أخبار ليبيااهم الاخبار

“فايننشال تايمز”: لا بد من تحرك عالمي لإنهاء القتال في ليبيا

ترجمة خاصة – فايننشال تايمز

تعرض آلاف المهاجرين المحتجزين في مراكز الاحتجاز الليبية لصدمة لا يمكن تصورها، بعد رحلة عبر الساحل تحت رحمة اللصوص والمتاجرين بالبشر والمغتصبين، يتم اعتقالهم واحتجازهم لمدة عامين في المتوسط في ظروف غير إنسانية.

وقد أصبح المهاجرون الآن على ما يبدو أهدافًا في الصراع الأخير حيث قُتل ما لا يقل عن 55 شخصًا، بينهم ستة أطفال، عندما أصابت غارة جوية مركز احتجاز تاجوراء في إحدى ضواحي طرابلس.

وتعد هذه الواقعة أسوأ حادث منفرد، منذ بدء العمليات العسكرية في طرابلس ومن المفترض أن تكون هذه الأعمال الوحشية بمثابة دعوة للمجتمع الدولي للاستيقاظ، حيث ساعد رده الحزين على الحرب في ليبيا بتأجيج القتال، وبدلاً من ذلك ، كان هناك صمت إلى حد بعيد في أعقاب ما وصفه مبعوث الأمم المتحدة بأنه قد يرتقي لأن يكون جريمة حرب.

وقد استغرق الأمر يومين حتى يصدر مجلس الأمن الدولي بيانًا يدين الهجوم – الذي تلقي حكومة طرابلس باللوم فيه على المشير حفتر – ويدعو إلى وقف إطلاق النار، ويبدو أن البيان تأخر بسبب تباطؤ في حسم الموقف من قبل الإدارة الأمريكية، وكان رد الفعل الفاتر مؤشرا على الموقف الدولي تجاه ليبيا.

منذ أن قامت الفصائل المتناحرة بتقسيم البلاد إلى خليط من الإقطاعيات، لعبت القوى الأجنبية دورًا مزدوجًا، فبينما تدعو إلى السلام والاستقرار ، دعمت القوى الإقليمية الأطراف المتنافسة، كما سعى اللاعبون الأوروبيون الرئيسيون إلى المصالح المتنافسة التي أفسدت الجهود الدبلوماسية، في غضون ذلك، قدمت واشنطن رسائل مشوشة نموذجية لعدم توافق إدارة ترامب في الشرق الأوسط.

ولكن ما تم رصده يثبت تتدفق الأسلحة إلى جميع الأطراف، في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة الذي طال أمده، ومن شأن مثل هذا الدعم ، إلى جانب تقاعس مجلس الأمن الدولي، أن يدعم اندلاع صراع لا يمكن أن يكون فيه منتصر، والنتيجة الوحيدة هي المزيد من المعاناة لسكان مرهقين من الحرب.

يتعين على القوى العالمية بذل جهود جادة لضمان وقف إطلاق النار، ويحتاج مجلس الأمن الدولي إلى فرض حظر الأسلحة فعليا، كما يجب أن يكون هناك عمل متضافر لإعادة بدء العملية الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي من شأنها أن توفر أفضل فرصة لتحقيق ما يشبه الاستقرار، وإذا لم يتم إطلاق أي عملية دبلوماسية، فستكون القوى الإقليمية والدولية متواطئة في حرب بالوكالة تدفع ليبيا نحو تفكك أعمق.

المصدر
صحيفة فايننشال تايمز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى