حياة

“فيروز” في كتاب.. “عائلتنا مثل التراجيديا الإغريقية”

نستيقظ على صوتها حينا وننام عليه أحيانا، لم يَبقَ بابٌ للعشق إلا وتسلل منه صوتها العذب، أو نافذة للشوق إلا وطرقتها ملامحها الهادئة، ومن هنا اهتم الكثيرون من عشاقها بحياتها والأخوين “رحباني”، وكل عائلتها التي ولد من رحمها الكوكب الرحباني الآخر “زياد”، وفي فصول جديدة من حياة هذه الحفنة من العمالقة، ترحل صفحات كتاب “الظاهرة الرحبانية.. مسيرة ونهضة” الصادر حديثا في بيروت للكاتب اللبناني “هاشم قاسم”.

ليحاول الكاتب أن ينير بعض الزوايا التي قد تكون غابت عن جمهور “الرحابنة” رغم فضولهم الذي يدفعه الحب الكبير لمعرفة كل ما يتعلق بكل شيء حولهم، فنجد أن الكاتب دخل إلى منزل عاصي ومنصور الرحباني في “أنطلياس” بمحافظة جبل لبنان، ليخبرنا عن والدهما “حنّا الرحباني” الذي كان يعزف على آلة البزق بين أصحابه وأفراد عائلته ومنهما ابنيه عاصي ومنصور في مقهى استأجره في البلدة.

وبعد سرد العديد من التفاصيل الجديدة على القارئ، يخبرنا الكاتب أن عاصي كان ناجحا في دروسه أما منصور فقد كان فاشلا في المدرسة وكان يدفع ثمن فشله بأن يبقيه المعلم داخل الغرفة ويغلق عليه الباب لساعات،  ويروي الكاتب أيضا كيف انتقلت العائلة إلى منطقة “ظهور الشوير” بعد أن اشتدت الحرب العالمية الثانية، ليقتربا من الطبيعة أكثر وينغمسا في الغابة بكل ما فيها من جمال وسحر وإلهام.

وجعلنا الكاتب أيضا نزور منزل فيروز المتواضع في بيروت، فنتعرف إلى الفتاة الغريبة عن أحلام جيلها في ذلك الوقت، والتي لم تكن تغادر البيت إلا إلى منزل الجدة “ليزا بستاني”، قبل أن يدعوها قلقها على أسرتها الصغيرة من الفقر إلى العمل في سنّ مبكرة، لتعمل في الإذاعة وهي في الرابعة عشر من عمرها.

ويروي الكاتب أيضا في صفحات كتابه الكثير من التفاصيل عن مزاج فيروز وتأثيره على آدائها، نقلا عن زوجها الراحل عاصي الذي قال إنها عندما تكون مشوشة وأعصابها متعبة فإن العمل يتعذّر معها، وعن معاناة فيروز مع مرض ابنها “هالي” ورحيل ابنتها “ليال” جراء المرض الشديد، ومعاناة زوجها مع المرض قبل وفاته، نقل الكاتب عن فيروز قولها “الزواج صعب بين البسطاء والعاديين فكيف بيننا، بيتنا بيت صعب وأولاد هذا البيت تعذبوا كثيرا، عائلتنا مثل التراجيديا الإغريقية، الفرح فيها وقتي، الأساس فيها الحزن والألم، فرحنا المؤقت كان الحلم، الحزن كان الحقيقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى