أخبار ليبيااهم الاخبار

“فاهم” مرّ بليبيا “ينشق عن داعش”.. ل “سبب صادم”

218TV.net خاص

الكتاب الأكثر رواجا في الداخل التونسي هذه الأيام يروي “قصة صادمة” تتداخل فيها “أبعاد كثيرة”، إذ لم يعد يتخيل أحد حول العالم أن هناك من ينشق عن تنظيم داعش ليس بسبب “الجرائم والمجازر”، ولا بسبب “حرق الأحياء”، ولا بسبب “قطع الرؤوس”، واغتصاب النساء، ولا حتى بسبب الجلد الذي تلقاه على أيدي زملائه، بل لأنه يرى بأن تنظيم داعش قد خذله، وأصبح “أقل دموية وبأسا” مما يعتقد، وهو ما دفعه إلى “الانسلاخ” عن داعش، لأنه لم يعد يلبي تطلعاته، وهو ما يطرح خطر وجود عناصر في مجتمعاتنا تمتلك أفكارا أخطر بكثير مما تمثله عناصر التنظيم نفسه.

وبحسب تقرير بثته وكالة “رويترز، فإن “الكتاب الصادم” الذي عنونه مؤلفه التونسي هادي يحمد ب”كنت في الرقة”، وينشر فيه قصة الإرهابي التونسي محمد فاهم الذي تسلل من بلاده إلى الأراضي الليبية، قبل أن ينجح في الالتحاق بداعش العراق أولا، قبل أن ينتهي به المطاف مع داعش سوريا، وتحديدا في المدينة السورية التي صارت إمارة إسلامية ومعقلا فعليا للتنظيم الدموي.

يلفت الكتاب الذي جاء في (268) صفحة إلى أن الإرهابي التونسي الفاهم ولد في ألمانيا عام 1990 لكن مكوثه في مدينة دورتموند الألمانية لم يدم أكثر من خمس سنوات تلت ولادته لأن العائلة خشيت على “الفاهم الصغير” مما اعتبرته “انحلالا أخلاقيا” في المجتمع الألماني، قبل أن تُقرّر العودة به إلى الأراضي التونسية، قبل أن ينتهي به المطاف إلى حمله أفكارا أكثر تشددا من التنظيم نفسه، الذي عاقبه مرارا لتجاوزاته وانتهاكاته لقرارات وتوجيهات قادته.

الكاتب اختار أن يقلب الأحداث الزمنية لرحلة الفاهم المثيرة فبدأ من بلدة منبج السورية في نهاية يناير 2016 حين باع الفاهم بندقيته الكلاشينكوف، وبدأ رحلة الهروب من التنظيم باتجاه تركيا ليلقي بنفسه في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة.

بعد ذلك عاد الكاتب ليروي على لسان الفاهم حلم الشام وكيف وصل لتركيا في 2015 وهناك لم يلق أي صعوبات للوصول إلى حلم “تنظيم الدولة” ليكتشف أنه لم يكن سوى سراب لا يلبي رؤيته المتشددة للإسلام أحيانا ويضحي بمقاتليه ممن لا يقولون على الدوام “السمع والطاعة”.

وروى الفاهم تفاصيل غزوات تدمر وتعرضه للجلد بسبب تقاعسه عن معارك لضيقه وملله من أسلوب قادة التنظيم الذين لا يريدون أي مجادلة أيديولوجية.

انتقل بعد ذلك الراوي في فلاش باك ليستعيد طفولته في دورتموند ثم فترة مراهقته في تونس وبدء مسيرة شاب محافظ أصبح بعد الثورة متشددا واعتقل عدة مرات قبل أن يصبح مقاتلا يسفك الدماء في الرقة وتدمر وتل أبيض.

ويقول يحمد إن فكرة إصدار الكتاب كانت في البداية مواصلة للبحث في ظاهرة الجهاديين التونسيين بعد كتابه السابق “تحت راية العقاب” لكن حصوله على هذه الشهادة المؤثرة كان كفيلا بأن يغير خطته لتصبح الشهادة قلب الكتاب ومحوره لأنها تصور التنظيم من الداخل وفكره ورعبه وجاذبيته ووعوده وإحباطاته من خلال رحلة أحد مقاتليه.

من هو المؤلف؟

ويحمد صحفي مختص في شؤون الحركات الإسلامية والأقليات عرف أيضا بتحقيقاته الصحفية ذات الطابع الاجتماعي والسياسي.

وقد أحرز يحمد العديد من الجوائز من بينها جائزة أفضل تحقيق صحفي أسندتها له جمعية الصحفيين التونسيين عن تحقيقه حول “المحكوم عليهم بالإعدام في تونس”.

واضطر يحمد للهجرة إلى فرنسا هروبا من المضايقات والملاحقات الأمنية بعد تحقيق جريء في 2002 عن أوضاع السجون في تونس قبل أن يعود إلى بلده بعد انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى