كتَـــــاب الموقع

“فرخه” مستحيل تمسك حوش

منى الفيتوري 

مؤخراً تزايدت العديد من الألعاب الإلكترونية وأصبح استعمال الهاتف أدمانا للعديد من الشباب وخاصة الفتيات في ليبيا، قد يكون ذلك لتضييع الوقت أو (لتمشاي الوقت)، وعندما يتم تداول حديث يخص الفتاة التي تلعب في هذه الألعاب وخصوصاً ألعاب بلاستيشن، ردة الفعل غالباً ما تتحدث عن النظرة النمطية للمرأة العالقة في أعين مجتمعنا، وخاصة الجملة الشهيرة: (البنت مكانها المطبخ أو الكوجينة).

بالرغم من إن عالم المرأة تم اختراقه من الرجل حسب نظرة مجتمعنا العربي، سواء في المجال العملي أو حتى الدراسة، فالمطبخ مثلاً متعارف عليه في ليبيا سابقاً إنه للمرأة ونجد أمثالا جيدة للرجال نجحوا في عالم الطبخ، وكذلك هناك جانب تتميز به المرأة وهو تصميم الأزياء حيث استطاع العديد من الشباب أن يتقن هذه الحرفة وخاصة تصاميم ملابس المرأة.

العالم لم يعد منقسما كالسابق والعديد من المجالات أصبحت شغفا للعديد من الشباب ومنهم من يمتلك الموهبة الحقيقية، وأصبح الجميع يكتشف هذا العالم بنظرة واعية.

وبالتبادل المتناسق في هذه المجالات ما بين الشباب، لا أعلم لماذا انحصرت الألعاب الإلكترونية على الذكور دون الإناث، وهذا المفهوم الذي جعل العديد من الناس ينظر للمرأة التي تلعب بشغف بأنها متصابية أو كيف ما يقال (مش عايشة أنوثتها) رغم أن الألعاب الإلكترونية تحمل شخصيات مختلفة وهناك العديد من الألعاب مشتركة كما هي لعبة TEKKEN ولعبة Street fighter ولعبة القتل الدموي Mortal komabt .

بالنظر إلى الألعاب الموجودة في الحقيقة نجد هناك ألعاب أبطالها فتيات كما هي لعبة tomb raider البطلة لارا كروفت ولعبة horizon zero dawn البطلة اسمها aolly والعديد من الألعاب المختلفة التي تقدم البطولة للمرأة وبشكل لافت ومبهر.

وعندما نتحدث بشكل دقيق وعملي في هذا الجانب الذي يعتبر تخصصه دقيق جداً ، نجد العديد من الأسماء النسائية شاركت في تنفيذ اللعبة أو كمطورات في مجال الألعاب.

غالباً في نظرة المجتمع الليبي، الشاب الذي يجلس ليلاً ونهاراً على البلاستيشن يعتبر في نظر أسرته (لا يخدم ولا يقدم) أي لا يملك فائدة لمجتمعه أو لنفسه، وبخصوص الفتاة التي تقضي أوقاتها في اللعب، قد يكون المصطلح الذي يطلق عليها غير مناسب تداوله ولكنها تعرف بـ “فرخه” أي غير مناسبة بأن تكون ربة بيت! .

“الفرخه” تعتبر حياتها مليئة بالمغامرات، وربما لا تفكر بحمل المسؤولية في حاضرها، وباختلاف المسؤوليات قد تكون الفتاة لا تهتم بألعاب البلاستيشن ولا الألعاب الإلكترونية بشكل عام، ومع ذلك لا تستطيع أن تتحمل مسؤولية رجل ولا أطفال في حياتها.

اختيار مجال والتعمق فيه، يعتبر نوعا من أنواع الانسجام وقد يكون الهروب من الواقع! ، ولا أحد يستطيع لوم الآخر بهروبه في ظل هذه الظروف التي تمر بها ليبيا.

وعندما نتحدث عن الشخصيات فكل شخص يختلف عن الآخر باهتماماته وطموحه وطريقة تفكيره، وقد يكون المشهد صعبا على البعض عندما يجد فتاة ما تلعب في هذه الألعاب في مؤتمرات كبيرة سواء محلية أو عربية، لما لا وهي تملك الحرية في اختيار نوع المجال أو النشاط التي تفضل أنها تتقدم فيه كطموح كما هو الشاب.

التعميم الذي اكتسب من ثقافتنا المغلقة سابقاً، أثرت على تصرفات مجتمعنا وبالتالي انطبق الحال على أنفسنا وكل ما هو معمم أصبح رائجا وهذا هو الخطأ الذي جعل من بعض المجالات الجديدة والمتطورة كالألعاب الالكترونية مضيعة للوقت وهي بالفعل الآن من الاهتمامات الأكثر متابعة للشباب بمختلف الفئات العمرية.

يجب أن نعلم أن الفتاة التي يتم تسميتها بـ “الفرخه” من الممكن أن تكون إنسانة ناجحة في تخصص مختلف عن أي مجال متداول، ودخول المرأة عالم الرجال أو باعتقاد البعض لدينا، إنه فقط للرجال! هذا لا ينفي حقيقة أنها فتاة تستطيع أن تكون زوجة ناجحة ولاعبة ماهرة في فنون الألعاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى