كتَـــــاب الموقع

فرسان بلا خيول

خيري القاضي

منذ أربعين عاماً لم تشأ الأقدار أن تعيش الكرة الليبية حالتها الطبيعية، وطالما لازمها الإعياء والمرض طيلة هذه السنين، فتأثرت بالعشوائية تارة وبالسياسة في مرات كثيرة. آخر هذه النوبات التي أجهدت قلوب الفرسان الأحداث الأخيرة التي صاحبتهم في مباراتي نيجيريا.

فقبل أسبوعين كانت الأمور تسير إلى المثالية، وكنا نحلم ونطمح إلى ما بعد نيجيريا قبل أن يتفاجأ الجميع بانقضاء شهر العسل بين اتحاد الكرة والمدرب الجزائري “عمروش” والمحصلة طلاق رياضي بين الطرفين، واتهامات متبادلة، وضاع “بن علي” والرفاق بين سبابتي “العمروش” واتحاد الكرة، والمحصلة تلاشي جزء كبير من الحلم.
رجوعا إلى الوراء قبل “العمروش” كان “المريمي” ومن قبله كان “الدامجة” وسبقه “كليمينتي” خمس مدربين في فترة وجيزة للغاية، والحصيلة التفرغ لتشجيع دول الجوار من حدث لآخر.

بعد كل هذه التخبطات التي لم تجعل موضع أصبع في وجوه الفرسان إلا ولكمته. وكانت اللكمة الأكبر لعب منتخبنا خارج ديارنا لفترة قاربت على تجاوز الخمس سنوات، أجبرنا فيها على التنقل لآلاف الأميال فأضعنا المال والزاد من النقاط التي كانت حتما ستوضع في المتناول لولا تصارع أبناء جلدتنا.

وكالعادة وضع بعض الضمادات والثلج على آثار اللكمات ..جيبوها يا اولاد.

والمستحيل ليس ليبيا ..كلامات جميلة وعبارات تحفيزية لكنها لا تصنع الربيع.

قبل هذه الحقبة الحالية كانت كرتنا حبيسة مزاجية أبناء العقيد، فنراها في فترات زاهية وفي فترات أخرى تصارع في القاع مع ضعاف القوم من القارة، فأصبح الفوز على بعض المنتخبات المتوسطة على خريطة العالم إنجازا (وبومشي) لاعب من منتخب كبير نقف عنده طربا، والمحصلة كانت خطواتنا تتوالى للخلف في جيل ضم أسماء كانت تستحق الكثير.
في حقبة ما قبل أبناء العقيد كانت مزاجية العقيد نفسه ما أتلفت أبرز أجيال مرورا على كرتنا الليبية فأصبح اللاعب نكرة ويحرم نطق اسمه كتحريم أكل الميت، والاحتراف عورة، ومن الغباء أن يجري أحد عشر لاعباً وراء الكرة. في هذه الحقبة أهدينا مبارياتنا للجيران وأوقفنا دورياتنا وحطمنا أنديتنا طيلة هذه المدة ونحن نصل إلى اليابسة في مرات عدة قبل أن يجرنا تيار العشوائية والسياسة في كل مرة.

وهنا السؤال ماذا لو لعبنا في الظروف الطبيعية ووفرت الخيول الأصيلة للفرسان؟؟؟!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى