خاص 218رياضة ليبية

فقر المكتبة الرياضية.. صحفيون يشخصون لـ218 أسباب المشكلة (2)

‬لا يكاد يمر يوم إلا وتسيطر الرياضة وعلى وجه الخصوص كرة القدم على غالبية النقاشات في الحياة العامة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مراكز لتجمع محبيها.

هذا النهم في المتابعة اليومية لمجريات كرة القدم يطرح سؤالا مهماً عن الفقر المستمر في الإصدارات الرياضية المطبوعة التي من المفترض أن تروي عطش متابعي الرياضة، دفع 218 لتوجيه سؤال إلى مجموعة من الصحفيين في ليبيا، وبعض الدول العربية عن فقر المكتبة الرياضية مقارنة بباقي المجالات مثل الفن والأدب والعلوم وغيرها:

للسياسة دورها

خيري القاضي – صحفي رياضي

وجود مخزون ضحل من الكتب والموسوعات الرياضية في ليبيا واضحة المعالم ويمكن تلخيصها بسهولة بالغة.

وأعتقد أن السبب الأول سياسي حيث أنه تمت محاربة الرياضة خاصة كرة القدم فعلى سبيل المثال كان اللاعب “نكرة” ولا يتم ذكر اسمه ويتم الاكتفاء بذكر رقمه والمفارقة أنه يتم ذكر أسماء الخيول.

وعلى سبيل المثال تم إيقاف الصحفي محد بالراس علي فور عودته من البرازيل بسبب صحيفة الصدى الرياضي الشهيرة.

والسبب الثاني هو العامل الاقتصادي حيث ارتفاع ثمن طباعة الكتب وقلة العائد وكانت المطابع العامة مخصصة للكتب السياسية والصحف الثورية.

سبب آخر وهو أكاديمي، معظم المنضوين تحت مظلة الإعلام الرياضي متوسطي المستوى التعليمي ولا يوجد أكاديميون بصفة كبيرة غير أن هذا السبب في اعتقادي ثانوي وإن السبب الرئيس هو سياسي بحث.

الرياضة لم تحظ بود النظام السابق

خليل بن دردف – صحفي رياضي

نعم كما قلت الرياضة تحظى بشعبية كبيرة، لكنها لا تحظى بالود لدى النظام السابق، فالرياضة عانت وذاقت وشربت العديد من الأكواب المرّة في ذلك النظام، فتارة تنسب الرياضة إلى التعليم والتربية وتارة إلى الخدمة العامة وتارة أخرى باسم الرياضة الجماهيرية وبذلك لم تستقر الرياضة الليبية في ذلك الوقت إلى التسميات والمسميات فضاع البريق الكروي الجميل لكل الألعاب رغم وجود الموهوبين بأعلى المستويات وتنكر النظام السابق إلى النجومية فمنع اللاعبين من الاحتراف بالخارج..؟!

وكل ما تقدم انعكس على الكتاب والموثقين الرياضيين إلا بعض السادة الموثقين الذين حاولوا إعداد كتب رياضية تتمشى والتسميات التي كانت سائدة للاعب بالاسم أو اللاعب برقم الغلالة، أيضا تارة مركز تدريبي وتارة نادي رياضي جماهيري، وحاول الأساتذة الموثقين التعامل بالكيفية التي تتماشى والرغبة في التوثيق لإثراء المكتبات الرياضية الليبية بالنقص الكبير في التوثيق الرياضي ومن جيوبهم الخاصة بعيدا عن دعم الدولة التي كانت تحارب الرياضة بطرق غريبة ومنها إخفاء الشمس بالغربال.

ومع ذلك خرجت علينا بعض الكتب التوثيقية لرائد التوثيق الليبي الأستاذ فيصل فخري والذي وثق بعيدا عن الانتماء، في الوقت الذي كان فيه الأخوان آل جرناز في محاولاتهم الكثيرة الكتابة عن الدوري الليبي ومشاركات المنتخبات الليبية في المحافل الدولية ورغم ذلك بدون دعم ولكن كانت كتب بالأنتماء لأندية معينة والتي حصل فيها بعض المغالطات التاريخية لدورياتنا الليبية.

بالمقابل نجد النظام السابق عن طريق العدي ما يسمى بالأمانات السابقة مثل الإعلام والثقافة والهيئات الإعلامية مثل “الهيئة العامة لدعم وتشجيع الصحافة ” التي كانت تدعم وتساند الكتاب الأدباء في طباعة وإخراج كتب بدايتها تمجد النظام حتى يتم طبعها وأخرى لأشخاص لهم وزنهم في الدولة بالنظام السابق.

لو تحدثت لك على المتاعب التي صادفتني وما زلت إلى وقت كتابة هذه المشاركة أسدد شهريا قسطا من راتبي التقاعدي قيمته 360 دينارا شهريا نظير القرض الذي سحبته من مصرف الوحدة لإتمام طباعة كتابي ليخرج إلى الناس لكن للأسف جميع الأندية خذلتني ولم تقف بجانبي ما عدا ناديا التحدي والهلال فهما الناديان اللذان قاما بشراء ستين كتابا مقسمة بينهما.. فهل تريد بعد ذلك أن تجد موثقا رياضيا يعد ويتعب ويبحث عن المعلومة والصورة من عين المكان ثم يستدين ويضع دينا على عاتقه ويصبح مطالبا لدى الغير.

ركود رياضي

محمود الغرابلي – صحفي رياضي

أعتقد أن حالة الركود التي أصابت الرياضة في ليبيا بعد منتصف السبعينيات وعقب صدور الكتاب الأخضر الذي نبذ و حرم رياضة النخبة سبب رئيسي لقلة المطبوعات والكتب التي تهتم بالرياضة والرياضيين.

الكل في تلك الفترة المفصلية من تاريخ ليبيا أدار ظهره عن الرياضة لذلك تأخرت كثيرا على جميع المستويات ومنها جانب الكتب الرياضية.

بعد عودة النشاط الرياضي قبل منتصف الثمانينات شاهدنا محاولات خجولة في إصدار الكتب الرياضية وتواصل هذا الخجل في الإنتاج إلى يومنا هذا وقد يرجع الأمر للقناعة المترسخة عند دور النشر أننا شعب لا يحب القراءة عموما وأحباء الرياضة على وجه الخصوص.

غياب التمويل

عماد العلام – صحفي رياضي

في الحقيقة إن قلة إنتاج كتب رياضية بشكل متواصل ومنتظم يعود لعدة أسباب حسب وجهة نظري أبرزها غياب التمويل اللازم للإصدارات الرياضية خاصة فيما يتعلق بالتكلفة العالية للطباعة التي تثقل كاهل الكتاب المتخصصين في هذا المجال.

سبب آخر ساهم في قلة إصدار الكتب الرياضية قياساً بالكتب الأدبية والعلمية والثقافية الأخرى هو قلة المصادر والمراجع التاريخية فالرياضة الليبية وعبر تاريخها الطويل افتقرت إلى استراتيجية توثيقية رسمية تواكب كل مراحلها المختلفة إذا استثنينا بعض المحاولات والاهتمامات الفردية من قبل بعض الموثقين والصحفيين والذين نجحوا رغم قلة التمويل والدعم في حفظ شيء من تاريخ الرياضة الليبية عامة والأندية خاصة عبر إصدار كتب رياضية مهمة.

أيضاً من الأسباب الأخرى لغياب الكتاب الرياضي هو تركيز الجيل الجديد من الصحفيين والإعلاميين الرياضيين على وسائل أخرى كالعمل التلفزيوني كبيئة جاذبة أكثر للصحافة الرياضية، وبالتالي كان الاتجاه إلى البحث وإصدار الكتب الرياضية ضعيف.

الصحافة الإلكترونية.. سحبت البساط

زين العابدين بركان – صحفي رياضي

للأسف اصبح التفكير فى إنجاز وإصدار وطباعة كتاب رياضى نوع من المغامرة الآن لعدة أسباب أهمها أنه لا توجد لدينا مؤسسات عامة أو خاصة تشجع وتدعم الصحفي الرياضي على بذل جهد وإنجاز كتاب رياضي وللأسف إذا ما فكر أي صحفي بإصدار كتاب فعليه أن يتحمل مصاريف طباعته وتوزيعه على نفقته وجميع أعبائه.

وكانت لي عدة تجارب سابقة حيث أصدرت في السابق عدة كتب وللأمانة بعلاقات شخصية وجدت من يتولى ويتحمل الإشراف على طباعتها أما الآن للأسف لم نجد أي مؤسسة تشجع وتدعم إصدار مثل هذه الكتب وإذا ما فكر أي صحفي القيام بذلك فإنه سيواجه صعوبات كبيرة لا تشجعه مرة اخرى حتى لمجرد التفكير فى خوض هذه التجربة وتكرار هذه المغامرة ناهيك عن عدم وجود عائد ومردود وراء هذا العمل والجهد المضنى بالإضافة إلى حالة العزوف عن القراءة وحتى الصحافة الورقية اليوم لم يعد لها جمهور وزبائن كما كانت بالأمس بعد أن سحب منها الإعلام الإلكتروني والصحافية الإلكترونية البساط.

إقرأ أيضا:

فقر المكتبة الرياضية.. صحفيون يشخصون لـ 218 أسباب المشكلة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى