُعَوَّلُ

فإذا كان الأستاذُ ، أحمدُ الفيتوري كَتبَ هذا المُلّخصَ الرائعَ ، وَلَهُ كُلُّ الشُكُرِ و التقدير بل والتبجيل ، وربَّما كَتَب غيرُه بلْ يرقى الشعورُ إلى مايشبه اليقين أنَّ ثمةَ مَن كَتَبَ فَنحنُ نَشْكُرُ الجميعَ ، نَعَمْ نشكُر الجميعَ ونحنُ في دائرة من دوائر الصحو ، ونحن ندركُ أنًّ هذا الصًّحْوَ لَهُ مُتَطلّباتُه وله تَبِعاتُه لاسيّما وَ أنَّ اليد امتدتْ إلى هذا ” الساكن ” بين جموعِ الكُتُبِ هذا ” الساكنُ ” هُوَ ثُلاثيةُ ” المسارب ” فإذا بتاريخ الإهداء من حضرتكم بتاريخ 23/12/1999 ، وَكَانتِ القراءةُ الأُولى مَاتِعَةً ثم ظلَّ القلبُ مَسْكُوناً بقراءةٍ متأنيةٍ لهَذا العَمَلِ الرائعِ وَلكنْ هَيْهاتَ هَيْهاتَ….

القَلْبُ يَطْمَعُ و الأسْبَابُ عاَجِزةٌ .. والنَّفْسُ تَهْلَكُ بَيْنَ العَجْزِ والطَمَعِ

وَلَكِنَّ المجاهدةَ سُنَّةٌ ماضيةٌ والحديثُ عن القلبِ والنَّفسِ وعَجْزِ الأسْبَابِ هُوَ حَديثٌ لاتتكيءُ عليه الرغبةُ الجَامِحَةُ الحاضرةُ داخِلَ دائرةِ الفِعْل ، وعندما تَسْتَصِحُبُ النفسُ هَذا البعدَ فَإنَّها تَجْتَازُ به مَحَطّةَ الإرْتِطَام وَ إِنْ كانت الصَّدْمَةُ قريبةً من نُقْطَةِ الإرتكازِ ؛ فَفي حالةِ الإستيعابِ الواعي النَّاضِج والمُتَجاوِز عِنْدَها يَسْتَقِرُ الإدراكُ أَنَّ كُلَّ الأشياءِ آيلةٌ مِنَ حالٍ إلى حالٍ في صَيْرُورَةٍ أو سَيْروُرةٍ متلاحقةٍ ، عَنْدما يكونُ ذلك كذلك فليس على النَّفس من بأسٍ أَنْ تَتَذكَّرَ كلمةَ هيرقليط ” 6 . ق . م ” الذي يُعبّـِرُ عن هذه الصَيْرُورةِ في أشياءِ الطَبِيعةِ كُلِّها بقوله ” نَحْنُ لا نستحمُ في النَّهرِ الواحدِ مَرتَيْنِ ، بِلْ إِنَّ مِياهاً جديدةً تجري مِنْ حَوْلنا ”

نعم أستاذي الكريم

إنَّ مياهاً جديدةً تجري مِنْ حَوْلِنا ، فَلا عَلينا أنْ نَبْلُغَ الستينَ و أَنْ تَبلُغُوا أنْتُمْ الثمانينَ ، فَالعطاءُ مستمرٌ والتَّدفقُ مازال ـ بإذن الله – قوياً ، وَلَعلّها مرحلةٌ جديدةٌ مِنْ مَراحِلِ الصَّحْوِ .

زر الذهاب إلى الأعلى