أخبار ليبيا

فايز السراج لـ”الصخيرات” و”بوستة”: شكراً

218TV|خاص

أطلّ اسم فايز السراج للمرة الأولى حينما جرى انتخابه نائبا عن إحدى مناطق العاصمة طرابلس، لكن اسم الرجل عاد للظهور مرة أخرى بعيدا عن طرابلس، وخارج الحدود الليبية، وتحديدا من مدينة الصخيرات المغربية، فقد أصبح الرجل ليل الثامن عشر من ديسمبر من عام 2015 رئيسا لمجلس رئاسي يُعنى بإدارة حكومة الوفاق الوطني التي شكّلت أملاً كبيرا لليبيين بأن تُزيح عنهم معاناة سنوات سبقت اتفاق الصخيرات، وهي هموم لم تتوقف عند مظاهر فوضى أمنية في العاصمة، ولم تنته بمشاهد مؤلمة لحرق “الرئة الجوية الرسمية” للعاصمة، والمتمثلة بحرق مطار طرابلس العالمي.

سياسيون كُثُر داخل ليبيا وخارجها شكّل اسم فايز السراج لهم “صدمة وعُقْدة”، فالرجل الذي جاء من الصفوف السياسية الخلفية، لم يكن من “شخصيات المقدمة” في مرحلة ما بعد ثورة السابع عشر من فبراير، ولم يكن اسم الرجل مطروحاً لشغل أي منصب قيادي، وهو ما يدفع كثيرا من الشخصيات السياسية في ليبيا للقول إنهم لم يكونوا يعرفون السراج قبل اتفاق الصخيرات، وهو المدخل الذي ينفذون منه للتشكيك بقدرات الرجل الذي يُظْهِر حتى الآن “تحدياً معقولاً” لكل محاولات “تنحيته والإطاحة به” عن منصبه الذي جاء إليه على “طبق من صدفة”.

مثل اسمه تماماً فإن ليبيون كُثُر شاهدوا “صورته” للمرة الأولى على هامش الحوار الليبي في الصخيرات المغربية، قبل أن يروا صورته بـ”وضوح أكبر” وهو يترجّل على ميناء قاعدة بوستة البحرية في العاصمة في أواخر شهر مارس من عام 2016 كرجل سياسة تقلّد منصبا مؤطرا بشرعية دولية، ويريد أن ينطلق من العاصمة نحو كل ليبيا لترسيخ شرعية حكومة الوفاق الوطني التي وقف لها مجلس النواب بالمرصاد حتى الآن، وهو ما يجعلها حكومة غير شرعية بنظر رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح.

يُظْهِر السراج حتى الآن “تنويعات هادئة” من “طرق اللعب السياسي”، فتارة يُنْظَر إليه كـ”رجل عنيد” لا يتساهل أبداً من “حبكات إسقاطه”، وتارة أخرى تجده “السياسي الطائع” لأصغر تشكيل مسلح في العاصمة، فيما يجده كثيرون متمسكاً بـ”مقام العاجز” الذي ارتقى إليه في ظل انسداد كل “الخيارات السياسية” التي ظن أنها تمكنه من أن يكون “مالكاً قراره”.

وحتى الآن لا يُبْدي السراج أي رغبة بـ”التنحي الطوعي”، بل تُنْسَب إليه رغبته التي لم ينفها في تولي رئاسة ليبيا في الانتخابات المقبلة، وأنه مستعد للتضحية بـ”تركيبة رئاسي الوفاق”، ومستعد لـ”فقدان حكومة الوفاق الوطني”، لكنه ليس مستعدا لأن يفقد لقب “رئيس المجلس الرئاسي”، الذي يبدو أنه سيكون “معركته الأخيرة” في “رحلة سياسية قصيرة جدا”، وأن ما يُبْقيه حياً في السياسة هو اتفاق الصخيرات نفسه الذي جاء به، ويُكْمِل اليوم عامه الثالث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى