أخبار ليبيااخترنا لك

فعلتها ماي.. فمتى يبكي السراج أمام قاعدة “بوستة”؟

218TV|خاص

تمنى ليبيون كثر بعد ظهر يوم الجمعة لو أن السياسية البريطانية تيريزا ماي هي التي كانت تدير ليبيا التي تعيش وضعا مأساويا، وسط حسرة واسعة على عدم امتلاك أي مسؤول في ليبيا “جرأة ماي” بالاستقالة حينما يجابه “استعصاءً سياسياً”، بل وأكثر من ذلك “البكاء” حينما تمر على مفردة “العطاء والإخلاص” لبلادها، وهو أمر أظهرت “خيبات وإخفاقات” السنوات الثماني العجاف الماضية أن سياسيا واحدا في ليبيا لا يمكنه أن “يُضحي أو يتنازل” من أجل مصلحة ليبيا التي حلت متأخرة في أجندة “خانبون وخائبون” كثر.

ليبيون تمنوا أيضا من جملة أمنيات كثيرة ازدحمت في قلوبهم التي تتفطر على بلادهم لو أن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج يقف أمام مايكروفونات وسائل الإعلام الليبية في قاعدة بوستة البحرية ليطل على الليبيين “دامعاً” للقول إنه حاول طيلة السنوات الثلاث الماضية، التي تلت قدومه إلى القاعدة البحرية، ولكنه يريد أن يصارح الليبيين بأن المهمة أكبر منه، وأن ليبيا تستحق أن يحكمها الأفضل، ومن يستطيع أن يجعل كلمته هي “العليا” فوق كلمة جماعات مسلحة احترفت الخروج عن القانون، وأتقنت القفز فوق سائر الترتيبات الأمنية.

كثيرون في ليبيا وخارجها لم يكونوا يعرفوا السراج قبل أن يظهر في قاعدة بوستة رئيسا لمجلس “رؤوس رئاسية” لم تتقن أي شيء اتقانها ل”إصدار البيانات” و”تمرير الاعتمادات”، والاتفاق على هدر أموال الليبيين، وهو أمر أصبح شائعا بعد أن أثبتته تقارير رقابية ومحاسبية موثقة، عدا عن توثيقه في تقارير دولية اقتربت مرارا من تصنيف ليبيا الثرية بأنها “دولة فاشلة”.

يستطيع السراج أن “يستقيل ويبكي” من قاعدة بوستة البحرية، وأن يقول لليبيين أنه “جاهز للخدمة” في أي لحظة يزول فيها الاستعصاء السياسي، فكثيرون يعتقدون أن السراج بلا “أجندة شريرة” فعلا، لكن مأساته أنه خضع لمنطق السلاح الذي أشهرته في وجهه عصابات خارجة عن القانون، بات بعض قادتها مدرجين على قوائم مُلاحَقَة دولية، إذ إن تقليد ماي يبدو أمرا مطلوبا بإلحاح في ليبيا، لكن ليبيين باتوا واثقين أن ماي تملك من الشجاعة ومحبة بلادها ما لا يملكه أي مسؤول في “طبقة الخانبين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى