أخبار ليبيااهم الاخبار

فوتوغرافيون ليبيون.. الكاميرا رفيقة والثقافة البصرية مهمة

خاص 218| خلود الفلاح

في هذا التقرير يتحدث فوتوغرافيون ليبيون عن الكاميرا وعلاقتهم بها، متى بدأت، وماذا يعني أن تكون مصور؛ فكل صورة هي حكاية طويلة اجتمعت فيها عدة عناصر الإضاءة وزاوية التصوير والخلفية وثقافة المصور.

ثقافة الطوارق بيئة مثالية للمصور

يقول الفوتوغرافي، بشار شقليلة، إن الصورة يمكنها تجسيد حكاية كاملة، وهذا محور قائم بذاته في عالم التصوير، ويوجد من يتخصص فيه، وهو يجمع بين التصوير الصحافي الإخباري والتصوير الفني، واسم هذا المحور “القصة المصورة”، وتوجد العديد من المسابقات العالمية خاصة بهذا المحور، ويعتبر من أهم محاور التصوير لأنه يمسّ الجانب الإنساني للبشر.

ويضيف: “الكاميرا تمنحني شعورًا بالسعادة والراحة والثقة بالنفس وتساعدني في التخفيف من ضغوط الحياة اليومية”.

ويهتم بشار شقليلة بالتصوير الفني، مستطردًا: أكثر شيء يلفت انتباهي هو تصوير ثقافات وعادات وتقاليد وتراث الشعوب، ولكن إذا كان كرغبة؛ فرغبة معظم المصورين هي تقديم قصص مصورة قد تساعد في رفع المعاناة عن الناس وتساهم في تحسين ظروفهم. نعم للثقافة البصرية دور كبير جدًا في عمل المصور الفوتوغرافي وفي نتيجة أعماله النهائية، وهي جزء مهم من شخصية المصور الفوتوغرافي الناجح.

ونسأله متى بدأت علاقتك بالكاميرا؟ فيقول: “والدي كان مهتم بالتصوير وكان دائمًا يشجعني منذ الطفولة على التصوير الفوتوغرافي وكنت أمتلك كاميرا منذ كان عمري تسع سنوات، ولكن يمكنني القول إن العام 2006، هو بدايتي الحقيقية في عالم التصوير الاحترافي.

وتبقى الصور الفوتوغرافية، التي التقطها بشار شقليلة للطوارق، تشغل الحيز الأكبر من اهتمامه. وهنا كان رده: في العام 2009 ، حضرت أول مهرجان للطوارق وكان مهرجان درج، في ذلك اليوم انبهرت جدا بما رأيت ووجدت أن ثقافة الطوارق هي بيئة مثالية للمصور الفوتوغرافي لكي يبدع، وجدت ثقافة فريدة ومتنوعة وغنية جدا وتراث إنساني كبير. ومنذ العام 2009 ، إلى العام 2017 ، حضرت ستة مهرجانات للطوارق في “درج، وغدامس، وغات”، وفي كل مرة أشعر أنني أشاهد هذه الثقافة الغنية لأول مرة.

الكاميرا منحتني حب الناس وتقديرهم لصوري

بدأت العلاقة بين الفوتوغرافي عبد المجيد الفرجاني القليد والكاميرا في العام 1990، موضحًا: “في تلك الفترة كنت أمارس هواية الرسم المائي والزيتي وبالأقلام. أرسم للأطفال وأرسم صور الشخصيات. بعد النجاح في الشهادة الثانوية دخلت كلية الفنون الجميلة واجتزت امتحان القبول في الفنون التشكيلية بنجاح وامتياز، وعندما تحدثت مع بعض طلبة قسم الإخراج والتصوير، أحببت التصوير وانتقلت بالفعل للدراسة في قسم الإخراج التصوير السينمائي. وأصبح فن التصوير هو من يشد انتباهي واهتمامي الشديد”.

يقول عبد المجيد الفرجاني القليد: “الكاميرا تمنحني شعورًا جميلًا تجعل مني صيادًا يبحث عن قنص مهم، تحرك مخيلتي والحس الفني القابع بداخلي ليبدع كوادر وصور جميلة. الكاميرا منحتني الكثير والكثير مما أنا فيه. منحتني حب الناس وتقديرهم لصوري، أيضًا كانت مصدر رزق جيد.

وبحسب ضيفنا؛ فلكل صورة حكاية أحياناً يكون بطلها عصفور أو إنسان أو حتى زهرة من البرية الأفكار كثيرة، وفن التصوير عالم وخيال واسع، هناك الكثير من الأفكار التي أتطلع لتحقيقها، القيام بجولة عبر العالم وزيارة الأماكن الطبيعية وتصوير الحيوانات وغابات الأمازون ولكن تبقى رغبتي في امتلاك استوديو كبير وفريق عمل مساعد لي هو الأمل الذي سعى لتحقيقه.

ويرى عبد المجيد الفرجاني، أن الثقافة البصرية والفكرية مهمة جدا لكل فنان، الثقافة البصرية هي عملية مزج وتناغم وانسجام بين الأشكال والأجسام والألوان والخطوط والفراغ وهي لغة حوار بين الفنان وعمله، وبدون هذه اللغة البصرية تصبح أعمال الفنان ضعيفة وتفتقر إلى عامل الإبداع والإبهار.

وقضى ضيفنا أكثر من 30 عامًا في تصوير الكثير من الأشياء، ولكن تبقى لكل فنان اهتمامه بتصوير محور معين.

وأضاف: “عن نفسي؛ أحب تصوير كل ما هو جميل ومميز الطبيعة والبشر والأزياء والحيوانات والطيور والحشرات والمشردين ومحور الوجوه بالذات لأن هناك تفاصيل وتعابير أكثر وأقوى موجود في الوجوه. قوة المحاور الأخرى تعتمد على مدى استخدام المصور لخبرته واحساسه ليخرج بصور مميزة”.

وأردف: “برأيي هناك وجوه جميلة تصور من جميع الزوايا، وهناك وجوه يجب البحث عن الزاوية الجيدة لنظهر جمالها، وكذلك فإن استخدام العدسات المناسبة والإضاءة، وضع الموديل، والخلفية، كل هذه التفاصيل تكون ضمن مسؤولية المصوّر”.

توثيق الأحداث بشكل مستمر

يقول الفوتوغرافي طه الجواشي: “الصورة التي لا تستطيع أن تحكي أو تجسد قصة هي صورة لا يرتجي منها أي فائدة، فالتصوير في الحقيقة ليس سوى لغة بصرية يمكن أن يفهمها كل الناس بعض النظر عن اختلاف أعراقهم أو أجناسهم، لغة تختلف عن اللغة المنطوقة؛ فالصور التي تظهر السعادة أو المأساة أو أي نوع من المشاعر الإنسانية لا تحتاج لترجمة، فالبشر يشتركون جميعاً في الاحساس بالمشاعر، حتى وإن اختلفوا في التعبير عنها، هذه اللغة البصرية، يفهمها الناطق بالصينية والناطق بالألمانية أو بأي لغة أخرى، التصوير لغة إن أجادها المصوّر سيكون بمقدوره مخاطبة جميع البشر”.

وأشار طه الجواشي إلى أن الكاميرا أداء يستخدمها لإيصال وجهة نظره في موضوع معين، أو شهادته على حدث معين، هذه الأداء وراء وصوله إلى أماكن لم يعتقد يومًا أن بإمكانه الوصول إليها، وكذلك الأداة التي أوصلته لمقابلة أشخاص لم يكن ليلتقي بهم لولا الكاميرا.

ويضيف: “ورغم كون الكاميرا أداة جامدة؛ إلا أنها ساهمت في جعلتي اتحرك بشكل دائم ومستمر سواء على الصعيد الجسدي أو الفكري، هذه الاداء تمنحني الرغبة الدائمة للبحث عن مكان جديد أو شخص جديد لأتعرف عليه وأستمع لجزء من حياته قبل تصويره، كما تمنحني الكاميرا القدرة على رواية قصص بصرية بالطريقة التي أراها وأحس بها.

وحول الأفكار التي يتمنى كمصور فوتوغرافي تجسيدها؛ قال: “الحقيقة لا أفكر في شيء معين لتجسيده، أنا في الأساس مصور وثائقي، أصور الواقع، وأوثق الاحداث التي تصادفني بشكل مستمر، بعضها يستوقفني لأطيل التفكير فيه وأحياناً العمل عليه وبعضها أمرُ عليه مرور الكِرام.

وأضاف: أتمنى أن يكون عمر صوري أطول من عمري، ـتمنى أن أترك خلفي أعمال يمكنها توثيق جزء من المرحلة التي عشتها في هذا العالم، وأن يشاهد الناس صورًا التقطتها بعد سنوات عديدة.!

ويؤكد طه الجواشي على أهمية الثقافة البصرية؛ بقوله: “التصوير الفوتوغرافي مكوّن من قسمين، القسم الأول هو الجانب التقني، ويتمثل في كيفية عمل الكاميرا وكيفية التقاط الصور وهو القسم السهل الذي يتقنه جل المصورين، وأغلب المصورين يهتمون بهذا القسم بشكل كبير ولا يجتازوه للوصول للقسم الثاني والأهم برأيي، وهو القسم الفكري، الذي يستخدم القسم الأول “الجانب التقني” لتطويعه للعمل الفكري، لإيصال الفكرة أو رواية الحكاية التي يريد المصور إيصالها”.

وأضاف: “الثقافة البصرية في التصوير تعادل الثقافة الأدبية عند الكاتب؛ فالكاتب الذي لا يمتلك ثقافة لن يتمكن من كتابة أعمال أدبية ذات قيمة، حتى لو كان قادرًا على القراءة والكتابة، وكذلك الثقافة البصرية، إن لم يمتلكها المصور لن تكون أعماله قادرة على إيصال رسالة مهمة ولن يكون لها بالتالي أي قيمة ثقافية على المدى البعيد”.

ويحب طه الجواشي مشاهدة الصور، وكان له ارتباط بصري بالأشياء، وعشق منذ الطفولة القصص المصورة، وأردف: “مع الوقت اكتشفت حبي للتصوير، لكن فكرة شراء كاميرا ذات سعر مرتفع كانت هي سبب تأخري في خوض مجال التصوير، استعملت كاميرات الـ Polorid التي تخرج الصور بشكل لحظي، ولم يكن والدي يسمح لي باللعب بكاميراته الاحترافية التي اشتراها قبل أن أولد لأنها كانت من مقتنياته الهامة والغالية السعر “منذ سنوات أهدي لي والدي هذه الكاميرا” استعملت الكاميرات الفيلمية وعمر ي بين 12- 14 عامًا في الرحلات المدرسة، واستعملت كاميرا احترافية من فئة SLR لأول مرة في عمر 21 عامًا؛ لكني لم أخذ التصوير على محمل الجد حتي عام 2008، عندما قررت أن أهدي لنفسي كاميرا رقمية احترافية من فئة DSLR وهي كانت أول كاميرا احترافية أمتلكها على الصعيد الشخصي، وكنت قد استعملت قبلها العديد من كاميرات Compact وهي كاميرات رقمية صغيرة كان يستخدمها الناس بشكل كبير قبل تطور الهواتف المحمولة. أحترف مهنة التصوير التي تشكل كامل دخلي

زر الذهاب إلى الأعلى